حجم النص
بقلم:علي عبد الزهرة قطعا ان لكل سلبية في الحياة جانب ايجابي، لا يعرفه الا من آمن بعدالة الخالق بعيدا عن عبث المخلوق، ذلك ان التوازن سر استقرار دوران عجلة الحياة وثبات محورها المنتصب حقاً. وحين يُكتشف الجانب الاخر، يسهل على المتبحرين في الحق ان يقلبوا السحر على الساحر، ويصهروا أدوات التجزئة لتصبح سائلاً عازلاً ولاصقاً لتلك الأجزاء المراد فصلها عن بعض. ان المخططات الموضوعة منذ اكثر من ربع قرن، وبدأت مرحلة تنفيذها منذ عقد، والرامية الى استخدام الاحمر كلون اوحد لرسم شرق اوسط جديد، ينحني الى صاحب الازرق المخفف، بحركة بسيطة من العم "سام".. قد بانت ملامحها وازدادت وضوحا حين بثوا سموم الطائفية المقيتة لتفتيت نسيج الفسيفساء العراقي البرّاق، وعززوها بوليد الزيجة النتنة "داعش" لينصب العداء لطائفة ويلصق نتانته بالأخرى، وهكذا دواليك. بيد ان تلك المخططات رسمت وفق معطيات تفتقر الى دراسة أنثروبايولوجية لمعرفة التواشج المجتمعي بين اركان هذا البلد العصي، فعلى سبيل الحق؛ كنا نسير كصديقين فرنت هاتف الاخر، ليأتي الى مسامعي صوت نازح من الشرقاط في صلاح الدين –وهو من الطائفة الاخرى- يشكو منعهم من دخول اقليم كردستان العراق من قبل قوات الاسايش التي تنعتهم بـ"أنت عربي.. أنت داعش.. ممنوع يدخل كردستان"!!، فما كان له الا ان يبحث عن مأوى آخر له ولوالدته واخيه الاكبر منه فاقد الساق اليمنى، ليرد عليه رفيقي: "عيوننا وقلوبنا مفتوحة لكم قبل بيوتنا".. تم الاتفاق على ان نرتب لهم سكن قريب على مركز طبي لتدريب الاطراف، لكنه خاطبنا وملؤه الحيرة: "من سيذهب مع اخي المعاق الى زيارة الامام الحسين (ع) الاربعينية".. ضحكت في سري على غفلة المروجين لافكار العم "سام"، المشغولون بنثر الاحمر ليؤرق المطمئنين، للحفاظ على استقرار الازرق المخفف. نعم؛ فلم يكن يعرف العم "سام" ان هناك دماء في الضلوعية امتزجت مع دماء امرلي في الصمود والتضحية، ولم يعرف سر ذلك النهر الذي اختلطت فيه دماء الاعظمية والكاظمية تحت "جسر الائمة"، ولم ينتبه بان أم عمر لم تزل تشارك الفاطميات عزاء الحسين (ع) في محرم من كل عام، ولم يزل علي يدافع عن شرف بنت الغربية بكل غيرة ووفاء.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً