حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي كانت نبرة صوته تبعث على الحزن، بينما كان يجهش بالبكاء وهو يتلو مأساة عراقية أخرى، هذا المواطن يتحدث عن أسرته التي وضعت في السجن وهي تحاول دخول الأراضي التركية هربا من تنظيم داعش لعلها تجد الأمن والعناية الصحية ومعسكرا للنازحين تأوي إليه فتسكن نفوس أفراد الأسرة من نساء وأطفال وكبار في السن، لم تكن أسرته لوحدها فمعها عشرون عائلة موصلية هاربة من بطش الإسلاميين الذين يتلذذون بمطاردة النساء والأطفال الهاربين ليقتلوهم ببشاعة كالعادة التي ألفوها منذ دخلوا الموصل قبل أكثر من عام. يبلغ عدد أفراد تلك الأسر 154 مواطنا من النساء والأطفال ورضيع بعمر شهر واحد! بينما ترفض السلطات التركية معاينة المرضى ومعالجتهم وهم يقبعون في سجن " بيانجي شبهة" في مدينة أنطاكيا ومنذ 11 يوما كاملة، برغم قيام الأسر تلك بإضراب عن الطعام. مواطن موصلي تحتجز أسرته في ذلك السجن إتصل بالقنصل العراقي في تركيا لكنه أبلغه إن تلك القضية ليست من صلاحياته، المواطنون الهاربون أعتقلوا على الحدود في ظل توترات وإجراءات أمنية تتخذها السلطات التركية على الحدود، ووفقا للأعراف الإنسانية والقوانين الدولية فإن اللاجئين والهاربين من الحروب والنزاعات يسمح لهم بتجاوز الحدود خاصة في تلك الظروف الإستثنائية التي يعاني منها الاطفال والنساء والشيوخ والمعاقين والمرضى، لكن السلطات التركية لم تلتفت الى تلك المعاناة بسبب الواقع السياسي والعلاقات الخاصة والإستراتيجيات التي تجعل المواطن العادي ضحية مهملة. السفير التركي في العراق مطالب بالتدخل هو الآخر، فليس من المعقول أن يعيش هو في بغداد معززا مكرما، بينما أبناء شعبنا في السجون التركية يعانون من الإهانة وعدم الرعاية والتجاوز عليهم دون غيرهم، خاصة وإن السلطات التركية تقوم بقصف الأراضي العراقية لمطاردة حزب العمال الكردستاني دون مراعاة للظروف الإنسانية عندما تقع صواريخها على المدنين في قرى قنديل وتقتل الحيوانات والناس وتهدم البيوت والزروع. الحكومة العراقية من واجبها أن تتدخل فورا وتحقق في الموضوع وعلى وزير الخارجية إيراهيم الجعفري أن يتخذ التدابير اللازمة لمناقشة الموضوع على أعلى مستوى برغم معرفتنا المسبقة إن السياسيين في العراق لايفكرون بمواطنيهم إلا وفق مزاج خاص.
أقرأ ايضاً
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة
- هل ستدفعي ثمن الفطيرة ياسعادة السفيرة !؟
- ضد السفيرة ومع السفيرة !!