حذر معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي من (خطورة الاستعجال في عقد الاتفاقية الإستراتيجية بين الجانبين العراقي والأمريكي المزمع بدء اجتماعاتها نهاية هذا الشهر) جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة الجمعة 7 صفر الخير 1429هـ الموافق 15/2/2008م.
وقد بين الشيخ الكربلائي بعض جوانب هذه الاتفاقية قائلا (حيث أنها ستحكم العلاقة طويلة الأمد بين العراق -الذي ما زال محتلا- وبين أمريكا -الدولة التي مازالت تمارس هذا الاحتلال -، فإنها اتفاقية دولية ستعقد وفق الأعراف الدولية وعلى الطرفين الالتزام بها، وهذا يستلزم أن تكون اتفاقية ضامنة لمصلحة الشعب العراقي ولا تشكل خطرا على حاضره ومستقبله لأنها ستلزم الأجيال القادمة بها وبالتالي فهي اتفاقية إستراتيجية سترسم صورة العلاقة بين هاتين الدولتين وتمس المصالح العليا للشعب العراقي بكل قومياته وأديانه وطوائفه حيث ستتضمن جوانب ثقافية واقتصادية وأمنية وقانونية مما لها الأثر المباشر على حاضر العراقيين ومستقبلهم سلبا أو إيجابا بحسب ما ستكتب به بنودها، وإننا نحتاج إلى الاطمئنان على هذه البنود لكي لا يكون لهذه الاتفاقية إلا الأثر الايجابي) مضيفا (ونحن نعتبرها أمرا في غاية الأهمية والخطورة ويجب التأني الشديد في دراستها وكتابتها وإقرارها) معقبا (رغم أننا نطالب دائما مجلس النواب بالإسراع في إقرار بعض القوانين التي تحقق مصالح الشعب العراقي من قبيل الموازنة والتقاعد وغيرها وذلك لأنها قوانين تحدد مسار الحياة العامة داخل العراق ولا علاقة لها بطرف آخر كما هو الحال في هذه الاتفاقية كما أنها ليست قوانين إستراتيجية طويلة المدى في حين تتمتع تلك الاتفاقية بذلك وعليه فأن ذلك الاستعجال لا يشمل هذه الاتفاقية).
وطالب معتمد المرجعية الدينية العليا (الحكومة العراقية بالاستعانة بكبار الخبراء - عراقيين أو غير عراقيين - في كل المجالات التعليمية والثقافية والأمنية والاقتصادية والقانونية وغيرها مما ستتضمنه بنود الاتفاقية وذلك من أجل دراسة كافة بنودها والبحث عما يمكن أن يحدث من ثغرات فيها، قد يدفع الشعب العراقي ثمنها مستقبلا في ما لو لم تتم عملية دراستها بتأنٍ - كما قلنا -) مبينا أن (هذه الاتفاقية ستمر بثلاثة مراحل، الأولى اجتماعات الإعداد والصياغة لبنودها ثم اجتماعات التفاوض على تلك الصياغة والخروج بنص نهائي، تنتهي في المرحلة الثالثة بعملية العرض على مجلس النواب بغرض التصويت عليها بعد مناقشتها وإجراء التعديلات عليها) مشددا على أن (من الخطأ الاستعجال في كل تلك المراحل لأن أي ثغرة قد تحصل فيها ممكن أن تشكل خطرا على العراق شعبا وحكومة، حاضرا ومستقبلا).
وطالب الكربلائي (جميع مكونات الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان والآشوريين والكلدانيين وغيرهم، مسلميهم ومسيحييهم وبقية أديانهم، شيعتهم وسنتهم وباقي طوائفهم) أن (يشاركوا في كل ما ذكرنا من مراحل هذه الاتفاقية لأن بنودها تخصهم جمعيا، حاضرا ومستقبلا).
وحول ما يتردد بشأن التغيير الوزاري المرتقب، بيّن إمام جمعة كربلاء المقدسة أن (هناك طرحين حول هذا الأمر، الأول أن تملأ الوزارات الشاغرة بوزراء جدد مع بقاء نفس التشكيلة الوزارية، أما الطرح الثاني فيدور حول إعادة هيكلة التشكيلة الوزارية بإلغاء بعض الوزارات) مضيفا (ولسنا نرجح طرحا دون آخر إذ إن ذلك من شأن ذوي الاختصاص، ولكننا نطالب من يتبنى أيا منهما أن يعتمد في اختيار شخوص الوزراء بناء على كفائة كل منهم وأن لا يضع في اعتباره انتماءه لجهة ما دون أخرى وبالتالي سنقع مرة أخرى في فخ المحاصصة الطائفية المقيتة التي ما انفكت تشكل ضررا على العراق مما انعكس سلبا على سوء الإدارة في الكثير من الوزارات).
واستغرب الشيخ الكربلائي من (عدم مصداقية بعض الكيانات السياسية حين تصل النوبة إلى التطبيق، حيث رغم أنها تؤمن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الانتماء الحزبي والطائفي والقومي وتصرح بذلك في وسائل الإعلام، إلا أنها عندما تريد التطبيق تخالف ما تقول!!! رغم أن ذلك خلاف مصلحة الشعب العراقي لأن كل الوزارات تخص كل العراقيين بكل توجهاتهم وانتماءاتهم القومية والدينية والطائفية والحزبية).
مطالبا الجهات الحكومية بـ(التوجه لتحسين الخدمات لتواكب بعض التحسن الأمني الذي حصل مؤخرا).
وانتقد الشيخ الكربلائي بعض (الأشخاص في السلطتين التنفيذية والتشريعية ممن يضغطون لتعيين أحد أقاربهم في مناصب مرموقة كدرجة سفير أو مدير أو وكيل وزير أو ما شابه!!!) مبينا (أن ذلك خلاف الأمانة الملقاة على عاتقهم والتي تتطلب أن يكونوا خدما للشعب العراقي لا أن يكون الشعب العراقي جسرا يصلون بهم إلى ما يريدون).
وحول زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بيّن أن (هذه الزيارة المليونية السنوية من الزيارات التي يشارك فيها النساء والأطفال والشيوخ - فضلا عن الشباب- مشيا على الأقدام ومن مسافات قد تصل إلى مئات الكيلومترات فيما يشكل تحديا لكل أعداء الشعب العراقي وكل من يريد إيقاف مسيرة هذا الشعب ومن يعادي السائرين على نهج الإمام الحسين عليه السلام عراقيين أو غير عراقيين) مطالبا (النساء والأطفال وكل الفئات بالمشاركة مرة أخرى في زيارة هذا العام وبأعداد كبيرة ليواصلوا تحديهم لكل المخاطر التي ممكن أن يواجهوها من أجل ان يثبتوا حبهم للأمام الحسين عليه السلام ونطالب بأن يراعي الزائر والأخوة في المواكب الحسينية متطلبات الإخلاص المطلوب لقبول أعمالهم وخاصة الشعائر الحسينية حيث يجب الالتزام بتلك الآداب والمتطلبات، ومنها الابتعاد عن التوظيف السياسي والجهوي للشعائر الحسينية كرفع الصور للشخصيات الدينية والسياسية ورفع الشعارات التي توظف لصالح جهة ما) مضيفا (يجب الاكتفاء بالشعارات الحسينية التي تعمق في نفوس المؤمنين الاستعداد المتواصل للتضحية من أجل نصرة الحق ضد الباطل كما فعل الإمام الحسين عليه السلام، ويجب أن يوظف كل شيء في الشعائر الحسينية لتعميق الولاء لأهل البيت عليهم السلام وتقويته في نفوس المؤمنين).
وحذر الشيخ الكربلائي من (إفراغ المدن من الشباب الواعي والقوي كما يحصل كل عام بسبب الخروج المليوني لمسيرات الزحف نحو كربلاء المقدسة مما يمكن إن يشكل ثغرة تدخل من خلالها مجاميع ضعاف النفوس والإرهابيين والمجرمين) ودعا (الأجهزة الأمنية في المحافظات الأخرى إلى التنبه لهذه المسألة ومعالجتها).
ودعا الشيخ الكربلائي المؤمنين إلى (عدم صرف الحقوق الشرعية من الخمس والزكاة فيما يعتبر ترويجا للشعائر الحسينية لأن ذلك له موارده الخاصة ومنها التبرعات والهبات وأن المرجعية الدينية هي التي تحدد موارد الصرف استنادا إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة بحسب الأدلة الشرعية التي تمتلكها ولا يجوز مخالفة تلك القواعد الشرعية مطلقا).
موقع نون الخبري
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان
- فؤاد حسين يحذر من تهديدات إسرائيلية "واضحة" لضرب العراق
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم