حجم النص
بقلم: حسين علي الحمداني
شكلت ثورة الامام الحسين «عليه السلام» منعطفا كبيرا في تصحيح أهداف الرسالة الإسلامية بعد أن تحول الإسلام من دين إلى دولة، تحكم بالوراثة وفق أهواء الحاكم وبالتالي وجدنا أن أهداف ثورة الامام الحسين «عليه السلام» ليست من بينها الوصول للحكم مطلقا بقدر ما إنها حاولت أن تزيل الكثير من التشوهات، التي أصابت الإسلام في ظل غياب العدالة الاجتماعية، التي ظلت سائدة في ظل الخلافة الراشدة وتعمقت أكثر في خلافة الامام علي «عليه السلام»، بل وبات نمط حكمه ظاهرة فريدة ليس في العالم الإسلامي فقط بل في عموم الأرض.
لهذا كانت الرسالة الأولى لنهضة الامام الحسين «ع» تتمثل بعدم الاستكانة للظلم والفساد والتي تمثلت بتنصيب يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين وهو ليس بأهل لهذا من جميع النواحي، بما في ذلك طريقة وصوله للحكم بطريقة وراثية لم يكن متفق عليها في صلح الأمام الحسن «عليه السلام» مع معاوية بن أبي سفيان.
الرسالة الثانية تتمثل بأن التصدي للظلم تتطلب رجالا من نوع خاص يكونون قدوة تأريخية لهذا اختار عليه السلام أن يكون هو الثائر والمتصدي، ولم يكتف بهذا بل كان معه أهل بيته من الرجال والفتيان والأطفال والنساء مما يجعلنا نقول إن واقعة الطف بسياقاتها التاريخية، هي ثورة وليست معركة بدليل استمراريتها حتى يومنا هذا مما جعل الامام الحسين «عليه السلام» قدوة للثوار في العالم.
الرسالة الثالثة تعنينا نحن الشعوب التي يشعر الكثير منا بالظلم وغياب العدالة الاجتماعية، علينا أن نستلهم من مبادئ وقيم ثورة الامام عليه السلام، ما يجعلنا نحسن اختيار الحاكم والنائب والصوت الذي يتكلم نيابة عنا، علينا أن نتخذ من صناديق الاقتراع ثورة تصحيح لأوضاعنا التي نريدها أن تتغير نحو الأفضل، وهذا الأمر بحد ذاته هو نصرة لشهداء الطف وفي مقدمتهم آل بيت الرسول الكريم محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» وألا نستكين ونقاطع لأننا بذلك ننصر الظلم ونطيل عمره أكثر مما يجب.
من هنا نجد أن الشعب العراقي هو الأولى بأن يقتدي بالأمام الحسين «عليه السلام»، خاصة أنه اتخذ من أرض العراق ميدانا لثورته التي ظل نبراسها متقدا من سنة 61 هجرية وحتى يومنا هذا.
أقرأ ايضاً
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة
- بلاسخارت ورسائلها المشفرة