الأنظمة السياسية الناجحة هي التي تستقطب الكفاءات لبناء البلد، بينما الأنظمة الفاسدة هي التي تساهم في طرد العقول وسحق الكفاءات وطالما تلجأ لهذا الخيار الأنظمة الديكتاتورية، حيث إن الكفوء ولكي يحافظ على حياته واستقلاليته وعطائه لابد أن يغادر وإلا تكون حياته عرضة للفناء، بهذه الكلمات استهل ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطبة صلاة الجمعة الثانية التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف في الثامن والعشرين من شوال 1431هـ الموافق 8-10-2010م وأضاف إن أذناب الأنظمة الفاسدة يحاولون إفراغ العراق من كفاءاته ومن ثم إفراغه من محتواه العلمي عن طريق الترهيب والترغيب الذي يمارسونه بحق الكفاءات العراقية التي امتلأت بها دول اللجوء في شتى أنحاء العالم، والعراق بأمس الحاجة لهم للنهوض بواقعه العمراني والخدمي لا سيما بعد الخلاص من ديكتاتورية النظام البائد، ومن الضروري مجيء الكفاءات إلى البلاد وإعطاءهم الفرص حتى يتبوءوا الأمكنة التي تتناسب ومكانتهم في هذا البلد ...
وتابع إن الوعود التي يطلقها المسؤولون في عودة الكفاءات غير كافية لفقدها البرمجة العلمية والظروف المناسبة، حيث إن الكفوء يبقى بين المطرقة والسندان فيفضل العودة من حيث أتى، فالذي كان خارجا ً لم نوفق بجلبه والموجود الكفوء أيضا ً لم نوفق بالمحافظة عليه، مطالبا الجهات المختصة إيجاد الحلول الحقيقية لمعالجة هذه الهجرة لعقولنا وكفاءاتنا.
وعن وجود بعض القوانين المعطلة لمسيرة البلد بعد التغيير تساءل سماحته لماذا هذه القوانين لم تمس ولم يطلها التغيير إلى الآن؟! ومن المسؤول عنه ؟!! ومن يدرك خطورة هذه المسألة.
وفي معرض إجابته أشار إلى إن المسؤول الأول والأخير عن هذه الأمور الآن هو مجلس النواب ! حيث إننا لا نجد جهة تشريعية غير مجلس النواب مسؤولة عن هكذا أمور، بل إن وظيفة الإخوة في مجلس النواب إجراء التغييرات على القوانين المعطلة وتشريع القوانين التي تساعد على التنمية والتطوير.
وتساءل كذلك هل إن تعطيل تشكيل الحكومة يبيح لأعضاء مجلس النواب أن يأخذوا استراحة خاصة بهم بلا أن يستثمروا هذه الفرصة التي قد لا تتوفر مستقبلا.. حيث إنهم الآن يمكن أن يهيؤوا دراسات شاملة وكاملة في معالجة هذا الوضع ..
ووجه خطابه لأعضاء مجلس النواب في المحافظات المختلفة بأن يتم تداول المشاكل في الدوائر المختصة في الوزارات والبحث عن المشاكل القانونية حتى عندما يجلس تحت قبة البرلمان يكون عنده تصور ، في بعض الحالات هو لا يعرف المشكلة فكيف يطلب منه حلها، والحال إن الكثير من الدوائر تعاني من ازدواجية في القرارات وفي الأنظمة واللوائح السابقة وهذه فيها تعطيل كبير للبلد ..
وفي هذا السياق قال نحن نعاني من أزمة إدارية وهذه الأزمة جزء منها هي كيفية تشريع القوانين ... وهناك قوانين قد مضت عليها عشرات السنين ولم يطرأ عليها أي تبديل .. والحل إن أعضاء مجلس النواب قطعا ً ليس كلهم داخلون في قضية تشكيل الحكومة ، بل إن بعض أعضاء المجلس ليس لهم علاقة في ذلك .. نراه في الصيف اللاهب يذهب إلى خارج العراق حتى ينقضي الحر .. هذا أمر واضح !! لكن كلامنا موجه لأولئك الذين يعملون لانجاح العملية السياسية وفي تنظيم الأمور هؤلاء ماذا يصنعون ؟!!
وفي سياق آخر تحدث سماحته عن تحصين المنظومة الأسرية من الاختراقات التي قد تتعرض لها من تقنيات قد غزتنا في عقر دارنا، فتكون وبالا علينا إن أسئنا التصرف إزاءها وبطبيعة الحال فإن الأب والأم مسؤولون عن الأسرة وتماسكها للوقوف أمام مشاكل التقنية الحديثة مع تحمله من الأفكار الوافدة والتمسك بالضوابط العامة التي وضعت من اجل حماية الأسرة من التفكك والضياع.
وفي هذا المضمار ما هي الضوابط والكوابح التي يجب أن تضعها الدولة إزاء هذا النوع من الجريمة ؟!! اعتقد إن هذه المسائل تحتاج إلى وقفة .. لابد من التثقيف على مستوى كبير في كل صفوف المدارس .. يجب على الاخوة الاعزاء في التربية والتعليم أن يولوا هذا الموضوع أهميته .. فعلى المدرس او المعلم او الاستاذ الجامعي ان ينبّه الى سلوكيات من الخطأ ان يقع فيها ابنائنا .. هذه المسائل تخصنا والمسؤولية تقع على الكل .. فبعض الآباء يقولون لا نستطيع أن نسيطر على أبنائنا .. فهذه حالة خطيرة وبعد كذا سنة ستصبح الحالة فوضى ..
وفي الختام عرج سماحة السيد أحمد الصافي عن مداولات تشكيل الحكومة وطالب جميع الأطراف أن تخرج من هذا المأزق الذي مرّ عليه سبعة أشهر .. وان نرى تجاوب وتقارب ومفاوضات جادة بين كل الأطراف .. وذكر إن الحكومة طريق لخدمة المواطن وهو بحاجة ماسة إلى الخدمة وهذا الامر هو بأيدي الإخوة الأعزاء.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- رئيس الجمهورية يؤكد أهمية الحفاظ على سيادة العراق
- مجلس النواب يعدل على جدول أعمال جلسة الغد
- بابا الفاتيكان يصف الهجمات الإسرائيلية على لبنان بـ"غير الأخلاقية"