- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيستاني (دام ظله) ....مرجعية التسديد الإلهي
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ ما اكثر الإشادات والتوصيفات المثنية وبما لايعد ولايحصى من قبل المنصفين للدور الذي لعبه سماحة الإمام السيستاني (دام ظله) ليس في حفظ العراق كدولة ومرتكزات ديموغرافية وحضارية من السقوط الذي كان ناجزا عندما سقطت مدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي حيث كان العراق كله آيل للسقوط كقطع الدومينو قطعة قطعة بدلالة عدم اكتفاء داعش بقضم الموصل وحدها وان كانت مكسبا إستراتيجيا فائقا لداعش كما كانت نكسة إستراتيجية كبرى للعراق فانبرى داعش الذي أسكرته نشوى هذا المكسب بالاندفاع نحو مدن ومناطق اخرى ليلتهمها واحدة تلو الاخرى ليطبّق نظرية الامتداد والتمدد لما يسمى بدولة "الخلافة" التي أعلنها في العراق والشام، وليس داعش وحده من أفاق على الصدمة التي أوجدها الامام السيستاني (دام ظله) وانما جميع من تخندق ضد العراق وشعبه قد فاقوا ايضا فداعش ليس وحده في الساحة كما يظن البعض وهو ليس فلولا بل هو جبهة كاملة تذكرنا بجبهة صفين وحواضنها وامتداداتها، فاستشرف سماحة السيد (حفظه الله) الخطر الكامن وراء هذه الهجمة الشرسة وأدرك ببصيرته النافذة وبتسديد الهي مباشر وتوفيق من صاحب الأمر (عج) لنائبه زعيم الطائفة فتجاوز سماحة السيد راهنية اللحظة وخطورتها وكان خيارا صعبا بين ان نكون او لانكون فقرر بحكمته ان نكون، مستشرفا المستقبل الذي نحن نعيش أوانه ونجني ثمار انجازاته (دام ظله) وادرك ان العراق ليس وحده في خطر الاضمحلال والضمور بل ان الاسلام المحمدي الاصيل مهدد ولن يبقى للإسلام المحمدي رسم اذا ما اكتسح الدواعش العراق كله واستباحوا شعبه وذبحوا شيعته ولهذا اطلق سماحة السيد فتواه التاريخية بوجوب الجهاد الكفائي بعد ايام قلائل بعد سقوط الموصل لمن يستطيع حمل السلاح للدفاع عن العراق ومقدساته ككل وهاهو اليوم يمر عام كامل على تلك الفتوى التي قلبت كل الموازين والمعادلات (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأنفال/17}) وفككت وألجمت جميع المخططات والبرامج التي أرادت محو العراق وشعبه وشيعته بالاخص من على وجه الخارطة، ولكن الله رمى الدواعش بالسيستاني الذي رماهم في نحورهم وفي التوقيت المناسب مايدل على التسديد الإلهي والمتابعة المهدوية (عج) لحفظ العراق كيانا وشعبا وشيعة. ان الصدمة التي حققتها فتوى الجهاد الكفائي لم تكن متوقعة لدى الدواعش الذين استمرؤوا بعض المكاسب الميدانية نتيجة لوهن وتخبط مرحلي في بعض الحسابات العسكرية والسياسية ذلك الوهن الذي ادى لسقوط الموصل في سيناريو مايزال مريبا ولم تُكشف خيوط ملابساته لحد الان وكل امة تلعن أختها وترمي أسباب الإخفاق المدوي الذي أدى الى ضياع ثاني اكبر واهم مدينة في العراق الموصل الحدباء على الاخرين.ومازالت هذه الصدمة تفعل فعلها لاسيما بعد الانتصارات الهائلة التي حققها أبطال الحشد الشعبي الذين تطوعوا بالملايين فور سماعهم إطلاق الفتوى بحيث لم تستطع مراكز التطوع والتدريب استيعابَ أعدادهم المليونية ومن جميع شرائح وقوميات واثنيات النسيج المجتمعي العراقي وسواء من مقلدي سماحة السيد (دام ظله) ام من غيرهم، مسلمين كانوا ام غير مسلمين رغم كون السيد (دام ظله) هو المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العالم، فسقطت كل رهانات أعداء الله والعراق بمحدودية استجابة الجماهير لهذه الفتوى فانطلق ماراثون التحرير والتطهير من الحضرة الحسينية الشريفة بمجرد سماع الملايين إطلاق الفتوى على لسان ممثله الشيخ عبد المهدي الكربلائي.. انه عام مليء بالتضحيات الجسام ومكتظ بأسفار البطولات والجهاد التي سطرها جميع أبناء العراق ممن انضووا في سرايا الحشد الشعبي الثمرة التي زرعها السيد السيستاني (دام ظله) وأينعت ثمارها ببقاء العراق وأهله وشيعته معززين مكرمين كما بقي الإسلام المحمدي محفوظا بدم الحسين في كربلاء وبتسديد الهي ايضا. اعلامي وكاتب