ما ان تدخل الى سوق العلاوي بمدينة كربلاء القديمة، حتى تجد امامك لوحة حزن سوداء توشح بها هذا السوق من بدايته الى نهايته لم يرسمها رسام مشهور او تكفل بها اصحاب المحال ليرفعوا فيها يافطات تعزية او رايات حسينية، بل كل ما تراه هو عبارة عن صفوف من الملابس السوداء علقت على واجهات المحال التجارية المتخصصة ببيع الملابس التي يرتديها المعزون في عاشوراء اعلانا للحزن ولمختلف الاعمار والموديلات.
ملابس الرجال
يقول مصطفى عناد (صاحب محل) لوكالة نون الخبرية، اننا "نستعد من قبل حلول شهر محرم الحرام باسبوعين لتوفير الملابس السوداء فنذهب الى السوق العربي في بغداد بمنطقة الشورجة ونشتري الدشداشة الرجالية والولادية، حيث يقوم التجار المستوردين باستيرادها وتخزينها قبل شهرين من حلول شهر محرم الحرام، ويعلنون عن البضائع بصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي فنذهب قبل اسبوع او اكثر لشراء الكميات التي نحتاجها، واغلب تلك الملابس تستورد من الصين واقمشتها من انواع تايلندية وصينية وفيها السادة والمخطط والياقة ونصف الياقة، ومن انواع كثيرة واسعارها اعتبرها مناسبة مثل الدشداشة الشعبي التي تباع بـ(15) الف دينار وتصل الى الدرجة الاولى بسعر (25) الف دينار، وزبائننا من اهالي كربلاء المقدسة والزوار من مختلف انحاء العراق ومن البلدان العربية مثل السعودية والكويت والبحرين والاهواز من ايران بل حتى الايرانيين من غير مناطق الاهواز اصبحوا يشترون الدشداشة، والاقبال على الشراء يكون ليلة تبديل الراية على قبة الإمام الحسين (عليه السلام) حيث يكون في السوق زخم كبير واقبال كثير على الشراء ويتناقص يوما بعد آخر، ولا يقتصر الشراء على الشخص الذي يريد ارتداء الدشداشة بل الكثير يتسوقون لذويهم او يأخذونها كهدايا".
ملابس الاولاد
في السوق ايضا محال كثيرة تعرض ملابس سوداء للاطفال من الاولاد يقول عنها منتظر هادي (صاحب محل) لوكالة نون الخبرية، ان "الملابس تشمل اعمارا متفاوتة ويصبح عليها اقبال كبير قبل حلول شهر محرم الحرام، واتسوق الدشداشة السادة لانها مرغوبة حسب تقاليد سار عليها اهالي كربلاء المقدسة في الحزن ولجميع الاعمار من عمر سنة واحدة الى عمر (14) سنة وبقياسات مختلفة وبموديلات متعددة مثل (دشداشة شاكر، الدفة والعزيز) ومن مختلف الموديلات وتتراوح اسعارها من ( 10 ـ 15) الف دينار حسب الموديل ونوع القماش ويقتني تلك الدشاديش الرجالية والولادية اهالي كربلاء المقدسة وزوار من مختلف المحافظات العراقية الذين تتحول ملابسهم الى السوداء بحلول موسم عاشوراء لاعلان الحزن على مصيبة ابي عبد الله (عليه السلام) واصبح لدينا زبائن دائميين من مختلف المحافظات ومن كربلاء المقدسة، وحركة البيع تستمر لمدة خمسة ايام".
للبنات حصة
من بين عدد من المحال المختصة ببيع الملابس انفردت مجموعة منها ببيع الملابس السوداء للبنات يتحدث عنها كاظم صباح كاظم (صاحب محل) لوكالة نون الخبرية، بقوله ان "تلك الملابس التي نشتريها قبل حلول موسم عاشوراء من العاصمة بغداد تتبدل موديلاتها كل عام وعليها اقبال جيد، وهي مخصصة للاطفال من عمر شهر واحد واسعارها مناسبة، وهي مستوردة من منشأ تركي وفيها الفستان والتراكسوت واوفرات وفيها الوان خضراء جرت العادة عند العائلات على شراءها للاطفال الرضع الذين يلبسونهم ثوب الحزن لاول مرة وبعده يلبسونهم اللون الاسود، ولدينا بيجامات وتراكسوتات تتراوح اسعارها من (6 ــ 20) الف دينار".
الاسعار والعزاء
شهدت الاسعار هذا الموسم ارتفاعا بسبب رفع قيمة الصرف بين الدولار الاميركي والدينار العراقي، هذه الزيادة يتحدث عنها لوكالة نون الخبرية محمد رضا حسين (صاحب محل) بقوله، ان "الفرق تجده طفيف خلال البيع بالمفرد لكنه عند الشراء بالجملة من التاجر الرئيسي تجده فرق عالي حيث يصل الى نسبة زيادة مقدارها (30%) على الدرزن الواحد، وقد رفع التجار اسعار ماركات معروفة مثل (التاج والماريني والباج) فاضطررنا الى رفع اسعارها ولكن بهامش ربح بسيط، ولكن هناك بضائع نشتريها من مصادر اخرى لم نرفع اسعارها ووضعنا عليها هامش ربح بسيط ايضا لا يتجاوز( 5%) لاننا نجهز الملابس السوداء باسم الإمام الحسين (عليه السلام) لاحياء عزاءه وقصدنا نيل الثواب اكثر من الربح المادي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ـ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)