في ورشة صغيرة بمساحتها وكبيرة بعطائها يجلس (سيد احمد) الرجل البسيط ليصنع كل الاكسسوارات التي تحتاجها المواكب الحسينية في تمثيل معركة الطف (التشابيه) فتخرج من تحت يديه الطبول والسيوف والدروع بمختلف انواعها، كما يصنع بدلات القتال والقلنسوات بحرفنه ومميزات تشابه ما يظهر في الافلام التاريخية التي جعلت فرقا مسرحية تلجأ اليه ليرفدها بما تحتاجه في عروضها المسرحية.
صناعة الطبول
ويشرح احمد شاكر لوكالة نون الخبرية عمله في هذا المجال بقوله "عملت في صناعة اكسسوارات الشعائر الحسينية منذ العام 2003 كوني كنت اعمل في مجال تغليف بدن السيارة الداخلي والكراسي (دوشمجي) وبدأت بصناعة الدمام (الطبل) عبر جلب خشب من نوع خاص منتقى وينعم ويتشرح ويكون الاطار الدائري للدمام الكبير مكون من ثماني قطع وفي داخله قطعتان على شكل علامة (X) وهو ركيزة لمنع تخلخل الاطار وتعطيه صلابة وتكون ساندة ويصنع الدمام من ستة انواع حتى يصل الى النقارة الصغيرة التي اهديها مع مجموعة الدمامات التي تشتريها المواكب الحسينية للاطفال ليتعلموا على الشعائر الحسينية من صغر سنهم كما علمونا اهلنا، ويكون الجلد المستخدم فيه من جلود الصخول لانها قوية وتتحمل الطرق عليها ونشتريها من محافظة دهوك او من منطقة النهروان، في بغداد وتربط على جانبه حلقات لتثبيت الحملات التي اشتريها من ساحة الرصافي في بغداد على شكل رولات من قماش اصلي وقوي طول الرولة من (30 ــ 50) متر وتباع على الوزن بالكيلوغرام وبسعر (13 ــ 15) الف للكيلوغرام الواحد، كما اشتري القراصات والبرجيم من بغداد واقوم بصناعتها بيدي وتصبح جاهزة ليستخدمها قارعوا الطبول في المواكب".
واضاف "اما الجلد فاشتريه بسعر من (6ــ 8) آلاف دينار مدبوغ وجاهز واختاره بعناية حتى ابعد الجلد المتضرر بقطع تكون مساحتها اوسع من حجم الدمام، واقوم بقصه واثبته بواسطة الكابسة والدبابيس الخاصة على الاطار الخشبي واستطيع اكمال الدمام خلال نصف ساعة فقط، وتعلمت من جواد الشمر الشخص الكربلائي المشهور والمربي الذي علمنا الكثير من الشعائر الحسينية، وابتكرت اعمال كثيرة مثل اعادة صناعة الدمام الشعاعي الصناعي (البلاستيك) واحوله الى دمام مصنوع من الجلد، وكانت النقارات تصنع من الفخار والجلد ثم من وعاء البناء (طاسة العمالة) ورغم دخول انواع صناعية كثيرة من مناشيء هندية وايرانية الا ان الدمام الذي اصنعه باليد من الخشب اصبح لا يظاهي وتقتنيه المواكب الحسينية من اغلب المحافظات".
السيوف والقامات
ادوات مهمة اخرى يصنعها سيد احمد تتمثل بالسيوف وقامات التطبير يقول عنها ان " من اهم الصناعات عندي هي السيوف ومقابضها حيث توجد انواع عدة منها سيوف جوهر والحديد اللوي وحديد الولبرن والقامات، وتعلمت هذه المهنة من جارنا (سعيد زنكي) وهو حداد متخصص في كيفية صناعة السيوف والقامات، وتبدء العملية من شراء الحدود المطلوب وارساله الى الكورة بعد تحديد القياسات الخاصة به وتقوم الكورة بتقويس السيوف وبعدها تستخدم الكوسرة حيث يتم تشخيطه ويجرخ وينظف، ويعاد الي لصناعة المقبض وفيه انواع منها العظم عاج والبلاستيك واغلى انواع السيوف التي اصنعها هو الجوهرة لان نوع الحديد خاص ويتم طلائه بالنيزك ويصبح قوي جدا واسعاره تتراوح بين (3000 ــ 5000) الاف دولار، ونصنع العصا الخيزرانه الغليضة التي تقص وتنعم ويوضع في اسفلها واشر وبرغي حديد لانها تضرب بالارض خلال التشابيه التي يستخدمها الشمر وقادة جيش يزيد، ونصنع ايضا اعواد النقارة من الخيزران ونقوم بجراخة المقبض عند الجراخ ونحفر الخيرزان بالكوسرة ونضعها في سائل خاص لمدة يوم واحد لتصبح مقوسة ونربط المقبض بها بمادة الغراء اللاصق ونضيف لها الكريستلات والخيوط كأسسوارات ونبيعها بعشرة الاف دينار وعليها اقبال كبير، اما القامة فتصنع من الحديد اللوي والراسطة والبولبرن واشكال اخرى، وتدخل الى الكورة ولكن مقابضها تختلف حيث تستعمل مقابض مصنوعة من البلي والبلاستيك والباغة، واسعارها تتراوح بين (10 ــ 20) الف دينار".
اكسسوارات القتال
يتميز هذا الصانع بصنع اكسسوارات القتال مثل درع الصدر والقلنسوة والبوت الرجالي وبدلة القتال، فيقول عنها" اصنع درع الصدر من الجلد الطبيعي وبالوان متعددة مثل الاحمر والماروني والاسود والاخضر واخذت الفكرة من الافلام التاريخية واقتبس الموديلات منها، مثل فلم الرسالة وغيرها واقوم بتفصيل الدرع على شخص لانها تتباين بين الطويل والمتوسط والقصير واضيف الدور او المثلث وهي القطع التي يرصع بها الدرع (نقشات) وحتى لا يميل اجعل ربط الدرع بالجسم من الجوانب بواسطة الحلقات التي تبقى ثابتة خلال الحركة ولان استخدام الربط بالخيط السميك (القيطان) يمزق جلد الدرع واصنع الدرع في ساعتين وحسب طلب المواكب اقوم بصناعتها، واصنع ايضا الدرع اليدوي (الدركة) من قطع حديد (بليت) واقوم بكبسها وتغليفها بالجلد واضع عليها (البلك) بالوان متعددة واجعل مقبضها من الخيوط العريضة حتى لا يؤذي الممثل، واقوم بخياطة الجلد على الدرع لتقويته، ويكون وزنه خفيف ولا يضايق الممثل خلال مشاركته بالتشابيه وسعره لا يتعدى عشرة الاف دينار واصنع منه بحدود ثلاثين درع يتم شرائها بالكامل، كما اصنع (الكباسات) وهي القطع الحديدية التي يضعها المقاتل على يديه واغلفها بالجلد، اما القلنسوة فاقوم بشراء قرون الابقار واجري عليه عمليات تنعيم وطلاء وتخفيف الوزن ليثبت على الخوذة بشكل متوازي ولا ينفك عنها، واضع عليها الريش والقلقوز وتباع باسعار تتراوح بين ( 25 ـ 30) الف دينار، كما اصنع بدلات المقاتلين ومنها بدلة القاسم بن الحسن (عليهم السلام) واشتري القماش الخاص بها من ايران لانه سميك وقوي ولا يوجد فيه لمعان لانه لا يلائم الذاهب الى الحرب، واقوم بتفصيله على شاب صغير وهو مكون من قطعتين واطرز حافاته، وهو مرغوب جدا حيث جهزت مواكب السماوة بهذه البدلات بكمية (350) قطعة واصنع الرايات الحسينية ايضا، واجهز المواكب من كربلاء والمحافظات، وكذلك اساعد الفرق المسرحية التابعة للعتبتين المقدستين خلال تقديمهم للمسرحيات فاجهزهم بما يريدون مجانا ويعيدونها بعد انتهاء العرض، ولغرض ديمومة عملي دربت ابنائي على هذا العمل واصبحوا اسطوات يساعدونني بالعمل".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)