- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اين الخلل ؟ تكرار حصار داعش للقطعات العراقية .
حجم النص
بقلم:حمزه لجناحي تابع العراقيين وفي اكثر من مرة احداث مؤلمة تتعرض لها بعض الوحدات العراقية الزاحفة نحو المدن لتحريرها لتجد نفسها في منطقة قتل صارخة وبالتالي تمر ايام عديدة على هذه القطعات وهي محاصرة من قبل مقاتلي داعش لينتهي الامر بمأساة مروعة وقصص من ناجين يشيب لها الرأس حول ابادة تلك القطعة بدم بارد من قبل هؤلاء المقاتلين ,, دائما تستفاد الجيوش وقادتها من موقف ما يحصل لقطعة عسكرية في موقع على ارض قتالية ومن ذالك الحدث تبنى خطط حديثة لمنع تكرار مثل ذالك الخطأ الذي وقعت فيه قطعة عسكرية ,,لكن اللذي يحدث ان التجربة الاولى تتبعها نفس الاحداث وفي ايام متلاحقة دون معالجة الامر وكأن الذي حصل لقطعة قتالية ابيدت عن بكرة ابيها لايعني القيادة العليا واركانها اصحاب الخطط العسكرية لتلافي الوقوع بنفس اللذي جرى وهكذا تصبح تلك الحادثة درسا من دروس الاركان تدرس مستقبلا لضباط جدد خشية الوقوع وتجنب الاخطاء نفسها ,, هكذا نسمع وهكذا تعلمنا من دروس ماضية في الحروب التي خاضها الجيش العراقي لكن اليوم الذي يجري في مدينة عراقية محتلة في محافظة عراقية لايعني لا من قريب او بعيد ضابط ركن في منطقة اخرى ليجد نفسه ومعيته واقع في منطقة ابادة تتصف بنفس الصفاة لحدث مر قبل ايام قريبة جدا ويفترض انه باقي في اذهان الضباط ولا يمكن ان يقعوا فيه ثانية وبنفس الكيفية.. اكثر من حادثة من هذه الشاكلة حدثت اقلقت العراقيين واهالي الجنود والضباط ,,فحادثة الصقلاوية وبعدها بيوميين حادثة حصار منطقة السجر واول من امس حدث الامر نفسه في منطقة الجسر الياباني على الطريق الدولي واليوم في ناحية هيت ويبدوا ان القادم من الايام سيكرر الاحداث نفسها والاستغاثات ذاتها من اهالي الجنود المنكوبين وقصص الموت والحرق والتمثيل بالجثث ويتبع كل ذالك لوم عوائل هؤلاء للحكومة ونعتها بصفاة الخيانة وعدم المبالاة بأرواح ابناءهم وهدر دمائهم دون ان تحرك ساكن وتمنع حدوث مثل هذه الحصارات المتكررة.. اين الخلل وعلى من تقع المسئولية ؟ هناك اسباب عدة ربما تتحملها اطراف قريبة عن الحدث اولا وأطراف بعيدة عن الحدث لكن تتمتع بمسئولية كبيرة اتجاه هؤلاء المحاصرين. اكيد ان الخبرة التي يتمتع بها اغلب الضباط الميدانين لا ترتقي ولا تتمتع بعقلية كافية لمعالجة مثل هذه الامور وهؤلاء الضباط الميدانين يعاب عليهم انهم صغار بالسن لكنهم يحملون على اكتافهم رتب عالية واركان حصلوا عليها عن طريق ترقيات مشبوههة حزبية وسياسية ويصبح هؤلاء بين يوم وليلة يقودون قطعات تخوض حرب شرسة مع مقاتلين اشداء فيجدون انفسهم عاجزين عن معالجة مثل هذه المواقف. عدم وضع خطط مدروسة للوحدات العسكرية عند دخولها لمنطقة مجهولة المعالم والتنقل بحذر حسب متطلبات مسير القطعة المقاتلة ومستندا ومرتكزا على نوع العدو الذي من المتوقع مواجهته. الاستهانة بقدرات العدو وقدراته القتالية وتوقعات تحركه اثناء المعركة ومعرفة قوته القتالية وترسانته العسكرية لمواجهته بقدرات تفوق قدراته ومنعه من تطبيق كماشة الموت على القطعات , معلوم ان الضابط الذي يدخل في منطقة مجهولة المعالم لا يعرف حدودها ولا يعرف امكانيات عدوه يضع في باله ان عليه ان يرسم لنفسه وضباطه خطة انسحاب مدبرة وقت المحاصرة لقطعاته لأنقاذ وحدته من منطقة الموت وهذا اكيد لم يضع في بال القادة الميدانيين. الامر المهم الاخر ان تحرك اي قطعة مهما كانت لابد لها ان تؤمن طريق الامدادات لها لديمومة قتالها والحصول على زخم الاستمرار من عتاد واعاشة ومؤن اخرى وهذا يتأتى من مسك ارض المسير الذهاب والعودة ووضع قطعات ساندة لهذا الاسناد التعبوي..ويبدو ان هذا معدوم كليا اي ان القطعة العسكرية تسير على النجوم والتوقعات الفلكية وبدون علم الى اين والامر لايبتعد عن الجهل. عدم تأمين الاتصال مع القطعات الساندة الاخرى القريبة الارضية والجوية وااكد ان الغطاء الجويوالمدفعي له اهمية بالغة لأستمرار القتال ورفع المعنويات وفك الحصارات عن الجيوش المقاتلة وبما ان الاراضي شاسعة ووعرة لذا يجب ارسال خرائط دقيقة للطياريين للقطعات الارضية المقاتلة وبسرعة وبعكس ذالك فأن الطيار له امكانية محدودة في الاستمرار بالتحليق وظروف القتال. يعاب ايضا وهذا ماسمعناه كثيرا ان كل المقاتلين العراقيين مراتبا وضباطا يستخدمون وبكثرة الهواتف النقالة ويتصلون بسبب وبدون سبب بذويهويم ومتعلقيهم وعدم منع استعمال هذه الظاهرة المتفشية والتي بسببها يستطيع العدو استمكان وجودهم ومعرفة اسرار قطعاتهم وقوتها القتالية بل ومعرفة مدى المعنويات التي يتمتع بها المقاتلين وهذا الاستمكان جاء نتيجة سيطرة قوات داعش على منظومات الاتصال في المنطقة وتسخيرها لحسابهم وبتفوق. تسريب شفرات الاتصال وارقامها من قبل ضباط وجنود مدسوسين بين تلك القطعة ومجندين من المناطق والمدن التي يقع فيها القتال.. اشراك القبائل والعشائر وبناء جسور الثقة العمياء معهم من قبل الوحدات العسكرية وأطلاعهم على كل التحركات وهؤلاء غير مؤموني الجانب وهم بالاساس ينتمون للتنظيمات الارهابية ولعل هؤلاء هم من اوصل القطعات العسكرية لتلك المآسي. عدم الالتزام بالاوامر العسكرية من قبل الجنود والتصرف الفردي دون الالتفات للاوامر وهذا نابع من ضعف التدريب وقلة المحاضرات العسكرية وتعليم المراتب بمهام عملهم وكل حسب موقعه. زج قطعات عسكرية بمعارك ليس من اختصاصها ولم تكن تعرف كيفية التعامل على ارض القتال مع العدو كأن زج قطعة مدرعة في غير مكانها او قطعة الية في معركة صحراوية وهكذا. هروب الضباط وترك وحداتهم في ساعات العسر وعدم اطلاع معيتهم عما يدور حولهم وجعل الامر محصور في ما بينهم وترك هؤلاء لقمة سائغة للعدو. من هذه الاسباب وأخرى نجد ان القيادات العليا التي هي بعيدة عن الجيوش المقاتلة واصبحت قيادات مكتبية لا تعي مايدور حولها متسببة بهدر ارواح الجنود وغير مبالية بهم وهؤلاء خطوط حمراء من العقاب والمحاكم العسكرية لأنهم اصلا جائوا عن طريق الاحزاب وفرضوا فرضا على الجيش ودمجوا في مكانات خطيرة وحساسة وهم يفتقدون للمهنية والاحتراف العسكري.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً