- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هزيمة داعش النهائية في العراق .. هل أصبحت قريبة ؟
حجم النص
بقلم / عبدالرضا الساعدي يتطلع العراقيون إلى اللحظة التي يتم فيها القضاء على أبشع موجة إرهابية داهمت أرض الوطن خلال هذه المرحلة، وهي موجة داعش الإجرامية التي عاثت بالحياة دمارا وانتهاكا وتهديدا لكل ما هو حضاري وإنساني.. وتبدو معالم هزيمة هذا التنظيم المنحرف الإجرامي ماثلة للعيان حسب المعطيات عل الأرض بعد الجهود والتضحيات من قبل كل الفصائل الأمنية والعسكرية والحشد الشعبي منذ لحظة الاستجابة لنداء المرجعية الدينية العليا، حيث الموقف المسؤول والوطني لمواجهة هذه الموجة الشرسة على أرض المقدسات العراق. وقد بين رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي إن تنظيم داعش بدأ بالتقهقر، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم العراق بالمزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية لإنهاء وجود التنظيم المتطرف. ونقل بيان عن مكتب رئيس الوزراء اثر استقباله لسايمون كولس ممثل وزير الخارجية البريطاني لشؤون مكافحة تنظيم داعش أن “قواتنا الأمنية عازمة على تطهير كل مناطق العراق من هذا التنظيم الارهابي وانها حققت انتصارات باهرة، وقد بدأ هذا العدو بالتقهقر ونحتاج الى المزيد من الدعم من قبل المجتمع الدولي في مختلف المجالات للاسراع بالقضاء عليه”. وأوضح العبادي انه “رغم التحديات التي يمر بها العراق ومن ضمنها انخفاض إيراداته المالية بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية إلا إننا نسعى لأعمار المناطق المحررة من هذا التنظيم الإرهابي وقد خصصنا مبالغ لها وندعو الدول للمساهمة وبشكل فاعل في صندوق اعمار هذه المناطق التي تضررت نتيجة تخريبها من قبل عصابات داعش”. كما أكد قائد طيران الجيش العراقي الفريق الركن حامد المالكي أن منتصف العام الحالي موعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي كما اعلن عن تسلم القوات الجوية طائرات جديدة مزودة بأجهزة القتال الليلي. وقال المالكي في تصريحات صحفية ((أن شهر حزيران المقبل سيكون نهاية لعناصر تنظيم داعش في محافظة نينوى والعراق بتحرير جميع المدن المحتلة واستعادة السيطرة عليها. وأضاف المالكي إن القوات الجوية العراقية تسلمت طائرات جديدة مزودة بأجهزة القتال الليلي وذات إمكانات ممتازة وتتميز بدقة التصويب، لافتا إلى أنه في الأيام المقبلة ستشهد المعركة ضد داعش تحقيق انتصارات لقواتنا)). ويبدو التنسيق الآن في أعلى درجاته بين القوات العراقية المحتشدة ضد هذا التنظيم التكفيري مع وجود التحول في موقف العشائر للقتال ضد داعش حيث أعلن المتحدث باسم عصائب أهل الحق في العراق ((ان التنسيق الذي تم التوصل إليه هو في أعلى المراتب وتقرر ان تقوم قوات العشائر بالقتال جنبا الى جنب مع قوات الحشد الشعبي وذلك الى جانب القوات الامنية والجيش ضد تنظيم داعش الارهابي. وقال العبودي ان الاتفاق ينص على التعاون الشامل والكامل لدحر الارهابيين من المناطق التي يحتلونها واضاف: نحن قد اكدنا منذ سقوط المناطق الشمالية والغربية من العراق بيد الارهابيين ان قوات الحشد الشعبي وقوات المقاومة الاسلامية هي ضد الطائفية والآن بات واضحا ان عشائر الانبار وصلاح الدين قد أدركوا هذه الحقيقة وقد حان الوقت للوحدة بين هذه القوات في مقابل داعش والارهابيين. من جهته قال قائد فیلق البدر في البصرة حول سبب تقدیم الغرب وإسرائیل المساعدة العسکریة لهذا التنظیم قال: هنالك ثلاثة أسباب واضحة جداً، الأول هو وجود ذریعة لعودة أمیرکا والغرب إلی المنطقة، والثاني کسر محور المقاومة في المنطقة، ذلك أنه لا توجد هنالك قضیة تتهدد المصالح الغربیة والصهیونیة بقدر المبادئ الفکریة للثورة الإسلامیة في إیران والتي صممها الإمام الخمیني رحمه الله تعالی. وأضاف المسؤول في الکادر المرکزي لفیلق البدر: إن تصدیر المؤشرات العقائدیة للثورة والتي تتمثل في الإسلام الخمیني الأصیل والمتجلیة الیوم في المنطقة، هو أکبر سد أمام المستکبرین والصهیونیة والغرب. وأکد الدیراوي أن وجود داعش في هذه المنطقة ونشاطه في محور لبنان وسوریا والعراق لا یمکن أن یکون صدفة، وقال: السبب الثالث هو الأرباح الکبیرة التي یوفرها هؤلاء الإرهابیون لصناعهم وأسیادهم، فالحصول علی السلاح والذخائر و... یأتي بأرباح کثیرة لصناع الأسلحة والتي تکون الولایات المتحدة الأمیرکیة وإسرائیل في مقدمتهم. وأضاف الدیراوي: إن قتل المسلمین الشیعة یقدم خدمة جلیلة للصهیونیة وأمیرکا، وللأسف یغفل عنه البعض. والسبب الآخر هو تزاید قوة الشیعة في المنطقة، والغرب والصهیونیة یتخوفان من هذه القضیة بشکل کبیر جداً. وأشار قائد فيلق البدر في البصرة إلى أن داعش قد فشل حتى الآن في احتلال أي منطقة شيعية، وقال: هنالك قری معدودة في الموصل فحسب ولها قصتها الخاصة أیضاً، وإلا فهم أیضاً قاوموا الدواعش. وأضاف أن الانتصار سیتم من خلال استكشاف طبيعة هؤلاء الإرهابيين في أنحاء العراق أو العالم، وقال: إذا كنا نريد تجاوز الخطوط الحمر، فنستطیع أن نذکر عدداً أکبر من الانتصارات، حیث الیوم نحن نستهدف کل أذرعهم وعناصرهم وحتى مبانيهم والمراكز التجارية لتنظیم داعش، ولا نرحم أحداً منهم، حتى مزارعهم نقوم بالقضاء علیها. وفي وقت سابق من هذا قال الخبير في الشؤون الجماعات الجهادية هاشم الهاشمي الخميس إن هناك عوامل أدت الى تراجع قوة تنظيم داعش في العراق. أولها بأن التفاؤل والغرور الذي كان مستحوذًا على تفكير قيادة التنظيم بعد العاشر من حزيران، أفسد عليهم قوة الأرادة وعزيمة التقدم، وأنشغالهم بالسلب والنهب وسرقة الأموال ونقلها ثم خزنها، من أبرز أسباب تقهقرهم. وتطرق الى السبب الثاني وهو صعوبة التواصل في التطبيقات الألكترونية الذكية والموبايل بسبب خشية الأختراق، وبالتالي التعطل بالتنفيذ، والتسرع بالأجتهادات الميدانية غير المدروسة. وكذلك أكد ظهور الخلافات بين صفوف القيادة الميدانية حول الخطط العسكرية ونفرة البيئة التي يسيطرون عليها بسبب غلوهم وتطرفهم وأنهيار الوضع المعيشي والأقتصادي للسكان المحليين. وقال إن تعدد محاور المعارك وتوسيع جغرافية القتال وتكرار محاولات حصار القوات النظامية، التي تحتاج الكثير من الأقتحاميين والزخم الناري والعمليات الأنتحارية، أستنزاف للبشر والسلاح... كانت خسائر كبيرة بالنسبة للإنجازات التي أحرزها. وبين ان الاستراتيجية التي يتبناها المجلس العسكري لتنظيم داعش، المتمثلة في الهجوم المعتمد على المبدأ القائل بأن الدفاع الأفضل هو الهجوم، أي نقل الحرب بأسرع وقت إلى أراضي العدو وحسمها في جولة خاطفة، مرتكزًا على العمليات الأنتحارية وكتيبة الأقتحاميين...أصبحت مكشوفة والأستعداد لصدها يمنع قوة الصدمة الخاطفة! وختم حديثه قائلا "لم يعد بوسع كتائب تنظيم داعش أو المشاة التحرك كما كان الأمر في السابق بأرتال كثيفة بسبب سلاح الجو، مما حد من حرية الحركة والمناورة، لدرجة غدت السمة الأساسية للحرب التخندق في حفر واستحكامات. وكان من نتيجة ذلك أن تغلبت استراتيجية القوات العراقية التي تحاكي اساليب العدو على استراتيجية هذا التنظيم. وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني عماد علاوي لـ"الوطن"، إن مقومات المعركة حاليا اختلفت عن السابق بعد إجراء عملية تغيير واسعة للقيادات العسكرية السابقة بأخرى جديدة أخذت على عاتقها مهمة وضع خطط تضمن تحقيق إنجاز عسكري على الأرض". في وقت انتقد فيه الشارع العراقي بطء تنفيذ العمليات العسكرية لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي بعد مرور سبعة أشهر على احتلالها، في ظل تجاهل مطالبة النازحين والمهجرين بضرورة الإسراع بالعودة إلى مناطق سكنهم، أكد مسؤولون عسكريون أن استعادة المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم لن تتجاوز الأشهر القليلة المقبلة
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!