مقاهي ثراثية عتيقة اقترن اسمها بمدينة كربلاء القديمة وفاقت شهرتها كثير من المواقع فيها، هذه المقاهي التي لها زبائن من طراز خاص، تتحول في عاشوراء الحزن والمصيبة الى تكيات ومواكب تقدم الخدمة للزوار والمعزين وتشارك في العزاء الحسيني وتبذل الكثير من الاموال لتقديم الشراب والطعام للمعزين".
مقهى سيد مجيد
هذا المقهى الذي تميزت بعدم وجود الآراكيل ولعب الدومنيو والطاولي فيه ولم يزود بخدمة الانترنت توشحت بالسواد بفعل ملابس زبائنه وتحول الى قعطة حزن اسود يقول عنها السيد احمد بن سيد مجيد مؤسس المقهى منذ اكثر من سبعين عاما لوكالة نون الخبرية ان " مقهى سيد مجيد من المقاهي القديمة بهذا الطرف وفي كل مناسبة وفاة لاحد الائمة الاثنى عشر نقيم مجالس العزاء ويصعد خطيب منبر ونوزع الطعام والشراب على المشاركين بالعزاء، اما في شهر محرم الحرام فنقوم بتنفيذ برنامج بالتعاون مع هيئة صنف السواق نوزع فيه الطعام ونركز في هذا الموسم على توزيع الماء لشدة الحرارة هذه الايام، وكل الخدام في الهيئة هم من زبائن القهوة والسائقين وفي العاشر من محرم التفتنا الى ان المدينة لا يوجد فيها طبخ او طعام او مطاعم مفتوحة لانها عادت درجت عليها المدينة لاعلان حزنها الشديد يوم مقتل الامام الحسين واصحابه (عليهم السلام) وفيه ايضا التشابية وركضة طويريج وحرق الخيام والتطبير فيكون اصحاب المواكب والمشاركين في العزاء قد نالهم التعب فقررنا ان نقدم الطعام بكميات كبيرة لهم وللزوار، واموال الطعام والشراب تجمع عبر تبرعات اعضاء الهيئة والزبائن وصندوق الموكب بشكل تظامني، وفي ايام محرم تتشح المقهى بالسواد من ملابس زبائنه وتدور الاحاديث خلالها على قصص كربلاء ومصيبتها، ويشارك كل الزبائن في مواكب اهالي كربلاء، ولدينا مشاركين كثيرين من البصرة وميسان وذي قار وديالى وبابل اصبحوا زبائن دائميين يشاركون معنا في العزاء سنويا، وخلال ليالي الخميس والجمعة نقدم الماء مجانا بكميات كبيرة وزاردت التبرعات لان بركات ابي عبد الله الحسين (عليه السام ) لا تتوقف".
مقهى الزوارء
في مكان قريب آخر وقفنا امام مقهى الزوراء الذي قال عنه رضا مشكل حسين صاحب المقهى لوكالة نون الخبرية ان" عمر المقهى يمتد الى مئتي سنة وبحلول موسم الحزن العاشوري يغلق لمدة عشرون يوما ويتحول الى تكية وموكب، وقد تربينا على الخدمة الحسينية من ابائنا واعمامنا، حيث ننصب التكية قبل حلول شهر محرم الحرام بيومين وفي ليلة الاول من محرم نبدء بتوزيع الشاي والكعك والماء والقهوة والفاكهة والعصير مجانا لمدة ستة ساعات يوميا من الساعة الثانية ظهرا الى الثامنة مساء، ونقوم بتقديم التمن والقيمة او البرياني او التمن والدجاج او التمن بالباقلاء يوم السابع من المحرم وهو يوم العباس (عليه السلام) ونقدم الف وجبة طعام للزائرين، ويعمل في هذه الخدمة اربعون خادما حسينيا من الاخوة واولاد العم والاصدقاء وابناء الطرف، والانفاق على التكية والموكب تظامني من التبرعات والصندوق ونطبخ في يوم الثالث عشر من المحرم وهو يوم دفن الجثث ثلاثين قدرا كبيرا حيث نستقبل موكب اهل السدة الحسيني الذي يشارك فيه عدد كبير جدا من المعزين ليتنالوا طعام الغذاء، ويشارك جميع الخدام في موكب العباسية العريق الذي يجوب يوميا العتبتين المقدستين وما بين الحرمين والشوارع المحيطة بها، وهو سبب ايقاف الخدمة عند الساعة الثامنة مساءً، واصبح لدينا جمهور كبير من مختلف المحافظات واصبحوا زبائن دائميين لنا طوال السنة وقد اعددنا لهم امكنة للمبيت على مدار السنة ونستقبل العشرات منهم اسبوعيا واصبحت بيوتنا في حي العباسية مضائف حسينية لهم، وهي خدمة توارثناها من ابائنا واجدادنا وكان ابي عاملا عند الرادود الحسيني حمزة الزغير في محل المكوى العائد له، وركزنا على استقطاب الصبية والشباب وتعليمهم على الشعائر الحسينية والخدمة الحسينية لاننا تعلمناها منذ نعومة اظفارنا وكنت في صغري ارتدي عباءة نسائية للتخفى من عناصر الامن الصدامية ولاوزع الطعام على الزوار القادمين من المحافظات سرا في السنين التي منع فيها النظام المقبور الشعائر الحسينية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)