حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم كربلاء هذه المدينة المقدسة التي تحتضن اجساد جسدت الجهاد والاصلاح باروع صوره الاسلامية والنتيجة استشهاد خير البشر في يوم عاشوراء، هذه الواقعة الاليمة اصبحت المنهل لدروس الارتقاء بالحياة، فاصبح منبر الخطيب في كربلاء محط انظار العالم المخالف والموالف للاستماع الى ما يقوله الخطيب، هذا المنبر اصبح له اهمية خاصة وهو شاخص وسط الروضة الحسينية المقدسة. وتاريخ كربلاء حافل بالخطباء الذين ارتقوا المنبر في المناسبات وغير المناسبات وسيذكرهم الاجيال عبر التاريخ، وشاءت الاقدار ان يكون لكربلاء منبر تاريخي له الاثر الواضح على حياة العراقيين خاصة والعالم عامة، انه منبر الجمعة في الروضة الحسينية المقدسة. لقد اكتسب هذا المنبر اهمية خاصة لم يسبق لاي منبر خاص بالجمعة ان اكتسب هذه الاهمية، وهذه الاهمية جاءت من الاثر الذي يتركه خطيب الجمعة على الوضع العراقي خصوصا بل انه اصبح الصوت الرسمي والشرعي للمرجعية العليا في النجف الاشرف. اكتسب هذا المنبر عبر طبيعة خطاب الخطيب بان له بعد نظر ودقة تشخيص وادب الانتقاد وعدم التجريح مع المعالجة للخطا الذي يتم تشخيصه، هذا المنبر اخذ بعدا تاريخيا عبر خطابين مهمين احدثا تغييرا جذريا في الوضع العراقي، الخطاب الاول هو خطاب بيان الجهاد الكفائي ومهما تحدثت وسائل الاعلام والاقلام عن ما احدثته هذه الخطبة في قلب موازين الاعداء راسا على عقب فهي قليلة بحكم الواقع الملموس والمؤامرات التي احبطت قبل ان تولد،وجاء الخطاب الثاني ليوجه ضربة قاصمة للمفسدين الا وهو خطاب الاصلاح. ان ما يعيشه العراقيون اليوم من ثورة اصلاحات فانها بفضل المرجعية اولا واخيرا، واما من تعهد بالاصلاح فانه تعهد بعد الخطاب، هذا الخطاب ليس كالكفائي، فالكفائي يشمل البعض عند الاكتفاء اما الاصلاح فالكل مشمولين المصلحون والفاسدون. ولنا وقفة مع مهرجان الاخبار والاحداث والتعقيبات لهذا اليوم وليوم امس وما سيظهر غدا لنقف بكل انذهال، هل كل هذا الفساد في بلدي ؟ من المسؤول ؟ ان من ساء حظه هو من تزامنت حملة الاصلاحات مع شغله منصبه، ولكن هل سيترك من سبقهم ؟ فهؤلاء ساروا على درب الفساد الذي عبّده ممن سبقهم، انها فضيحة امام العالم عند الحديث عن فساد قد لايخطر ببال احد، ولكن هذا لا يعني ان نصدق كل ما يقال، وفي الوقت ذاته تذكروا نصائح المرجعية للمقاتلين في ساحات الجهاد هي بحد ذاتها يجب ان يتذكرها من يقوم بالاصلاح وان لا يخلط الاوراق او يكون رده عنيفا. لقد صبرت المرجعية على فسادكم مع التحذيرات التي كررتها مرارا وتكرارا بضرورة القضاء على الفساد لكي تتوبوا، وهذا اشبه بالنصيحة (13) الموجهة من المرجعية للمقاتلين ونص النصيحة " ولئن كان في بعض التثبّت وضبط النفس وإتمام الحجّة ــ رعاية للموازين والقيم النبيلة ــ بعض الخسارة العاجلة أحياناً فإنّه أكثر بركة وأحمد عاقبة وأرجى نتاجاً، وفي سيرة الأئمة من آل البيت (عليهم السلام) أمثلة كثيرة من هذا المعنى، حتّى أنهم كانوا لا يبدؤون أهل حربهم بالقتال حتى يبدؤوا هم بالقتال وإن أصابوا بعض أصحابهم، ففي الحديث أنه لما كان يوم الجمل وبرز الناس بعضهم لبعض نادى منادى أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يبدأ أحدٌ منكم بقتالٍ حتّى آمركم)، قال بعض أصحابه: فرموا فينا، فقلنا يا أمير المؤمنين: قد رُمينا، فقال: (كفّوا)، ثم رمونا فقتلوا منّا، قلنا يا أمير المؤمنين: قد قتلونا، فقال: (احملوا على بركة الله)، وكذلك فعل الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء"، ودائما تكرر المرجعية كفوا ولم يكفوا ولما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، جاء خطاب المرجعية ليعلن بدء الحرب الاصلاحية. نريد الانصاف ولا نريد الايقاف، ولا تاخذكم لومة لائم لاي مفسد كان بعد التثبت من جرمه مهما يكن قريب نسب او قريب حزب، لاتعطوا الفرصة للعابثين بتاويل معاقبة المفسدين تاويلا طائفيا، بل على وسائل الاعلام ان تتجنب كلمة أي دين او مذهب او قومية ولتقل العراقي فقط، فالايام القادمة تحمل مفاجات قد تكون سارة وهذا المامول وقد تكون والعياذ بالله مؤلمة، الاعلام ثم الاعلام ثم الاعلام
أقرأ ايضاً
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها
- كربلاء وغزه ومآسي هذه الامه
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى