- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لو لم يكن عنوانه المراقد المزيفة
سامي جواد كاظم
ابعادا لسوء الظن وتجنبا لسوء الفهم اقول ان الكاتب عباس شمس الدين كاتب موسوعي ومؤرخ رائع وله كتاب اطلس الامام علي عليه السلام الذي فيه من المعلومات التي لا يمكن ان يقوم بها شخص بل انها جهود مؤسسة، وحتى كتابه المراقد المزيفة، فيه التمهيد (من ص 5-25) فيها من المعلومات التاريخية الرائعة والتي كان محورها تاريخ الدفن وبدا بحثه عن قبل 700000 سنة وتدرج حتى وصل القرن العشرين الميلادي، وكان صريحا ورائعا بالتنويه الى ماهية موسوعته حيث ذكر في بداية تمهيده (ص 5) وفي الغلاف الاخير ما نصه (الا ان هذا الكتاب الذي بين يديك ليس الا موسوعة تنتهج منهجا ظاهريا لا عمق فيه من جهة دراسة الموضوعات الفردية) ثم يعود ليقول (انه لا يوجد في جعبتنا دليل قطعي او شياع مفيد للاطمئنان بصحة نسبة القبر الى صاحبه لننزع ايدينا من التسليم به) ثم يقول (في الغالب لم يتم تقديم الدليل على نفي النسبة، لان النسبة هي من تحتاج الى الدليل)، واعتمادا على هذا المبدا اعتبر الاستاذ شمس الدين انها مزيفة، ولكن هنالك الكثير من الحقائق المادية نجهل اصلها فلا يمكن لنا ان ننكرها، وكما يقال علينا الاخذ بما موجود والبحث عن الحقيقة لاثبات او نفي الموجود.
البحث الذي قدمه عن بعض المراقد بحث قيم ولكنه لم يجزم بالتزييف او الجعل بل انه اكتفى بذكر موجز للمرقد وذكر الشبيه اليه ان وجد، مثلا لا على التعيين " عبد الله: قبر منسوب الى ما يسمى عبد الله يبعد حوالي 13 كم شمال بعقوبة...انتهى" ص174، ومثل هذه التعريفات كثيرة جدا، فهذا من غير دليل، نعم لا تقتنع بهذا القبر لك الحق في ذلك ولكن دليل عدم القناعة، لا يوجد لربما اعتماده كما اشرت انفا الموجود هو عليه من يثبت صحة وجوده، وهنا اختلف معه جملة وتفصيلا.
نعم ذرية الائمة لا يوجد تاريخ يضبط عددهم وهويتهم وتاريخ وفاتهم واماكنها، نعم هنالك مراقد مزيفة والذي يستحدثها لغايات منها الحصول على الاموال، ومنها تزييف التاريخ والضحك على الناس، ومنها التوهم بحسن نية، ومنها وهذا ما استغربت له ان البعض يقوم بوضع مقام لشخص ما وهمي لمذهب او ديانة معينة حتى يكون سكان مدينة الدفن اتباع لهذا المذهب او هذه الديانة.
الشيخ اغا بزرك الطهراني لا يحبذ البحث عن هكذا امور ويعلل رايه بانه اذا عبد الله بحسن نية في هكذا اماكن فدعوها، وحقيقة الغاية صائبة ولكن الحقيقة خائبة فلابد من ضبط التاريخ، ولا اتفق مع الاستاذ شمس الدين بان كل ما لا اعرف نسبه اعتبره مزيف، نعم يكون قيد البحث، وهذا مثل القاعدة الفقهية قاعدة وضع اليد بان الموجود تحت اليد من غير دليل الملكية لاحد تصبح ملك صاحب اليد حتى وان لم يملك دليلا يثبت الملكية.
حقيقة الكتاب بمحتواه فيه معلومات جيدة بذل المؤلف جهدا رائعا لجمعها ولكن الجزم بالتزييف هذا محل اشكال، وعلى حسب علمي ان المزارات الشيعية شكلت لجان لدراسة توثيق هذه المقامات وتسجيل الصحيح في سجلاتها ليكون تحت ادارتها.