حجم النص
د. كاظم المقدادي وحدها الازمات السياسية والاقتصادية التي تفرض علينا انماطا من السلوك والمفاهيم … والتعاليم والتقاسيم..في ازمة البنزين وازمة النفط.. ظهر في ذلك الوقت والى العيان « المجتمع الجليكاني «.. ولا اعرف بالضبط مصدر مفردة الجليكان هل هي من ايران ام من تركيا.. ام طاجكستان ؟ ام انها وصلتنا مع موسم زراعة الباذنجان..؟ غير ان هذا الجليكان الذي نشأ وترعرع وعاش بعد ممات علي الوردي يختزل عناصر الازمة الوقودية.. في يوم كان الفرد العراقي لا يخرج من بيته الا وهو حاملا للجليكان.. في السيارة او مشيا على الاقدام.. حتى صار الجليكان مثل حقيبة مدرسية تلاصق ولا تفارق.وعندما يحمل العراقي الجليكان.. فانه يحمل معه هموم الطوابير والاضابير.. وهموم الاصطفاف التاريخي على محطات الوقود..وقد كتبت حينها عن « السرة « عنوانا جميلا هو: الزم السرة وابتسم للحياة. واليوم.. وما ان انتهى عصر الجليكان حتى حل علينا ضيف جديد اسمه « الكرفان « والفرق بين الجليكان والكرفان ان الاول ولد في البيوت والازقة المنسية.. اما الاخير فقد ولد في الكليات الاهلية!؟.وهنا.. لا اريد ان افسر الموضوع تفسيرا ديالكتيكيا وحسب نظرية الطبقات الاجتماعية التي امن بها الرأسماليون وحللها ماركس والشيوعيون بل انني اقول ان العراقي قد يؤمن بـ «الواسطات» ولا يؤمن بـ «الطبقات».لكن وكما يبدو فان السيد الكرفان قد تخطى حدود الكليات الاهلية وتخطى حدود الحمايات الرئاسية..حتى اصبح الملاذ الامن للنازحين والمشردين الذين انتقلوا من مرحلة الخيم الاممية.. الى مرحلة الكرفانات الحكومية، والغريب.. وبعد ان ظهر الفساد في البر والبحر والجو.. ظهر الفساد في شراء خيم النازحين وكرفانات المشردين والمخصصات التي بلغت الملايين، والسؤال المُحير هنا: هل يمكن ان نسرق النازحين الذين فقدوا ديارهم واموالهم بسبب جرائم الدواعش. الغريب ايضا اننا ما ان ننتقل من مرحلة فساد الا وندخل مرحلة فساد اخرى. وخلاصة القول.. اننا في عصر الجليكانات تعلمنا الاصطفاف وضبط الموازين وشم رائحة النفط والبنزين.. وفي عصر الكرفانات ختمنا الفساد وتعلمنا النوم وكاننا داخل علب السردين.غدا لا ادري ان كانت هناك مفردة ثالثة نتداولها بيننا بعد مفردتي الجليكان والكرفان.. اغلب الظن اننا سنتداول مفردات اكثر واكثر طالما اننا مازلنا نقرأ في صحيفة «چكخان».