قام كلّ من فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، بالإشتراك مع الممثلية الدائمة لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والممثلية الدائمة لدولة فنلندا لدى الأمم المتحدة في نيويورك باستضافة حدث خاص بعنوان "نمط القتل الجماعي: جرائم تنظيم داعش بحق أفراد أكاديمية تكريت الجوية" ما تعرف بالعراق بمجزرة "سبايكر".
حيث عُقد هذا الحدث الخاص في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وضمّ مشاركين من السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني ومكاتب مختلفة للأمم المتحدة.
من جهته ذكر المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق كريستيان ريتشر في كلمته الإفتتاحية "يُعقد هذا الحدث بالتزامن مع الذكرى الثامنة لهذه المجزرة؛ والتي تعد واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الطلاب العسكريين العزل في القوات الجوية العراقية، والذين ينحدر غالبيتهم من المكون الشيعي".
وأردف قائلاً: "أكمل فريق التحقيق (يونيتاد) ملخص قضية عن هذه المجزرة مع أدلة مفصّلة يمكن إستخدامها لدعم محاكمات أعضاء تنظيم داعش، ومن ضمنهم اولئك الذين يُزعم أنهم ذوو المسؤولية الكبرى عن تلك الجرائم".
وأكّد السفير محمد حسين بحر العلوم، المندوب الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة، أن العراق لن يدّخر جُهداً، بقدر ما يتطلبه الأمر لتقديم مرتكبي الجرائم الإرهابية بحق العراقيين كافة إلى العدالة، وخاصة تلك التي ارتكبها تنظيم داعش. أطلق العراقيون على الجريمة التي ارتُكبت ضد طلاب أكاديمية تكريت، وبحق أنها (جريمة عصرنا).
بدوره قال المستشار الخاص كريستيان ريتشر: "من خلال التعاون المستمر مع حكومة العراق والقضاء العراقي، سيتمكن فريق التحقيق من المضي قُدماً في التحقيقات لضمان مساءلة التنظيم عن الجرائم الدولية، وتحقيق العدالة للضحايا، الذين لطالما تطلعوا الى رؤية اليوم الذي يخضع فيه الجناة للمحاكمة".
خلال الحدث، قدّم فريق التحقيق (يونايتد) مقطع فيديو تم إنتاجه بالشراكة مع سيتو ريسيرش، كإنتاج خاص يهدف إلى جلب مسرح الجريمة أمام المشاهدين. يقدم هذا الفيديو عرضاً توليفياً لشهادات ووثائق وأدلة الطب الشرعي الرقمية في سرد مقنع يحكي قصة الجرائم الدولية الأساسية التي إرتكبها أفراد تنظيم داعش في تكريت. وبالإضافة إلى ذلك، قدّمت كبيرة محققي فريق التحقيق في هذا الملف لمحة عامة وعرضاً عن القضية.
وعرض ياسر الخزاعي، قاضي التحقيق في محكمة الرصافة في بغداد، من خلال خطاب مصوّر، العمل الذي قام به القضاء العراقي للتحقيق في مجزرة أكاديمية تكريت الجوية، بما في ذلك الدعم المُقدّم للدول الأخرى التي يُمكنها إعتقال ومحاكمة مرتكبي الجرائم.
كما سلّط الضوء على نهج القضاء العراقي في تقديم الدعم الكامل إلى فريق التحقيق (يونيتاد)، بتوجيه من رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، فائق زيدان.
وفي مداخلته، سلّط سرهنك حمه سعيد، مدير برامج الشرق الأوسط في معهد السلام الأمريكي، الضوء على أهمية المساءلة في المصالحة وبناء السلام، مُضيفاً، أن محاسبة مرتكبي الجرائم من أفراد تنظيم داعش أمرٌ بالغ الأهمية للتأكيد على أن المجزرة لم تُرتكب في سياق مكون ضد مكون آخر، ولكن أفراد منظمةٍ إجرامية هم الذين ارتكبوا تلك الجرائم الدولية.
من جانبها قدّمت ميا راين، نائبة المندوب الدائم لدولة فنلندا لدى الأمم المتحدة والقائم بالأعمال، ملاحظات ختامية لهذا الحدث، أبرزت فيها أن تحقيق المساءلة، ولا سيما فيما يتعلق بأخطر الجرائم الدولية، هو شرط مُسبق لتحقيق السلام المستدام، وأن ضحايا هذه الجرائم يستحقون الحصول على معلومات يُكشف فيها عن مصير أفراد أسرهم.
وأعدم تنظيم "داعش" رميا بالرصاص نحو 2000 شخص وهم طلاب في كلية الطيران وعناصر أمن داخل قاعدة عسكرية معروفة باسم "سبايكر" في محافظة صلاح الدين عند سيطرته على المنطقة في حزيران 2014.
وتبنى "داعش" آنذاك الحادثة، ونشر صوراً ومقاطع مرئية مروعة أظهرت محاصرة مسلحي التنظيم للجنود في القاعدة العسكرية قبل إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة.
أقرأ ايضاً
- فيديو:وافد لبناني يعالج اخيه في كربلاء : بركات الامام الحسين تجلت في كرم الشعب العراقي
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- رسمياً.. انتهاء مهام إلينا رومانسكي في العراق