- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أيها العراقيون: إن السيد السيستاني سوف لن يصدر لكم فتاوى الجهاد كل يوم
حجم النص
بقلم:جعفر البياتي إن الذي أفقد أمريكا صوابها ومن خلفها الصهيونية من الذي حدث في العراق بعد ادخال داعش المدعوم من محور الشر الاقليمي والدولي اليها هو الرد الجماهيري الغير متوقع من قبل الجماهيرالشيعية في العراق استجابة لفتوى المرجعية العليا في الجهاد الكفائي لدرء الخطر الكبير الذي كان يتهدد العراق وجوداً وشعباً ومقدسات، هذه الفتوى التي لم يحدث ان صدر مثلها منذ بدايات القرن العشرين من قبل مراجع الشيعة، حيث ان توافد الجماهير بالانخراط في الحشد الشعبي والتطوع دفاعاً عن العراق ضد المشاريع التي كانت مقررة تنفيذها من قبل الاعداء قد أفسدت كل حساباتهم اذا ما اعتبرنا انه ولأول مرة يتم تحشيد مثل هذه القوى البشرية في بلدنا وبدافع وطني عقائدي في الوقت الذي كان الاحتلال الامريكي قد حل الجيش النظامي العراقي المنتظم والمتعوب عليه رغم ما اصابه مؤخراً نتيجة سياسات نظام البعث المقبور. هذا الحشد الشعبي الشيعي العراق لم يرُق ابداً لامريكا والصهاينة الذين يعملون جهدهم منذ سنوات لتفتيت جيوش البلدان العربية والاسلامية القريبة من اسرائيل والتي يمكن ان تشكل خطرا على المشروع الصهيوني في المنطقة في وقت ما مثل الجيش العراقي والسوري والمصري اضافة الى الاحزاب الثورية المقاومة لاسرائيل مثل حزب الله لبنان وحماس والجهاد في فلسطين، فعدة الاف من المقاتلين العقائديين في لبنان وفلسطين قد أقضّ مضاجع الصهاينة بوقوفها العنيد والصلب أمام الهجمات والحروب الشرسة التي خاضتها اسرائيل ضدهم في السنوات الاخيرة وآخرها حرب غزة الثانية، فما بالكم بمئات الالاف من الشباب العراقي إذا ماتُرك هؤلاء يتلقون تدريبا جيدا ويتم بناؤهم عقائدياً ووطنيا خلافاً للجزء الأكبر من أفراد الجيش العراقي الحالي الذي تم تجميعهم بصورة غير مدروسة وجاؤوا في إطار طلب الوظيفة والمعيشة وحشو عددي عشوائي أو إرضاءا لنظرية التوازن في الجيش والقوات الامنية التي صرعتنا بها ساسة المهمشين،فهؤلاء المتطوعون الجدد في الحشد الشعبي قد خاضوا معارك حقيقية عنيفة وصعبة وحققوا نتائج عظيمة وملموسة في وقف زحف داعش بل وأخذوا زمام المبادرة من العدو وبدأوا بشن الهجمات وخوض المعارك الاستراتيجية لتحرير المناطق من احتلال داعش وانزال أكبر الخسائر بهم وقلب المعادلة لصالح الدولة العراقية طبعا كل هذا جنباً الى جنب مع المخلصين من ابناء جيشنا العراقي الباسل. فهدف الناتو الأهم في هذه المرحلة هو مصادرة انجازات الجيش والحشد الشعبي العراقي التي تحققت في الفترة الاخيرة قبل ان يصبح هؤلاء المقاتلون أمرا واقعا بانخراطهم في القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها، وأول الغيث سمعناها مؤخرا عبر بعض وسائل الاعلام حول طلب أمريكي من رئيس الحكومة العراقية السيد حيدر العبادي بحل هذا الحشد الشعبي بحجة أنها تعتبر ميليشيات خارج إطار الدولة، واذا ماتم هذا الأمر واستجابت الحكومة العراقية لهذا الطلب الذي جاء بعد وسوسة شياطين المهمشين من ساسة داعش في أذني كيري فسيكون ذلك خطأً استراتيجيا كبيراً سيدفع الشعب العراقي ثمنه باهظا جدا على المدى القريب والبعيد، فجيش ضعيف في العراق تكوينا وعددا وتسليحا وعدةً هو مطلب داعشي - اسرائيلي- خليجي أزلي، واذا حدث وان تعرض العراق لاي اعتداء خارجي بمستوى ماحدث في 10 حزيران أو ربما من دولة مجاورة كالاردن مثلاً ولسببٍ وحجة ما فان فتاوي خمسة وعشرين المراجع مجتمعين سوف لن تجمع الناس كما حدث اليوم باستجابة الشعب العراقي لفتوى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)٠