مع اتساع رقعة الصدام بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية والدعوات لإنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، ازدادت المخاوف داخل الأوساط السياسية والشعبية من عودة الإرهاب إلى الداخل العراقي، وتحديدا مخيم الهول، الذي يشكل "عقدة تأبى أن تحل" في ظل تنصل الدول الأوربية عن مسؤوليتها بشأن مواطنيها المتورطين بالإرهاب ومساعي الحكومة الرامية لإغلاقه.
فبعد الكشف عن استعداد 150 عائلة لمغادرة مخيم الهول السوري والدخول إلى العراق، كشفت القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سينتكوم)، عن قيام قائدها الجنرال مايكل إيريك كوريلا، بجولة امنية "سرية" للاطلاع على الوضع عند الحدود العراقية السورية.
ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وابناء ارهابيي داعش، ويضم ايضا مناصرين للتنظيم الإرهابي، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
وجاء في بيان صدر عن سينتكوم، أن "الجنرال مايكل إيريك كوريلا زار مدينة الرميلان ومخيمي الهول وروج وقاعدتي الخضراء والتنف".
وحسب البيان، فإن "زيارة قائد سينتكوم كانت في يوم (28 شباط 2024) واجتمع خلالها بالقادة المحليين وأهالي المنطقة".
يشار إلى أنه في الفترة الممتدة من 26 شباط الماضي إلى 2 آذار الجاري، قام الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، بزيارة مصر والأردن وسوريا وإسرائيل في منطقة القيادة المركزية الأميركية لفهم الوضع الأمني والإنساني بشكل أفضل والالتقاء بأعضاء الخدمة الأمركية والشركاء الأمنيين.
وكان النائب عن نينوى شيروان الدوبرداني، اكد في 2 آذار الجاري، أنه من المتوقع نقل 150 عائلة من عائلات داعش خلال الايام القليلة المقبلة من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في ناحية القيارة 60 كم جنوب الموصل.
وتتخوف الاوساط السياسية والامنية في العراق، من استخدام الدواعش في مخيم الهول من قبل امريكا كورقة لخلخلة الوضع الامني من جديد.
يشار إلى أن القيادي في الاطار التنسيقي عدي عبد الهادي أكد، 5 شباط الماضي، بان أمريكا تريد إعادة فتح ممر سري للهول السوري باتجاه العراق من خلال قصف غربي الانبار، حيث ان وجود الحشد الشعبي في هذه المنطقة بمثابة خطر على المخططات الامريكية، التي تريد نقل الارهابيين بشتى السبل وخلق ممرات سرية لتدفقهم.
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وقال النائب محمد كريم في وقت سابق، إن "هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش".
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.
أقرأ ايضاً
- من ذوي داعش.. العراق يعيد 2640 أُسرة من مخيم الهول
- في الديوانية.. الأمن الوطني يقبض على معتدٍ على أحد موظفي التعداد السكاني
- الأمن الوطني يخصص رقماً للتعامل مع أي حالات تعترض عمل فرق التعداد