علي فاهم
يردد الكثير من الجماهير العراقية مقولة قالها ممثل المرجعية في كربلاء
بأن المجرب لا يجرب والقصد من العبارة واضح وهو أن من جربه الناس وثبت
فشله لهم عن تجربة ملموسة فلا يمكن أن تعاد له الكرة أو الفرصة لأنه إما
فاشل أو فاسد أو لا مبالي أو يبحث عن مصالحه الشخصية على حساب مصالح
الناس والبلد وكل هذا لايمكن أن يعاد الى السلطة مرة أخرى فالمؤمن لا
يلدغ من جحر مرتين كما يقال ولكن لايمكن أن نستخدم هذه العبارة بالمطلق
أي من غير الصحيح رفض كل من كانت له تجربة سابقة بغض النظر عن كون
التجربة ناجحة أو كون الفشل في أداء الواجب حدث لأسباب موضوعية وليست
ذاتية فاذا كانت التجربة بهذا المسؤول ناجحة وفق القياسات الوطنية
الحقيقية أو أنه كان نزيها وعفيفاً وجاهد لأحقاق حقوق الناس ولكنه كان
ضعيفاً بلا مناصر لأرتفاع موجة الفاسدين وعلو صوتهم فهل نقول له (المجرب
لا يجرب) ونرفضه رغم أستقامته وجهاده وأجتهاده طبعاً العقل الصحيح يرفض
هذا المبدأ ولا يمكن أستخدامه أين ما كان، ولكن مشكلة أغلب العراقيين هو
التعميم فاليوم تسمع وتيرة كل السياسيين فاسدين و(كلهم حرامية شلع قلع)
وما ان تفتح موضوع السياسيين الا أنهالت عليك الشتائم لأي أسم كان ولكن
عندما تأتي الانتخابات ترى أفواج الناس تهب لأنتخاب السياسيين الفاسدين
ووضعهم في سدة الحكم ليبقى ناعور الفساد والتحكم بمصير هذا البلد بيد هذه
الحفنة من المتسلطين الذين لا يقبلون الاعتراف بفشلهم في حكم البلد
والتنحي عن السلطة لأن الحكم عقيم ولعابهم يبقى يسيل لموارد السلطة التي
أعطتهم المال والوجاهة وكل ما كانوا يفتقدونه عندما كانوا يلعنون من
سبقهم ويملكون المال السحت الذي يشترون به ذمم المحتاجين وكما قال السيد
الشهيد محمد باقر الصدر من منكم لم يملك دنيا هارون ولم يقتل موسى بن
جعفر فاليوم من ملك دنيا صدام قتل العراق وبدم بارد وما زال يقتل فيه كل
أمل ولكن علينا الا نيأس من التغيير فالشرفاء موجودون وبصماتهم واضحة
للعيان وإن كان الناس لايرون الا من يصرخ ويثير الضوضاء كجعجعة بلا طحين
فالطحين موجود عند الثلة القليلة الثابتة على مبادئها والتوفيق والتسديد
لهم من الله فمن يستطيع أن ينافس الحيتان ويبقى واقفاً إلا من كان الله
معه لأنه مع الله ودمتم سالمين.