كشف عضو بارز في التيار الصدري، ان كتلته تدعم بشكل مبدئي خطة انشاء ساحل صناعي عملاق يخلص العراق من الاختناق البحري الذي يكرسه ميناء مبارك الكويتي، مؤيدا بذلك فكرة تتبناها عائلة رجال اعمال عراقية تعمل في البحر منذ مائة عام.
وفي حديث لـ"العالم" امس السبت قال الدكتور ضياء الاسدي وزير الدولة السابق عن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري، ان الهيئة السياسية في التيار "تأخذ على محمل الجد التصريحات الاخيرة لمالك شركة حنا الشيخ القابضة، بشأن انقاذ الساحل العراقي، وننتظر دراسة التفاصيل كي نتبنى المشروع رسميا".
وتأتي تصريحات القيادي الصدري على خلاف توجهات الحكومة، وللتعليق على لقاء نادر اجرته صحيفة "العالم" الاسبوع الماضي مع جوزيف حنا الشيخ رجل الاعمال العراقي الذي تعمل اسرته في الموانئ منذ نحو 100 عام، والذي قال ان الحل الوحيد الذي يضمن للعراق ان يتخلص من اثار ميناء مبارك الكويتي، هو اعتماد خطة سابقة لطمر البحر بملايين الصخور وإنشاء ساحل صناعي يمتد كيلومترات عدة داخل البحر قبالة الفاو.
وقال ضياء الاسدي "ابلغتني الهيئة السياسية للتيار الصدري، انها ناقشت بإسهاب فكرة انشاء ساحل صخري عملاق يجعلنا بمنأى عن مضايقات اي دولة جارة، وقد اتصلت شخصيا بجوزيف حنا الشيخ، واكدت له اهتمامنا الكبير بفكرته" التي ترفضها الحكومة العراقية منذ نحو 8 اعوام لاسباب غير واضحة.
واوضح الاسدي "دعونا حنا الشيخ الى زيارة العراق لشرح فكرته بشكل تفصيلي، وقلنا له ان 8 من وزراء التيار الصدري و40 نائبا في البرلمان، يمكنهم ان يضعوا كل امكانياتهم السياسية في خدمة الفكرة اذا كانت حقا تجعلنا بمنأى عن النزاع مع الكويت في المجرى المائي الضيق قرب جزيرة بوبيان، عبر بناء ساحل صخري في عمق البحر".
وتابع "حسب معلوماتي فإن وزير التخطيط طرح الموضوع خلال الاجتماع الاخير في مجلس الوزراء، وان المالكي ابدى حماسة لاعادة مناقشة الفكرة. وزيرنا طلب من المالكي سحب الملف من الوزارات الاخرى وحصره بالتخطيط، وننتظر الخطوة القادمة".
ويقول "وعدنا حنا الشيخ بإرسال مبعوث يمثله خلال الايام المقبلة، لعرض تفاصيل المشروع، وسنقوم بحملة واسعة لعرض الفكرة على الخبراء ورجال الاعمال، بعدها يمكن ان نتبنى على نطاق واسع، مشروع الميناء العملاق الذي يتوغل داخل مياهنا الاقليمية، بدل ان نحصر انفسنا على ساحل الفاو ونتنازع مع الكويت بشأن بوبيان وميناء مبارك".
وفي لقاء عبر الهاتف مع "العالم"، تحدث جوزيف حنا الشيخ الذي يدير مجموعة حنا الشيخ للمقاولات والمتخصصة ببناء الموانئ، الاثنين الماضي، عن "حلم اسرة حنا الشيخ" التي "ساهمت في بناء كل موانئ الخليج، وادارت النقل البحري في المنطقة قرنا كاملا" على حد تعبيره.
ويقول ان هذا الحلم هو بناء ميناء الفاو الكبير، الذي فاوضت المجموعة بغداد بشأنه منذ 6 سنوات دون جدوى.
جوزيف الذي يبلغ من العمر ثمانين عاما وتخرج من الولايات المتحدة في اربعينات القرن الماضي، يسخر بشدة من مشروع ايطالي لبناء ميناء في الفاو بالتعاون مع بغداد، ويقول "وفق مخططي الذي لم يوافقوا عليه، لن يدفع العراق فلسا، وسأبني مدينة مساحتها 350 كيلومترا مربعا، تمتد داخل البحر بنحو 250 كيلومترا مربعا، انجزها خلال 3 اعوام بنحو 12 مليار دولار". اما الايطاليون "فسينشئون شيئا يشبه الرصيف مساحته 35 كيلومترا مربعا فقط، وسيتضرر من ميناء مبارك الكويتي بالتأكيد لانه لا يستفيد من العمق البحري، بينما مخطط حنا الشيخ يتقدم داخل البحر عبر عمليات طمر وصناعة سواحل طويلة".
وتشهد العلاقة بين العراق والكويت نوعا من التوتر منذ نيسان الماضي، بعد الكشف عن شروع الجانب الكويتي بدق اساس مينائه في جزيرة بوبيان بمحاذاة ميناء ام قصر وقبالة الموقع المفترض لميناء الفاو الكبير، حيث صار الميناءان يتزاحمان داخل قناة مائية ضيقة جدا تمر من البحر امام الفاو ونحو ام قصر.
وتقدمت الحكومة العراقية بطلب رسمي للكويت بايقاف العمل بالميناء لانه سيلحق الضرر بمصالح العراق. وكان وفد حكومي زار الكويت واطلع على الميناء، وحتى اللحظة لم تعلن حكومة نوري المالكي موقفها النهائي ولم يطلع مجلس النواب على تقرير اللجنة المذكورة.
ويتابع حنا الشيخ "تتضمن فكرتنا عمليات طمر مليار متر مكعب داخل البحر بـ 25 مليون طن من الحجر"، مشددا بالقول "مخططنا لا يتأثر بميناء مبارك وهو الحل العملي الوحيد، لن تتمكن لا الكويت ولا ايران من خنقه".
وذكر انه "اقترح على الحكومة العراقية تحويل ادارة الميناء الى شركة عراقية مساهمة ونحن المستثمرون نمنح 25% من اسهمها للحكومة العراقية مجانا و75% يشتريها العراقيون حصرا".
ومجموعة حنا الشيخ القابضة اسهمت في بناء اغلب موانئ الخليج، وتخصصت في النقل البحري منذ العهد العثماني.
ويقول جوزيف حنا الشيخ "حتى الشركة الايطالية عرضت علينا المساهمة في بناء ميناء الفاو الذي اتفقت عليه مع الحكومة العراقية، لانها تعاني من ضائقة مالية، لكن مجموعة حنا الشيخ لم توافق على المخطط الضعيف والمحدود للايطاليين.
وختم الوزير عن التيار الصدري بالقول "الاهم من ذلك كله أن الطرف الذي يعرض انشاء الساحل العملاق، يمثل عائلة عراقية عريقة معروفة بخبرتها في بناء موانئ الخليج، ومحترمة على صعيد دولي".
أقرأ ايضاً
- الإعمار : قرب إحالة 3 مدن سكنية في بغداد
- مستشار حكومي يكشف قرب إصدار قانون ينظم إنتاج واستيراد الدواء تحت مظلة واحدة
- المصرف العراقي للتجارة يعلن قرب افتتاح مركز الإيداعات النقدية في الكرخ