- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإصرار على ترشيح السهيل هو الإصرار على حرق العراق ..
أياد السماوي
عندما طالبت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف القوى السياسية في خطبة الجمعة الأخيرة , بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة غير جدلية , إنّما كان ذلك انطلاقا من الأهمية القصوى التي يمرّ بها البلد في هذا الظرف الحرج الذي يهددّ أمن البلد من مخاطر انزلاقه بمزيد من العنف وسفك الدماء.. وكذلك انطلاقا من أهمية أن تكون الحكومة المؤقتة حكومة مستقلة غير متحزبة تأخذ بنظر الاعتبار موقف الشارع العراقي المنتفض ضد الفساد , وذلك من خلال ترشيح شخصية مستقلّة من خارج التنظيمات والتشكيلات الحزبية التي حكمت البلد خلال الفترة الماضية.. حكومة كما حددّتها المرجعية العليا , تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة , وتتمّكن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع , وإجراء الانتخابات المبكرّة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال والسلاح غير القانوني , وعن التدخلات الخارجية...
وكان من المفترض أن يبادر قادة كتلة البناء قبل غيرهم للالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية العليا ومراعاة الوضع الأمني الخطير الذي يمرّ به البلد بسبب استمرار وازدياد عمليات الاختطاف والقتل للمتظاهرين والناشطين التي اشارت إليها الخطبة الأخيرة.. لكن وللاسف الشديد أن قادة تحالف البناء بإصرارهم على ترشيح وزير التعليم العالي قصي السهيل الذي رفضته جماهير الشعب المطالبة بالإصلاح والتغيير , وتحدّيهم السافر لما جاء في خطبة المرجعية العليا في حكومة غير جدلية , سيدفع بالبلد إلى ما لا يحمد عقباه , وسيعرّض الأمن والسلم الأهلي والمجتمعي إلى حريق لا أحد يستطيع إخماده..
كما إنّ محاولات الضغط على رئيس الجمهورية بالإذعان إلى قبول ترشيح السهيل وتكليفه بتشكيل الحكومة المؤقتة , يعدّ أمرا مرفوضا وغير مقبولا , وليس لأي جهة داخلية أو خارجية الحقّ بأن تضغط أو تهددّ رئيس الجمهورية وتطلب منه الانصياع لرغاباتها.. وبدوري كعراقي مستقل أطالب الأخوة زعيم تحالف الفتح هادي العامري وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إلى سحب ترشيحهم لهذه الشخصية الجدلية , وعدم الخروج على طاعة المرجعية الدينية العليا , والإسراع باختيار شخصية مستقلّة غير حزبية وغير مشاركة في الحكومات السابقة , تتوّلى تشكيل الحكومة المؤقتة وتهيء الأجواء السليمة والصحيّة لإجراء الانتخابات القادمة.. فليس من المعقول أو المنطق أن تكون الانتخابات القادمة نزيهة وشفافة في ظل وجود رئيس للحكومة غير مستقل ومرّشح من قبل الأحزاب الحاكمة.. إنّ بلدنا وشعبنا يمّران اليوم بمنعطف خطير جدا.. فإما انتشاله من هذه الفوضى أو السير به إلى الهاوية.. وعلى قادة كتلة البناء تحمّل كلّ النتائج التي ستترّتب على إصرارهم بترشيح قصي السهيل..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!