- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ادارة المؤسسات في العراق بين جيلين
حجم النص
بقلم:محمد معاش بات معروفا لدى الجميع إن التغيير أمر محتوم في كل مؤسسة ونظام، لأن الزمان متحرك والكفاءات البشرية في تنامي، والحاجات والضرورات في تزايد وإتساع، والى هذا يستند القائلين بأن التغيير سُنة من سنن الحياة. وعليه لا يمكن أن تبقى الأعمال والمؤسسات والأنظمة على حالة واحدة دون تنامي أو تغيير، فعلى الجميع أن يتغير ويغير من أساليبه وأفكاره، إبتداء من الدول وأنظمة الحكم إلى المؤسسات وحتى الدوائر الاجتماعية الصغيرة في البيت والأسرة، ولعل قوله سبحانه: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) يشير إلى بعض ذلك، فليس الجيل السابق نفس الجيل الحالي، ولا أبناء اليوم نماذج مكررة لأبناء الأمس، كما أن ثقافة الغد ليست تكراراً لثقافة وهموم قد تتفق معها الأجيال الأخرى وقد تختلف. وقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: ((لا تُقسروا أولادكم على آدابكم، فأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)) فإذا لم نبدأ بتغيير أوضاعنا وتطويرها بحرية وعقلانية وتوجيه فأنه سيفرض علينا التغيير، وربما في أشكال غير محمودة العواقب. قبل كل شيء التغيير سهل ممتنع، بمعنى أنه صعب ولكنه غير مستحيل كإفتراض لا خلاف عليه، لا يمكن لقيادة إدارية متميزة إلا أن تقبل التغيير لأن من خصائص القادة بشكل عام هذه الرغبة الجامحة لتقديم شيء جديد وفكر جديد، أسلوب جديد وإبتكار جديد، كنوع من التحدي لمواكبة متطلبات مجتمعية موجهة لإيجاد تحولات هيكلية تؤدي إلى إستحداث قيمة مضافة في الكفاءة والفعالية المحققة للتنمية والتطوير. لا يوجد حتى الآن منهج علمي محدد لإدارة التغيير في الهيئات والمؤسسات والشركات في العراق, بمعنى أنها لا زالت أفكاراً تجريدية لم ترتقي بعد إلى المستوى المنهجي الذي يحدد من خلال النظريات والنماذج والإجراءات المقننة التفصيلية لكيفية إستحداث التغيير وإدارته. لم يعد ممكناً تجاهل التغيير بالإنتظار أو التردد من القيادات الإدارية في رعاية الشباب، لأن هذا التردد ليس إلا هروب من الواقع. لا ممدوحة أمام الإدارة في رعاية الشباب إلا بمقابلة تحديات إقتصاديات العولمة والمعرفة وصولاً إلى تحقيق الميزة التنافسية ضماناً لتحقيق الإستدامة ببناء هذا القدرة التنافسية في منهج ونهج المنافسة العالمية. لا شك إن الترابط سيامي ما بين علم وفن الإدارة وإدارة التغيير، لأن منظومة العملية الإدارية ووظيفة المدراء في القيادة والاتصال، وإتخاذ القرارات ليست إلا عملية تغيير طبيعي تتم بين آونة وأخرى. الإدارة المتميزة هي التي تمتلك الإرادة والشجاعة وبالطبع التأهيل لإغتنام الفرص الريادية بركوب موجة التغيير للأفضل، لأنه من خلاله تتحقق التنمية الإدارية والتطوير الإداري والإصلاح الإداري. ولذلك فإن جُل الحديث عن الشباب يتناول هذه المراحل الثلاث وفق طبيعة المهمة والقدرات والإمكانات المتاحة واللازمة. ولذلك فان دور الشباب في مشروع التغيير المعاصر يتمثل في اتجاهات ثلاثة: الأول: البناء والقيادة والتخطيط والإدارة والتطوير الداخلي للمشروع ليبقى معاصراً وقادراً على الفعل، ومتجدد الأفكار والابتكار في الوسائل والأساليب، والثاني: التفاعل مع المحيط والتأثر والتأثير به، فيما يعرف بالمعاصرة والتجدد الحضاري، والذي يمنع التكلس أو الجمود أو التخلف عن ركب التكنولوجيا، والمتطلع إلى واقع أفضل والذي لا تحبطه التحديات في سبيل ذلك، الثالث: استمرار إنهاض المشروع من أي كبوة، وتقديم التضحيات في سبيل إنجاحه، وتحمل تبعات المواجهة مع الأعداء وقوة الشد العكسي في الأوطان وعلى الحدود، بما في ذلك التنافس وربما الصراع في المضمار الحضاري.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي