حجم النص
بقلم:رائد العتابي . يُحكى ان حاكماً أمر بوضع حجارة كبيرة في الطريق الرئيسي للمدينة ليرى ردة فعل الرعية فمر شابان قويان ولم يفعلا شيئاً واكتفيا بالاستغراب وعبارات الاستهجان والرفض ثم مر تاجران غنيان لم يحركا ساكناًوقالا من هذا عديم الذوق الذي عمل هذا العمل بعدها مر انسان بسيط فقير عندما راى الحجارة لم يقل شيئا بل شمّر عن ساعديه واسرع بزحزحة الحجارة من مكانها وعندما شاهده الناس هبوا لمساعدته الى ان رفعوها عن الطريق فوجد تحتها صندوقا في داخله رسالة مكتوب فيها من رفع الحجارة من الطريق فله هذا الكنز الذي في الصندوق. ان الفساد صخرة كبيرة وعقبة كؤود في طريق الحياة والتقدم وعلى الناس ان يعرفوا هذه الحقيقة بانهم جميعا ملزمون برفعها من راس القمة الى القاعدة ومن الوزير الى الخفيروان لا يتخلف احد عن ذلك ، لانه واجب على كل مواطن يشعر بانتمائه للوطن. كل الكلام الذي يقال على التلفزيون والاذاعة وفي الاخبار والتقاريرالتي تسبب الغثيان - فضلا عن اللغة المتعثرة للمراسلين الذين لا يحسن بعضهم ان يرفع وينصب -والصحف التي تضم في طياتها عبارات الشجب والاستنكار للفساد هو كلام فارغ وللاستهلاك المحلي،وضحك على الذقون وخداع للنفوس إذْ لم يُترجم الى واقع عملي ملموس يوما ما والانكى والامرّ من ذلك عندما يخرج هذا الكلام من فم الفاسد المنافق نفسه وذلك لذرّ الرماد في العيون ولخداع الناس الابرياء عندما يلبسوا لهم ملبس الحمل الوديع، ويتكلموا معهم الكلام البديع ،ويظهروا لهم بلباس الصلاح والاصلاح والزهد. ان اخطر شئ على الوطن هو الفساد لانه حرب معلنة من العدو بل اقوى لان الفساد يدمر الوطن من الداخل والعدو يدمرهمن الخارج وكلاهما شر. ليكن رئيس الوزراء هو ذلك الشخص الذي بدأ بزحزحة حجارة الفساد والتخلص من المفسدين وان الشرارة الاولى في اعلان الحرب على الفساد انقدحت من المرجعية الرشيدة، وان الشرفاء من الشعب والناس البسطاء هم الذين بادروا بمساعدة تلك الاعمال الخيّرة التي شرعت لازالة هذا الظلم من كواهل الناس الذين عانوا الكثير وتحملوا العذاب من المفسدين في الارض، والكنز الذي في الصندوق هو العيش الرغيد بكرامة وسلام وامن، انها اعظم جائزة يحصل عليها شعب يسعى الى الحياة . من المعروف ان كل شئ في هذا الكون مبني على التعاون خذ اي مفردة من مفردات الحياة فانها مبنية عليه ولا بد منه للوصول الى النجاح والسؤدد وحتى نتخلص من الفساد الذي ضرب البلاد لابد من تعاوننا جميعا كاولئك الذين دفعوا الصخرة عن طريق المارّة كان دفعهم منظما بقوة واحدة وباتجاه واحد وبصدق واخلاص لم يدفع هذا الفريق باتجاه اليمين وذاك باتجاه اليسار وذلك متردد والاخر متحفظ لان الجهود تضيع وتتشتت ولا من نتيجة، على الشعب ان يتعاون مع الحكومة لمكافحة هذه الآفة ولا تقع المسؤلية على الحكومة حسب لان الشعب له نصيب من الفساد وهذه حقيقة مرة لابد لنا من قبولها على مرارتها قال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم :{عمالكم أعمالكم ، كما تكونون يولى عليكم} لان الاعمال تتحول الى شئ اسمه ملك ورئيس وحكومة فان كانت الاعمال صالحة استحالت وتحولت الى ملك ورئيس وحكومة صالحةوالعكس بالعكس. لنكن صادقين جميعا للتخلص من هذا المرض القاتل الذي فتك بالناس والوطن ولنتخلص من الجراثيم التي سببت هذا المرض للوطن العزيز وكادت ان تضيّعه وتقضي عليه لولا النظرة الثاقبة للمرجعية الحليمة الرشيدة التي منّ الله بها علينا والتي هي دائما صمام الامان للخروج من الازمات والمشاكل . كفى انتقادا للاوضاع وللمفسدين لان الرائحة ازكمت الانوف، لنضع الانتقاد وراء ظهورنا ولنبدا بالاصلاح والعلاج الحقيقي الذي طال انتظاره. الحكومة التي بدات به عليها ان تغذّ السير قُدُما وان تكمل الطريق من دون تراجع ولا بد لها من اكمالهفاذا تراجعت فانه الموت والخنوع من جديد ولتحرق الحكومة كل شئ ورائها ولم تنو التراجع امام الفساد فاما التقدم بكل شجاعة واقدام واما الرجوع بالفشل والخيبة والخسران،لا تسمع للاصوات النشاز التي تحاول وضع العصي في دولاب عجلة الاصلاح ومحاولات التثبيط والايحاء انها حملة فاشلة ولا تجدي نفعا ولا طائل من ورائها. ليكن السيد العبادي شجاعا وجريئا وحازما في التعامل مع هذه الازمة التي ينظر اليه فيها كل الشعب وان الابصار معلقة عليه والآمال معقودة على جهوده بان لا يخّيبه هذه المرة ويعيد لنا الحياة التي فقدناها من زمان بعيد، حياة الاستقرار والتقدم والانتاج والامن والامان والسلام، لا تخيفه اميركا الشيطان الاكبر ولا تصريحاتها المغرضة ولا تحليلاتها المريضة التي تحاول من خلالها تضعيف روح المقاومة عند العراقيين وتهويل خطر (داعش) الحقير من اجل حاجة دنيئة معروفة في نفسها وجعل العراق يتخبط بظلام الفسادوالمحاصصة الرعناء التي تؤدي الى تفتيت العراق وفك مفاصله الشر كل الشر من اميركا هذا المخلوق الفاسد الدنئ والذي ينبع من تحت خَدَر النبيذ الاحمر والكاوبوي الامريكي وخدع هوليود السينمائية وتدمير حياة وتاريخ البشرية . ليبدأ السيد العبادي بشطف الدرج من الاعلى من المسؤلين الكبار الذين هم السبب في كل هذا الذي اصاب الناس فصلاح المجتمع بصلاح الحكومة وفساده بفسادها. كنت واقفا يوما في احد مطارات البلد انتظر في الطابور (السره) لتحويل الحقيبة الى الشحن وامامي شخص صيني ولبناني والناس تمر من امامنا لتشحن حقائبها ونحن واقفون الى ان جاء رجل يريد المرور فقلت له انا واقف في الطابور وعليك ان تقف خلفي ولنحترم النظام كما هو المعتاد والمعروف في العالم فاذا به يقول {خل يحترمون كبارنا النظام بعدين احنه نحترمه يمعود } يريد ان يقول هذا الرجل اذا فسدت الكبار ساءت الحالة وتدهورت اوضاع الشعب تباعا ومحقت الثقة بين الشعب والحكومة وهذه كارثة الكوارث . الى شعبي المفجوع اقول اصنعوا الراحة بالتعب والنظم والانتظام قال امير المؤمنين:{اوصيكم بتقوى الله ونظم امركم} ليكن النظام حليفنا في كل الامور حتى في التظاهرات، وهمسة في آذانكم ان من يدمر شيئا من ممتلكات الدولة فهو بحد ذاته فساد اخر ولا نعالج الفساد بالفساد ولا نشعل النار اكثر وكل من يتصرف هذا التصرف ويعمل هذا العمل فهو عدو الشعب من حيث يدري او لا يدري ويجب تقديمه للعدالة كونه من الفاسدين، ولفتةٌ اخرى للحكومة والقضاء ان لا يُطبق القانون في التخلص من الفساد على الصغار دون الكبار ويكون القانون كبيت العنكبوت لا يقتنص الا صغار الحشرات واما كبارها فتمزقه بل يجب غسل الدرج من الاعلى لا من الاسفل.وفي الاخير الحذر الحذر الحذر ثلاثا من البعثيين والمندسين المخربين من اجل ارباك الوضع وتشويه حملة الحكومة ضد الفساد واؤكد لكم ان هناك غرف عمليات خاصة في قطر والسعودية والاردن وفي داخل العراق من اجل ركوب موجة الاصلاح وتشويه سمعتها وبث المغرضين بين المتظاهرين ولتقبيح صورة المرجعية الرشيدة ليشيروا اليها باصبع الاتهام انها السبب في ذلك كله لانها اطلقت يد الحكومة في الاصلاح . اذا تمكنا من قلع حجرة الفساد فان ينابيع الخير ستندفق من تحت هذه الصخرة وان شآبيب الرحمة ستنزل علينا من السماء وسنكون قادرين على اصلاح الخراب والدمار الذي حل بالوطن بزمن قياسي وذلك بعون الله الجبار العزيز .ولا خير في امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي .
أقرأ ايضاً
- وقفه مع التعداد السكاني
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر