بعد منعه من تقديم شهادته أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، السبت الماضي، اعتبر رئيس جامعة غلاسكو البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة أن القناع سقط عن وجه أوروبا، مشيراً إلى أنها مستعدة لمنع الاجتماعات والحريات، خدمة لإسرائيل.
وأضاف في مقابلة مع العربية/الحدث أن السلطات الألمانية في مطار شارل ديغول أبلغته بمنع دخوله كل دول الشينغن لمدة عام، وأنها أبلغته بمنعه من دخول البلاد لشهر أبريل الماضي.
كما أوضح أن السلطات الألمانية استخدمت قرارا إداريا لا يقتضي تقديم سبب للمنع.
استجواب زوجته
إلى ذلك كشف أبو ستة أن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية وخلال وجوده بغزة استجوبت زوجته وبعد تقديم شكوى ضد الشرطة البريطانية كان الرد أن استجواب زوجته أمر روتيني.
وعن عودته إلى قطاع غزة، أكد أنه سيعود دون أدنى شك لافتاً إلى أنه منذ خرج من غزة طرح نفسه كشاهد عيان، معتبراً أن أحد أسباب منعه تعود خوفاً من كشفه للناس في كل اجتماعاته ولقاءاته ما رأى في غزة.
وقال إنه تكون لديه قناعه منذ الأسبوع الأول أن هناك حرب إبادة في غزة، مشيراً إلى أن تدمير القطاع الصحي الفلسطيني كان جزءا أصيلا من حرب الإبادة.
وبيّن الطبيب الجراح الفلسطيني الأصل، أن عدد أسرة المستشفيات في غزة قبل الحرب كان 2500 سرير وفي نهاية ثاني أسبوع من الحرب كان هناك 6500 جريح، وأن كمية القتل وعدد الجرحى تفوق قدرة أي قطاع صحي.
نصف الجرحى من الأطفال
كما كشف أن نصف الجرحى كانوا من الأطفال وإصاباتهم بالغة وأنه بسبب الحصار تضاءلت القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي، وانقطعت المسكنات وأدوية التخدير، مؤكداً أن استهداف كل المستشفيات كان منهجيا بدءا من المستشفى الأهلي إلى أبو يوسف النجار.
ولفت إلى أن المستشفى الأوروبي وحده لا يزال يعمل في كل قطاع غزة، مبينًا أن الهدف من حرب الإبادة القضاء على الغالبية العظمى من سكان القطاع.
وأضاف أن دخول رفح ليس له أي سبب غير قتل من تبقى من الشعب، وأن أي جريح في رفح لا يجد مستشفى لإجراء عملية، موضحاً أن القوات الإسرائيلية أمرت مليون ونصف المليون شخص للذهاب إلى رفح، وأن الترحيل المستمر تحت غطاء واهٍ الهدف منه القتل.
في موازاة ذلك شدد غسان أبو ستة على ضرورة وقف الحرب لإدخال أطقم ومستشفيات ميدانية وإعادة بناء القطاع الصحي.
70 % من منازل غزة دمرت
وقال إن 70% من مساكن غزة دمرت وإنه يجب وقف إطلاق النار لإعادة بناء غزة وإنقاذ من تبقى من الجرحى.
فيما ذكر أن الأمراض المزمنة صارت قاتلة مع التدمير المنهجي للقطاع الصحي، وأن نصف الجرحى أو 35-40 ألفاً أصيبوا في الحرب وأن 4-5 آلاف طفل أصيبوا ببتر في أطرافهم.
وأوضح أن 19-22 ألف طفل يتيم من دون ذكر حالات الموت من المجاعة، وأن الأطفال هم الضحايا الأكثر تعرضا لهذه الحرب، مشيراً إلى أنه ومنذ بداية الحرب تكونت لديه قناعة بأنها حرب ضد أطفال غزة.
في الأثناء كشف غسان أبو ستة أن الأبحاث الطبية تضع ما بين 8-12 عملية جراحية لكل طفل مصاب، وأن الطفل المصاب ببتر الساق يحتاج إلى طرف صناعي كل 6 أشهر وإلى 14 عملية.
وقال إن ما رآه أطفال غزة لم يره أي طفل آخر وإن التركة النفسية لهذه الحرب ستبقى مع أطفال غزة لأجيال، مشدداً على أن هناك حاجة ماسة لإخراج 7-11 ألف طفل من غزة للعلاج.
الخروج للعلاج تعجيزي
إلا أنه أردف قائلاً إن الشروط التي توضع على من يريد الخروج للعلاج تعجيزية رغم وجود مراكز طبية قادرة على علاج أطفال غزة في العالم العربي.
وأضاف أن هناك حاجة لخلق آلية دولية منظمة لعلاج كل الأطفال المحتاجين، لافتاً إلى أنه خلال وجود الحرب الحاجة لعلاج المريض هي التي تحركك.
كذلك أكد أنه مرات عدة احتاج للجلوس مع نفسه لاستيعاب هول ما جرى، وقال إنه طبيب وأب ويرى في كل طفل يعالجه أطفاله.
وكشف أنه أجرى عمليات بتر لستة أطفال في ليلة صعبة في المستشفى الأهلي، وأنه أحس بالتراكمات بعد الخروج من قطاع غزة.
وقال أبو ستة إنه تواصل مع مؤسسات إنسانية للعودة إلى غزة في الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن الحياة المنتقصة المبنية على الخوف أسوأ من الموت.
يشار إلى أن الدكتور غسان أبو ستة كان عمل لمدة 43 يوما في مجمع الشفاء بغزة في ذروة الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، وكان من المفترض أن يشارك في جلسة يعقدها مجلس الشيوخ الفرنسي السبت الماضي بدعوة من السيناتور المدافعة عن البيئة ريموند بونسيه مونج.
وهذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها، ففي منتصف أبريل/نيسان الفائت، منع أبو ستة ووزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا للمشاركة في "المؤتمر الفلسطيني" الذي كان من المفترض انعقاده في برلين، ولكن الشرطة أوقفته بعد ساعة من بدايته.
أقرأ ايضاً
- العراق يوجه رسائل "متطابقة" الى جهات دولية وعربية بشأن تهديدات إسرائيل
- فؤاد حسين يحذر من تهديدات إسرائيلية "واضحة" لضرب العراق
- تعرف أسرار البيت العراقي.. بغداد تطالب واشنطن بردع إسرائيل