- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عربات زيكا .. ومجريات الحدث الساخن
حجم النص
بقلم الكاتب // مهدي الدهش: جون زيكا قائد جيكوسلوفاكي عاش في أوربا وقاد حروب عسكرية مهمة، وكان أشهرها حروب (الهوسايت) في بوهيميا، وقد عاش قبل دافنشي بحوالي جيلين من الزمان، ومن أهم ابتكاراته تلك العربة التي استخدمها في حروبه الطاحنة، حيث استعار شكل العربة التي استخدمتها الجيوش في الفترة الهيلينية والتي كانت مزودة بمناجل في أطرافها الخارجية من أجل حصد جنود العدو، فقام زيكا باستبعاد المناجل ووضع فوق العربة مدفع صغير. وإن عربات زيكا لم تكن كما يظن البعض من الناس الأصل الحقيقي للدبابة التي نعرفها اليوم وإنما كانت أشبه بالمدفع التي تجره الخيول، وأن وظيفتها كانت مقصورة على الدفاع بالدرجة الأولى خلافا لوظيفة الدبابة التي صممت لاختراق خطوط العدو الأمامية. فما يحصل اليوم في بلادي أشبه بتلك العربة التي تُستخدم في الحروب الدفاعية لا الهجومية. حيث لا فرق بين مَن يظن شيء والواقع شيء آخر.. والنتائج تأتي على خلاف الرغبات الجامحة للبعض من السياسيين والمُنتفعين اليوم. فما زالت (الحرب) تجري على وفق معطيات مسك الأرض لا منطق تحقيق النفع العالم وذلك من خلال استجلاب الأمن المجتمعي وسيادة نمط لرفاه معقول لعموم المواطنين، عن طريق اقتصاد مستقر في سيرة نحو الصعود والصمود في وجه الأزمات التي قد تعصف بالبلدان عبر متغيرات المرحلة غير المُتوقعة، وكذلك في بناء واقع صناعي ـ زراعي يكفل تحقيق الأمن الغذائي والإنتاجي للدولة. إذن السياقات دائما ما تجري في دول العالم الثالث أو النامي، إذا اتفقنا على إطلاق مصطلح (الدولة) العريض عليها، تجري لحساب أفراد قلائل ضمن المجتمع مراعية مصالحهم أولا ولصالح طبقة يخدمها الحدث ومُجرياته ثانيا. هنا نجد الربط بين (عربة زيكا) وسياسة الوضع الراهن المُتشبّع بالشجون والاعتقادات السلبية التي بُنيت على فرضيات غير دقيقة وحسابات مُشوّه وايدولوجيا فاسدة. لا تضع العصا في كور الدبابير وتجلس ملوما محصورا.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً