حجم النص
بقلم:عبدالزهرة الهنداوي فيما تواصل عصابات داعش الارهابية اغتصابها اليومي لأم الربيعين الموصل الحدباء من دون رحمة حتى وصل بهم الحال الى تدمير كل اثر حضاري في المدينة لو كان عبارة عن نقوش في الجدران.. وفيما يكابد ابناء محافظة الانبار من النازحين اشد الظروف الحياتية واصعبها.. بين هاتين الصورتين من الموصل والانبار يشتد الصراع هنا بين السياسيين وكل يحاول ان يحمل الاخر مسؤولية سقوط المحافظتين بيد الدواعش.. فبعد سبعة اشهر من الترقب والانتظار لما ستقوله لجنة التحقيق بمأساة نينوى البرلمانية.. صدر التقرير المرتقب فكان بمثابة عبوة ناسفة انفجرت وسط المشهد السياسي لتحيله الى نثار هنا وهناك بعد ان اورد اكثر من 35 اسما حملهم مسؤولية السقوط المريع لتبدأ معركة ضروس وصلت اثارها الى انقرة مرورا باقليم كردستان المشغول بالولاية الرابعة.. قوام هذه المعركة سيل من التصريحات والاستنكارات لورود هذا الاسم او ذاك وكل جهة من الجهات تؤكد براءتها من دم الموصل.. وما اثار الجدل اكثر هو خلو التقرير من توجيه الاتهام للبرزاني، لكنه في الوقت نفسه طالب الحكومة باستقطاع اثمان الاليات العسكرية التي استولت عليها قوات البيشمركة في الموصل من موازنة الاقليم!!!..انما ذهب التقرير باتجاه انقرة متهما القنصل التركي في الموصل بالتنسيق مع المحافظ المقال النجيفي لمساعدة داعش في عملية الاحتلال وهذا الاتهام استفز احفاد اتاتورك فكان الاستنكار شديدا لدرجة ان الاتراك قدموا مذكرة احتجاج شديدة اللهجة للسفير العراقي لديهم.. اما باقي الساسة الذين حملهم التقرير المسؤولية فبدأوا بتوجيه سهام القدح والنقد للتقرير ومعديه.. وفي ظل هذه الصراعات العنيفة بدت الموصل منسية ولم يتحدث احد عن تحريرها فتقرير سقوطها كان اكثر اثارة من السقوط نفسه لانه فعلا كان مثيرا للجدل.. اما الانبار فلم يكن حالها باحسن من شقيقتها نينوى.. فاذا كانت الثانية قد حظيت بتقرير جوبه بالكثير من النقد، فان الاولى واقصد الانبار كانت مثل مسبية تنتظر اهلها ان ينقذوها مما هي فيه.. وبعد طول انتظار جاءها الخبر ان الاهل اجتمعوا في العاصمة من اجل ان يضعوا خطة محكمة لتخليصك من السبي فابتسمت املا على الرغم من فجاعة ما تواجه وتعاني.. كان الاجتماع مهيبا حقا وكنت اتابعه بشغف وفرح وكانت الكلمات التي القيت على منصته تمثل بداية قوية جدا للشروع بالتحرير واشير هنا الى كلمتي رئيس مجلس النواب ورئيس ديوان الوقف السني فقد كان تأثيرهما واضحا في المتلقين لاسيما كلمة الشيخ الهميم التي قرأها ارتجالا.. الا ان الامر لم يستقم كما ارادت الانبار من اهلها.. فقد نشب خلاف بين المجتمعين الذين استعملوا الكراسي الطائرة للتحاور بدلا من لغة الالسن.. فخيم الحزن على اهل الانبار.. فيما كان الدواعش يحتفلون بما الت اليه امورنا!!.. فمن يعيد لنا موصلنا الحدباء وانبارنا المعطاء اذا كان الصراع ديدن الشركاء ؟؟!!