- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ابن طاووس يصحح المفاهيم والمتطفلون يخلطوها
سامي جواد كاظم
لان الحدث التاريخي كتب باكثر من قلم في حينها لذا تعددت الاراء في الحدث الواحد كما تعددت القراءات للقران الواحد وهذا تبعها ارهاصات يتحملها الانسان على مر العصور جيل بعد جيل، وقراءتنا لمفاهيم اليوم قطعا ستكون متغيرة غدا، وفوضوية الافكار وخلط المفاهيم ودمج النقائض تحت ذريعة العلمانية والحداثة دون النظر الى كينونة الانسان جعل ثقافة التشظي والتشتت هي الغالبة على عقول الناس وافضل شاهد تابعوا منشورات مواقع التواصل الاجتماعي فهذا ينشر خبر جريمة وبعدها خبر حفلة لمطربة وثالث يعرض بيع لابتوب وهكذا هذا ناهيكم عن الذباب الالكتروني الذي يحسن الطنطة لكي يؤثر على مسامعنا لتشويه الحقائق واستبدالها بالاكاذيب لنسف الثقافة الاسلامية الاصيلة.
هل قرا علمانيو اليوم حقائق التاريخ بفكر مجرد من تساقطات حاقدة على الاسلام حتى يحسن الاحكام ؟ يقوم بالمفاضلة بين القومية وعبادة الله، وبين الوطن وحقوق الانسان، وبين الاسلام والاحزاب، وهكذا دواليك.
هولاكو جمع علماء المذاهب الاسلامية وسالهم ايهما افضل الكافر العادل ام المسلم الجائر ؟ هذا السؤال يدل على بعد نظر السائل بعيدا عن ما قام به من اعمال ولكن صياغة هكذا سؤال يؤسس لدولة عادلة بغض النظر عن ماهية قانون العدالة، فامتنع الجميع عن الاجابة الا ابن طاووس العالم الامامي (ت 664هـ) كتب على نفس رقعة هولاكو الكافر العادل افضل من المسلم الظالم، هو الوحيد بينما بقية علماء المذاهب امتنعوا عن الجواب ولكن بعد ان اجاب ابن طاووس ايدوا جوابه.
هذا الجواب هو صورة رائعة للاسلام وليس صورة البحر من ورائكم والعدو امامكم، وليست صورة قتل مالك بن نويرة، جواب ابن طاووس هو عنوان لبحث واسع معمق يؤسس لفكر حضاري ثوابته الاسلام، نعم العدالة من اجل ضمان حقوق الانسان بعيدا عن الديانة هو المهم والديانة هي مسالة شخصية تعود للانسان بينما العدالة تخص المجتمع، ولو كان السؤال ايهما افضل المسلم العادل ام الكافر الظالم سيكون الجواب سريعا المسلم العادل دون التلكؤ، وهذا لخصوصية الاسلام وليس المسلم نفسه
مؤلف كتاب (الامير) او نظرية صناعة الدكتاتورية الفيلسوف الايطالي ميكافللي يرى ان السياسية تقتضي التمويه والمواجهة والمماطلة، وممارسة العنف المادي والمعنوي، وإدراج الدين في هذه المسائل يجرده من قيمه الأخلاقية والانسانية النبيلة التي جاء لغرسها في النفوس ، هل القيم الاخلاقية والانسانية التي يحملها الانسان بفضل الدين يشرع قانون يظلم الانسان ؟
اغلب ان لم يكن كل من ينتقد الخطاب الاسلامي ليس لديه منجز خدم الانسانية ولكنه سلك افضل واقصر طريق للشهرة فينتقي ضعيف الحديث وانتكاسة تاريخ ليكيل النقد والشتائم للاسلام، وكلنا يعلم ان القانون يعاقب كل من ينتحل صفة او مهنة لايملك اوراقا ثبوتية تدل على ما يدعيه يجرم ويحاكم، مثلا شخص يدعي انه مهندس او طبيب وهو لا يحمل شهادة الطب او الهندسة، وحتى اصحاب المحلات التجارية والصناعية عليه ان يحصل على اجازة ممارسة المهنة وبخلافه يحاسب، الا الدين فانه يستطيع من هب ودب ان يدعيه ويسيء للدين ولا احد يحاسبه مكتفين بقول النبي من افتى بغير علم فليتبوأ مكانه في جهنم، وخلال فترة دخوله جهنم يكون قد عبث بعقول المغفلين وضعيفي الايمان، لذا نحن بامس الحاجة لقانون يمنع المتطفلين من ادعاء الفقاهة بالدين حتى نصون عقول المغفلين، ونقطع الطريق في نفس الوقت على العلمانيين في الخوض بغير اختصاصهم كما نرى اليوم مهندس يفسر القران.
أقرأ ايضاً
- دجاجات غاندي وملايين نوابنا
- قراءة في كتاب مديرية التسجيل العقاري في ذي قار لمؤلفه ابن خلدون .
- الحاكم النزيه في مقدمة ابن خلدون