حجم النص
نـــــــــــــزار حيدر وكأنّنا في العراق لا نعرف ان نعيش بلا أَبواق، فما ان انقذنا الله تعالى، وبحكمة المرجعية الدينية العليا، من أَبواق (القائد الضّرورة) حتى امتلات سماءنا بأبواق الجيران من كلّ حدبٍ وصوب، من الذين يصدّعون رؤوسنا ليل نهار بالاكاذيب والافتراءات والدّعايات الرخيصة والتّضليل المشبوه لحساب هذا الجيران او ذاك، وأتساءل؛ أَلِهذه الدرجة فقدت هذه الابواق غيرَتها الوطنية لتتحول الى ظهرٍ يركبهُ الجيران لتسريب أجنداتهم السياسية والإعلامية المفضوحة الى داخل العراق وبكلّ وسيلة ممكنة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي؟ أَلِهذه الدرجة فقدت هذه الابواق غيرَتها الوطنيّة لتتحوّل الى ضرْعٍ يحلبُه الجيران كيف شاؤوا وانّى شاؤوا؟. قسمٌ من هذه الابواق تسرّب الاجندات الطائفية لعدد من الجيران من خلال الطعن بالحشد الشعبي وبشكل مباشر، تارة بالطعن في ولائه واُخرى بالطعن في إنجازاته، وثالثة بالطعن في دوافعه الوطنية، وهكذا. تُفبرك الاكاذيب وتُثير الاضغان وتدقُّ إِسفيناً طائفياً لتفتيت لُحمة المقاتلين في جبهات القتال ضد الارهاب، وتفرّق بين شرائح المجتمع على أسس مناطقيّة وعشائريّة بغيضة!. نوعٌ آخر من هذه الأبواق هو الذي يضخّم دور الجيران في عمليات التحرير، وكأنّ عناصرها هو القائد العام الفعلي والميداني للقوات المسلحة العراقية فتلغي اي دورٍ لابطال الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي المجاهدين وقوات البيشمرگة البطلة، والقيادات الميدانية الشجاعة التي علمتهم قبل غيرهم معنى القيادة الميدانية ومعنى التضحية والفداء من اجل الوطن والشعب. انّها تضخمّ دوراً ثانوياً لهذا العنصر او ذاك وكأنّ العراق خالٍ من القيادات الشجاعة والكفاءة والقادرة على إدارة الحرب مع الارهاب. ان هذه الأبواق تكذِب وتُفبرك وتنشر كلّ ما من شأنه الطعن بالعراق وسيادة العراق وقوّات العراق وشعب العراق. هذه الأبواق تنفّذ اجندات الجيران على حساب علاقات العراق الدولية في الحرب على الارهاب. على العراقيّين الانتباه الى هذه الابواق فلا يساعدونها في نشر أكاذيبهم وفبركاتهم، لانّها تضرّ بمصالح العراق آنيا وعلى المدى البعيد، وتضرُّ بسمعة العراق وبشعبه. انّ العراق يمرّ الان بمرحلة خطيرة جداً، فسيادتُه على المحكّ، ووحدتُه في مهبّ الرّيح، وإنسجام مجتمعه على كفّ عفريت، ولذلك لا ينبغي لنا، كعراقيّين، ان نُصغي الى كلّ من هبَّ ودبَّ ولا ننشر كل ما يصلنا فان ذلك يعرّضنا لمخاطر اكبر واشمل. علينا ان نرفض التعامل مع ايّ خبرٍ يعرّض بقوّاتنا المسلّحة ويسخر او يستهزئ بكفاءتها، ويشكّك بإنجازات الحشد الشعبي المبارك، ويطعن بمصداقية القيادات المسلحة وقدراتها، ويسعى لتصفية حسابات هذا الطّرف الإقليمي او ذاك الاخر الدّولي بشعارات أكل عليها الدهر وشرب، فالحرب على الارهاب وحماية العراق لا تتحقّق بالشعارات التي ما قتلت ذبابة، واّنما بالتخطيط السياسي والميداني وبالعلاقات الدولية السليمة التي تحقّق مصالح العراق اولاً، فإلى متى يظلّ العراقيون لا يميّزون مصالحهم؟ والى متى تظلّ أبواق الجيران تؤثّر في قناعاتهم فينشرون أكاذيبهم وكأنّها مسلّمات لا يرقى اليها الشك؟. ان علينا جميعاً ان لا نصغِ الا الى احد اثنين؛ *المرجعية الدينية العليا التي تنتهج الان استراتيجية الرقابة والتصحيح والتوضيح لكل شيء، وذلك من خلال خطب الجمعة في العتبة الحسينيّة المقدّسة. **والحكومة العراقية التي تبنت هي الاخرى منهجية جديدة في التعامل مع الراي العام العراقي من خلال الظهور الاعلامي المُبرمج والمنظّم، لتتحدث في كلّ ما يخصّ السّاحة، وبكلّ وضوح وشفّافية وصراحة. ففي ظروف الحرب كالّتي يمرّ بها العراق الان، لا ينبغي تشتيت مصادر الخبر والتحليل، خاصّة وأننا جميعاً نعلم علم اليقين بأنّ الجيران تحديداً نشروا الابواق في كلّ مكان، ومنهم من هم في داخل العملية السياسية، فتراهم يدورون على الفضائيّات ليل نهار يتناقلون أجنداتهم بشعارات جميلة وبرَّاقة ينخدع بها السّذج والبسطاء فيُعيدوا انتاج ونشر الاكاذيب والفبركات مرة ثانية وثالثة وهكذا. علينا جميعاً ان نساعد المرجعية والحكومة في إخراس هذه الابواق من خلال مقاطعتها وعدم التعامل معها او اعادة نشر أكاذيبها، وذلك اضعفُ الإيمان. وانا هنا ادعو الحكومة العراقية، بشخص السيد رئيس مجلس الوزراء وبقية المسؤولين، تكثيف ظهورهم الاعلامي لتوضيح الصورة الحقيقيّة لما يجري على الارض وفي ساحة المعركة، ليتقلّص تأثير هذه الابواق شيئاً فشيئاً، فمعركتنا مع الارهاب اعلاميّة اولا وقبل ايّ شيء آخر، ولذلك لا ينبغي ان ندع هذه الابواق تؤثر في المجتمع فتشوّش عليه الرؤية وتخلط عليه الامور وتبعثر الاولويّات، من خلال سعيها لتسيير الراي العام باكاذيبها التي تتغذى بها من هذا الجيران او ذاك. ٤ آذار ٢٠١٥ للتواصل: E-mail: nhaidar@hotmail. com