- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العنوان رياضي ....المحتوى سياسي !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي تقول أدبيات السياسة إن السياسة هي فن الممكن , وتقول أدبيات علم الاجتماع إن السياسة ما دخلت شيئاً إلا وأفسدته ,نحن لا نريد أن ندخل في جدل السياسة وإرهاصاتها ,لندع السياسة للسياسيين ولنلتفت إلى همنا الكبير وهو الرياضة العراقية ومساراتها , والى أين تتجه هذه المسارات ؟ فمما لا شك فيه إن الأندية الرياضية بكل درجاتها تمثل الثقل الأكبر في الرياضة العراقية , وكم يغمرنا الفرح والسرور حينما نجد هذه الأندية تجتمع تحت خيمة الرياضة العراقية الواحدة والموحدة والجميع يعمل من اجل رياضة عراقية معافاة من كل شيء , واليوم ونحن نتِأمل مؤتمر الأندية والذي عقد في العاصمة الحبيبة بغداد مؤخرا نراه مؤتمر رياضي العنوان سياسي المحتوى , هذه الحقيقة ربما يحاول البعض القفز عليها أو يتحاشى التحدث عنها ,فالذي يتأمل الوجوه الغير رياضية والتي حضرت المؤتمر نرى اغلبها وجوهاً سياسية بحتة , الجميع يبحث عن الدعم والجميع يحتاج الدعم , وحينما يحضر السياسي لكي يدعم الرياضي فهذا أمر مرحب به لكن الذي يحصل اليوم هو عملية تبادل ادوار بين الرياضي والسياسي أو بالأحرى بين السياسي والقائد الرياضي ,فحينما يشعر القائد الرياضي انه مغبون أو انه مستهدف بإقصاء وتهميش فانه يلجأ إلى السياسي , ولا نأتي بجديد حينما نقول إن السياسي نهاز وقناص فرص فكثيرا ما يبحث السياسي عن هذه المشاهد والتجمعات والمؤتمرات لكي يحصل من خلالها على مبتغاه , وحينما نقول ذلك فأننا لا نتجنى على السياسي ,فهذه هي أصول اللعبة السياسية وقدر الرياضة العراقية على ما يبدو أن تكون مسرحا لهذه اللعبة ,ربما يكون سعي السادة رؤساء والمشاركين في المؤتمر للاستعانة بالسياسيين مبررا لكونهم يشعرون بالحيف والغبن من (التعليمات الانتخابية) والتي أصدرتها وزارة الشباب والرياضة مؤخرا ,إن اللجوء إلى السياسيين ا والى جهات سياسية في حل المشاكل نعرف من المشكلة وليس جزء من الحل فقد شاهدنا السياسي للأسف هو من يقوم بالتصعيد لأغراض سياسية بحتة والرياضة العراقية هي في غنى عن هذه الصراعات بين الكتل السياسية ,حيث يبدو إن الجميع تخلى عن لغة الحوار وقرر التوجه نحو التصعيد بعدما اعتلى منصة الخطابات الرنانة والهتافات الطنانة وعواصف التصفيق ,ترى هذا التصعيد يخدم من ؟ فمن يبحث عن مصلحة الرياضة العراقية عليه أن يرعوي قليلا ويتدبر أمره ويبتعد عن نرجسيته المفرطة والانا العالية والتي يتحدث بها البعض ,وحينما نتمعن الأمر نشاهد إن الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية الضيقة والذين جعلوا من إدارات الأندية ممالك متوارثة والذين يرفعون شعار (أنا ومن بعدي الطوفان) هم من يقفون وراء التصعيد فهم يعرفون إن الإصلاحات والتي تنشدها وزارة الشباب والرياضة من خلال التعليمات الانتخابية ستجعلهم خارج نطاق التغطية فهم تعودوا أن يخلقوا الأزمات والأزمات وان يجعلوا من الرياضة العراقية فوضى عارمة , فأين هو الحرص على الرياضة العراقية وعلى مستقبل البلد الرياضي فقد ارتموا في أحضان السياسيين الذين يبحثون عن موطئ قدم على ارض الرياضة العراقية وهذا مما جعل المؤتمر الأخير عبارة عن تظاهرة سياسية رياضية بامتياز. [email protected]