- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلى الغيارى وأصحاب الهم فقط.....(أزمة وحل)
حجم النص
د. طلال فائق الكمالي بحكم قانون النسبية فإن الجميع قد شارك ولا زال يشارك من قريب أو بعيد في أزمة العراق المركبة. فهي أزمة تفاقمت الى حد أنها تجاوزت جميع الأرقام القياسية على المستويات كافة، فقد طالت أزمة العراق الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري والتعليمي وغيرها من الميادين الأُخر لتطال الجانب الأخلاقي أيضاً بدليل تسليمنا للأزمات المتفاقمة بعد أن أخذت مأخذها من نفسية الفرد العراقي على نحو الاستسلام والقنوط واليأس والإحباط لتصبح ظاهرة نخشى استدامتها من دون أمل للإصلاح الذي بات عنواناً هو الآخر للفساد وباباً يلج منه المفسدون. لقد نقل لنا التأريخ كثرة الشعوب التي تعرضت لهزات زلزلت الأرض من تحتها وانهارت دولها ومنظوماتها لتصبح ركام انقاض، كما نقل لنا ويلات طالت شعوب متعددة فقهرتها وقهرت حضاراتها. ولكي لا نكابر يجب أن نكون واقعين بأننا كنا خير مثال لتلك الشعوب التي نالت ضربات متعددة من الدول العالمية والإقليمية بل حتى من أبناء جلدتنا لِتُقهر. في قبال ذلك لا أريد أن أبتعد كثيراً عن محور مطلبي الذي أسعى عرضه، إذ بودي أن انوه إلى أننا يجب علينا جميعاً أن نمقت البكاء والعويل على ما مضى، وان نلتفت إلى ما بعد الازمات بحثاً عن حلول بين الأفكار والرؤى وبحثاً عن آليات وأدوات بين العلوم والفنون بغاية الانتهاء لحلحلة أزمتنا والنهوض بواقعنا... فالكل شأنه ذلك بلحاظ النسبية ذاتها التي شملت الجميع في المشكلة لتشملها في الحل. إنها دعوة للغيارى واصحاب الهم فقط... دعوة من نمط جديد تستنفر جميع المنابر الدينية والإعلامية والاجتماعية والثقافية من رجال دين ومفكرين وباحثين ومصلحين للمشاركة في عرض مقترحات الإصلاح الحق أمام الرأي العام عبر القنوات الفضائية وغبرها من دون النظر إلى الخلف اطلاقاً إلا على نحو الوقوف عند الأسباب فحسب؛ غاية وضع الآليات والطرق السليمة أمام الجميع لتكون حجةً على الجميع أيضاً. إذ يمكن أن تتصدى إحدى القنوات الفضائية الصادقة أو جميعها لهذه الورش الإصلاحية بعرض أحد المواضيع الساخنة التي تمثل أزمة عامة من بين مجموعة الازمات التي يلزم عرضها تباعاً، لوضع الحلول المناسبة والمنطقية والعملية لكل أزمة على انفراد، ومن ثمَّ تُعد على شكل أبحاث ودراسات تقدم إلى الإداريين والساسة لتطبيقها على نحو الالزام بلحاظ أنها عصارة رأي الشارع العراقي وإرادته. الأهم في كل ما تقدم عدم السماح ـ عبر إدارة هذه الورشات الإعلامية ـ بعرض مداخلات تؤول بنا للعودة على ما مضى والنحيب عليه أو عرض ما تسالم عليه الجميع اختزالاً للجهد والوقت، فهو مسعى جاد لطرح ما هو كائن لنترقب ما ينبغي. قد تكون هذه الورشة إحدى آليات الإصلاح من مجموعة خطوات متعددة تعد مصداقاً لإشعال شمعة وسط هذا الظلام الحالك في الليل الأليل بدلاً من أن نلعنه، أليس الحق أن مسافة المائة ميل أن نبدئها بخطوة واحدة، إذ يمكن أن تكون الخطوة الأولى برنامجاً فضائياً تحت عنوان (أزمة وحل). فهي دعوة إلى الغيارى وأصحاب الهم فقط.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته