حجم النص
عباس عبد الرزاق الصباغ ان صح هذا التعبير الاستعاري (فضائيون) الذي أطلقه رئيس الوزراء د.العبادي على هذا الكم الكبير من الموظفين "الأمنيين" الذي تم "اكتشافه" مؤخرا (50 الفا) او يزيدون وماخفي كان أعظمى في وزارات اخرى للدلالة على هلامية وزئبقية الدولة العراقية وتسيب وترهل مفاصلها التي تديرها"الحيتان" وبعض "الزوريات" من المنافقين واللوكية المعتاشين على المال الحرام المنهوب من قوت الشعب ولقمة عيش ايتامه وفقرائه ،وتدل هذه التسمية الاستعارية على صفة التسيب والتمدد الهوائي في الفضاء الخارجي ـ خارج نطاق الدولة ـ في دولة تعتاش على خيرات الاقتصاد الريعي (النفط) وتسير وفق شعار (العراق مو مال احد) و(خلي ياكلون مادام النفط موجود) والموظف العراقي الفضائي من المؤكد ان وراءه عصابات كبيرة تتاجر بالدين والمذهب وعاشوراء و"رموز لقائد ضرورة" استنسخت بعد السقوط ومليشيات بلطجية وهذا الموظف يعمل خارج نطاق الدولة ويأتيه رزقه الحرام كل شهر من اموال الريع المهدورة والتي جعلت العراق منذ عام 1921 دجاجة تبيض ذهبا كانت تبيض للطغاة وتمول دولتهم واستمرارية حكمهم (صدام حسين انموذجا) وصارت بعد التغيير النيساني تمول الفاسدين والحرامية والكثير منهم عارض صدام وعاهد العراقيين على ان يكونوا على خلاف صدام حسين (مؤتمر اربيل للمعارضة العراقية) وكانوا يعيبون صداما لانه احرق العراق وجعل من عشيرته قادة ووزراء ومسؤولين ونهب العراق والسيناريو ذاته استنسخه رموز عهد مابعد التغيير فبقي الشعب العراقي تحت خط الفقر والملايين من الشباب بقيت عاطلة عن العمل ويجد الخريجون انفسهم في الشارع بعد ان كانوا يساقون كالنعاج الى جبهات القتال العبثية وانا كنت واحدا منهم فلم يتغير شيء سوى في بعض المظاهر الاستهلاكية والكمالية السطحية الفارغة والتي لاتدل الا على سوء توزيع العائدات الريعية. فتغيرت وجوه القطط السمان من الرفاق "المناضلين " الى قطط سمان من ذوي المحابس والسبح والمتاجرين بالدين والمذهب من الذين زرقهم بريمر في عمليته السياسية الفاشلة لتعتاش الحيتان وزورياتهم على خيرات الاقتصاد الريعي ويعتاش الشعب العراقي على فتات الموائد الريعية....يتبع كاتب واعلامي مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (1)
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !
- كيف نؤدب الأحزاب السياسية!