- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قرار مصر بمقاطعة قطر، حوّلها الى دولة أصغر من البحرين
حجم النص
بقلم: سليم الحسني حملة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، قرار سعودي خالص وإن كان البدابة على يد حكومة البحرين. فالسعودية في زمن الملك سلمان، قامت باجراءاتها الخارجية على طريقة التحشيد الجماعي، شنت حربها على اليمن بتحالف دولي، ثم عقدت اتفاقاتها مع واشنطن بقمة استعراضية، وها هي تشن حرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. لقد اختارت السعودية ان تكون البحرين هي المبادرة فهي الأضعف من بين دول الخليج، وملكها يرتبط مصيره بالسعودية، فلا يعصي لآل سعود كلمة، ولا يرد لهم طلباً، ولا يفكر فيما يأمرونه. انسجام الامارات مع السعودية في هذا القرار مقبولاً يمكن تفسيره بسهولة، خصوصاً وانها صارت حليفة السعودية في مشاكلها وأزماتها وحربها في اليمن. لكن اللافت في الأمر هو موقف مصر السريع فقد التحقت بالسعودية بعد أقل من ساعة على إعلان القرار السعودي بقطع العلاقات، وقد استنسخت القاهرة قرارات الرياض بالحرف الواحد. موقف مصر لا يليق بها على الاطلاق، فلقد ظهرت في هذا الموقف صغيرة شأنها شأن البحرين، بدت تابعة للملك سلمان وابنه محمد، وهذه تحدث لأول مرة في تاريخ مصر أن تكون مصر متلقية أوامر ومنفذة تعليمات، هي البلد العربي الذي يفخر بصدارته السياسية في محيطه الإقليمي، ودوره المتقدم في السياسة العربية. ليس اكتشافاً مهماً ان قطر تدعم الجماعات الإرهابية، وحالها في ذلك حال السعودية وتركيا وإسرائيل. وما تعانيه مصر من الجماعات الإرهابية في سيناء، يفرض عليها ان تعاني من هذه الدول مجتمعة، لأن الجماعات الإرهابية متنوعة ترتبط بكل هذه الدول، وليست فصيلاً واحداً ينتمي لدولة واحدة، حتى يُصار الى قطع العلاقات معها. واذا فرضنا أن مصر قد أدركت أنها تواجه الخطر الوحيد من قطر، فكان الأجدر بها ان تكون هي المبادرة بقطع علاقاتها وقبل أن تتفجر أزمة الدوحة ـ الرياض، لتحفظ مكانتها العربية والدولية، ولا تكون بحجم دولة مثل البحرين، بل اضعف من البحرين. المال السعودي هو الذي اشترى موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن هذا المال سيصله ممزوجاً بأزمات أمنية داخلية، فإرهابيو قطر ستكون لهم ردة فعلهم على الأرجح، كما ان إرهابيو السعودية في مصر سيفتحون نار الحرب مع جماعات قطر، من دون أن يتخلوا عن مشروعهم الإرهابي ضد الأقباط والشعب المصري. لم يظهر عبد الفتاح السيسي في هذه، كرجل سياسة، أنه تصرف بعقليته العسكرية، لقد تلقى أمراً، فسارع الى التنفيذ. لا يبدو على السيسي أنه يجيد إدارة الازمات ولا حتى فهمها، لقد غاب عنه، أن صّناع الإرهاب ورعاته لهم مكانتهم المتقدمة والمحترمة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، وان هذا الضغط الظاهري على قطر، لا يعني أنها فقدت مكانتها، فهذه الدولة الصغيرة، تبقى حاجة ضرورية لواشنطن وتل أبيت، وهي في العمق بالنسبة لهما أفضل من السعودية.
أقرأ ايضاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- الجريمة المصرفية
- كلية الذكاء الاصطناعي.. قرار متسرع؟