- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاسلامُ وتمدنُ العصرِ الحاضرْ.....[وجود الفقهاء]
حجم النص
بقلم السيد علي الطالقاني قد بينت في مقال سابق ابتعاد الكثيرين من ابناء المجتمع الاسلامي عن (الاسلام).كتشريع وتمسكهم به [كعقيدة].وبينت ايضاً سبب عزوفهم عن التشريع الاسلامي..من حيث انهم وجدوه لايتوافق مع رغباتهم (البشرية) ونزعاتهم (النفسية).! ولعل تلك القراءة الخاطئة (للاسلام) من قبل الاجيال الناشئة ستجلب معها الكثير من الويلات،عليهم كجيل وعلى من سيأتي من بعدهم.! وذلك لسببٍ بسيط وهو تحريف[التطبيق الاسلامي] عن سكته الصحيحة فالذي سيأتي من بعدهم سيسير على نفس تلك السكة المنحرفة مما سيعني مستقبلاً وجود [اجيالٍ منحرفة] لاذنب لهم..الا أنهم نشأوا على [تطبيق منحرف] فقلدوه.! وهذا من الناحية [الإنسانية] مشكلة كبرى..لابد ان يضع لها الاسلام حلاً نموذجياً ومستمراً لكي يجنب [الاجيال الاسلامية] القراءة الخاطئة [لمواد الاسلام] وبالتالي يجنبهم ذلك الانحراف.! وافضل حل إقترحه [الفكر الاسلامي] هو فتح باب الاجتهاد امام الفقهاء في زمن [غيبة المعصوم-ع] لكي يجتهدوا في [مستحدثات المسائل] التي تتطلبها الحياة الانسانية.! فالحياة الانسانية تتطور يوماً بعد يوم،،ولابد لهذا التطور من قراءة اسلامية.! كمسائل (السفر الى الفضاء) ومسائل(البنوك المصرفية) و[الهجرة الى البلاد غير الاسلامية] و[مسائل البيع] والشركات والارباح والاسهم والتعامل مع الشعوب والامم الاخرى... وامور كثيرة تحتاج الى [تقنين] و[تهذيب] اسلامي.! فلابد عندئذٍ ان يكون هنالك[فقيه] يرجع اليه المسلم ويستفتيه في [متطلبات الحياة الانسانية].! وهذا الرجوع قد سماه اهل التخصص[بالتقليد]-اي اعتماد قول ذلك الفقيه-في هذه المسألة. وأطلق [المسلمون] على [الفقيه المستنبط للاحكام الاسلامية] تسمية [المرجعية] ايماناً منهم برجوعهم اليه كما قلت ذلك وبينت.! وهذا كله اوجده [الاسلام] لكي يكون هنالك [تمدن] ولايتصرف الفرد المسلم بنوعٍ من الانحراف يقلب معه حياته الاجتماعية او الاسرية او الشخصية الى[جحيم] و[غابة] ويسخر الشريعة الاسلامية لشريعة الغاب لكي تفترسها.!! كما حصل ذلك فعلاً في كثير من الشواهد لوقرأنا تاريخ البشرية بقليل من التأمل والتركيز ومحل الشاهد ان [الفقيه] يكون بهذا المعنى [صمام امانٍ] للحياة المدنية ودائرة وجوده ليست محدودة في [المسائل الدينية] فقط..! بل يتعداها الى [المسائل المدنية] و [الانسانية].! وكلما كثُر [الفقهاء] في المجتمع كلما ازداد التمدن فيه وازدادت الانسانية في نفوس ابنائه..وأعتصم المجتمع (بالفقهاء) عن كثير من [الأخطاء] و[الانحرافات] التي من الممكن حدوثها مالو خلى المجتمع من [وجودهم].! وتصرف [مجتمع اليوم] تجاه[الفقهاء] ومحاولة [تحزيبهم] خطأ فادح و[جريمة انسانية كبرى].! لأن من الأسس الثابتة ان [تحزيب الفقهاء] و[خصخصتهم] ستعود بالمجتمع الى نقطة [الصفر].! وستجعل خطابهم[محدود] بفئة دون آخرى..ومن هنا تحديداً نستطيع القول: [ان ترك المجتمع للفقيه وعدم الرجوع اليه في المسائل الانسانية] سببهٰ [الخصخصة] التي يفتعلها [مجتمع اليوم].! ولاشك ان نهاية [الخصخصة] هي [الاستهلاك] يقيناً.!! واستهلاك [المجتمع الفقهي] معناه القضاء على [الانسانية] بشكل أكيد وتحول المجتمع الى [مجتمع حيواني] في مسائله.! مجتمع يقتل.! مجتمع يسرق.! مجتمع يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً.!! مجتمع تجد فيه كل انواع الرذيلة التي قد تتصورها ايها القارئ الكريم.! لأن [المجتمع] اخرج الفقيه من [الحيز الانساني] وزجه في [خصخصة الذات].!! بل لاأستبعد رجوع [الانحراف] والقراءة الخاطئة للاسلام من قبل افراد المجتمع....بسبب [خصخصة الفقاهة] كما بينت.! فمن الطبيعي جداً ان نجد اكثر من[فقيه] في المجتمع.! ولكن الغريب ان نجد [حياة المجتمعات] اليوم خالية من اي [فقاهة].! فليس من الفقاهة [الخصخصة الدينية].! وليس من الفقاهة[الكثير من مواد السنينة العشائرية].! وليس من الفقاهة[سرقة اموال الشعب وحقوقه].! وليس من الفقاهة[عسكرة الحياة الانسانية].! وليس من الفقاهة[تقليد طريقة حياة الغربيين في الاكل والملبس].! وليس من الفقاهة[تضليل المجتمع عن الحق].! وليس من الفقاهة[النعرة الطائفية بين ابناء الاسلام].! وليس من الفقاهة[التعدي على مقدسات الاخرين].! وليس من الفقاهة[التعدي على اهل بيت الرسول-ص- وعترته-ع-].! وليس من الفقاهة[التعدي على صحابة الرسول المنتجبين-رض-].! وكثيرة هي الامور التي ليست من الفقاهة في شئ.!! ووجود هذه الامور في اطار حياة[مجتمع اليوم] ماهو معناه.؟؟ هل معناه ان المجتمع يسير على سكة[الفقاهة] التي تمنعه.! ام معناه ترك المجتمع [للفقيه] بدعاوى مختلفة وباعذار تارةً تكون [ساذجة] وتارةً تكون [وقحة].! ايها الانسان اينما كنت.....انك تحتاج الى [الفقيه] ان لم يكن لنفسك فلأولادك...ولأحفادك..لكي تأمن عليهم من [الانحراف] و[التمدن الخاطئ] الذي ابتليت انت به اليوم.! ارجو ان نحظى بفرصة مراجعة الذات ودراسة واقعنا من جديد وتصحيح اعوجاجه بالمقدار الذي نحرز فيه براءة الذمة امام الله ورسوله{صلى الله عليه وآله وسلم}.
أقرأ ايضاً
- الاسلامُ وتمدنُ العصرِ الحاضرْ [الإسلام السياسي]
- الاسلامُ وتمدنُ العصرِ الحاضرْ [التبرج النسوي] كتاب جديد للسيد علي الطالقاني