- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تمزقت الخيمة .. وضاع الوطن .. والحمد لله
حجم النص
بقلم:احمد الجنديل كل الشعارات الوردية المعطرة، والأحاديث الناعمة الرقيقة، لا تعادل رأس بعوضة إذا خرجت من خيمة الشَعَر التي يمتلكها شيخ القبيلة، هذا الشيخ الأريحي، الشجاع، الكريم، صاحب الدمعة الرقراقة، والعواطف المشبعة بالنبل، قبل السيطرة على الخيمة، وهذا الشيخ، ظل الله في أرضه، ولي الأمر والنهي، وحامي حمى الأنس والجن، جامع الحقوق والواجبات، وصاحب الخطابات التاريخية الجوفاء، ومهندس المعجزات الخرافية، ومالك النياشين والأوسمة والألقاب بعد السيطرة على الخيمة والجلوس على عرشها، ومنذ الساعة التي استطاع فيها رئيس القبيلة من تكبيل العقل، ومصادرة منابع الوعي، وإغلاق منافذ التفكير، والشعوب تراه المنقذ الضرورة، وتتعلق بذيله ليرسم لها خارطة الهزائم المتلاحقة، ومسار المنهج المتخلف، ومنذ اللحظة التي انتصر فيها خليفة الجواري والعبيد، والكلمات الساقطة الحلوة التي تتناثر من شفتيه تعلب فينا، وتحرك مشاعرنا، وأصبحنا بفضل دعارتها علباً فارغة لا تصلح إلا للنقر عليها. وفي بلد حمورابي، ونبو خذ نصر، والتفاخر بحضارة وادي الرافدين، كان الجميع تحت سطوة الخيمة الساحرة، وقيادة الشيخ المبجل المطاع، إذا عطس، هبّت الجموع دفاعاً عن الشرف والعرض والكرامة، وهي تغني للسيف والضيف، وإذا غضب صاحب المقام المقدس، فغضبه يكلف الجميع أنهاراً من الدماء، حتى صار دمنا أرخص من بول البعير، وكرامتنا أدنى من كرامة الخنازير، ومستقبلنا يتخبط بين سراويل الشيخ، ويتدحرج بين فخذي عشيقة ابن الشيخ، ويضيع بفضل تهور حفيد الشيخ، ومع استمرار الزمن، ومسيرة الحياة، تطورت لعبة القيادة، وتحولت الخيمة إلى رحم يضع كل صباح شيخاً جديداً، بحجم الجرذ المولود حديثاً، بعضهم وضع المشيخة على رأسه وراح يستعرض نفسه أمام الفقراء، وبعضهم ألصق مشيخته على مؤخرته، وبدأ يصول ويجول، وأصبح الكذب من الفنون الراقية التي يعتمدها كل شيخ في إدارة رعيته وجواريه، وازدهر الدجل وهو يرتدي رداء الغيب مرة، ويلبس لبوس الوطن أخرى، وينتهج طريق العلم ثالثة. وشيخ الشيوخ، وأمير الأمراء يتبجح بتحقيق المعجزات على يديه، ونقل البلد إلى بر الأمن والأمان، وصغار العفاريت، وأفراخ الديدان، يعرفون أنهم في بلد لا أمن ولا أمان فيه، ومع حدّة الصراع بين الشيوخ على امتلاك الخيمة، بدأت المعارك ضارية شرسة بين أطراف الكذب والدجل، فانهارت الخيمة، وتمزق نسيجها، واحترقت حواشيها، ولا زال شيوخ الخداع، تكذب وتنافق، ولا زال العبيد يتشبثون بذيول شيوخهم، فإذا ما احترق أحدهم بنيران الفتنة، صرخ الآخرون: الحمد لله على كل حال. إلى اللقاء.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً