- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
على كفتي ميزان بيان السيد وبيان اوباما
حجم النص
سامي جواد كاظم الهدف مواجهة داعش وهو المشترك بين بيان المرجعية العليا في النجف الاشرف وبيان اوباما بتحالف دولي لمحاربة داعش، وهذه المواجهة تختلف من حيث التوقيت والكيف والثمن والنوايا الحقيقية. لايختلف اثنان بان بيان السيد السيستاني بالدفاع عن البلد من خلال الجهاد الكفائي كانت ضربة في صميم من راهن على داعش والبعض منهم الان هم ضمن التحالف المزعوم من قبل اوباما، هذا البيان الذي قلب الموازين والتوقعات والمؤامرة على اصحابها ليس لانه حشد الشعب العراقي بل لانه صدر من السيد الذي اشبه بان يكون خارج حساباتهم في مؤامرتهم هذه حيث الاهم ما في البيان هو المتابعة الدقيقة للسيد للوضع العراقي. بينما بيان اوباما امر متوقع لان صدوره جاء بعد تمهيدات ومفاوضات جاءت على وفق ما تشتهي امريكا فجاء بيانها بعد طبخة الحكومة العراقية، بينما السيد نعم كان يرغب بتغيير رئيس الوزراء الا انه اصدر بيانه حرصا على العراق والعراقيين من غير شرط التغيير وهذا عكس ما فرضته امريكا على الوضع العراقي. بيان السيد والحشد الشعبي جاء ذاتيا وعفويا وحرصا ممن تطوع على بلده من غير ان تكون في خلدهم حسابات خفية لا لهم ولا للسيد، بينما بيان اوباما وارساله كيري الى المنطقة جاء ليحدد الهدف والثمن وليس (الغيرة والخوف) على المواطن العراقي، بدليل ان بيان السيد جاء في بداية الازمة اما ضمير اوباما فقد تحرك بعدما هدرت دماء وزهقت نفوس وهدمت دور وهجرت عوائل طل علينا وبكل وقاحة ليقول حان الوقت لمواجهة داعش فكإن الغيرة الامريكية لا تتحرك الا بهذا الثمن الدموي الباهض. السيد عندما اصدر بيانه كان يتفاوض مع ربه وعقائده ودينه وانسانيته وجعل الجميع لهم القرار في اصدار البيان، اوباما مع من تفاوض حتى اصدر بيانه ؟ لا نريد ان نتكهن بالاطراف التي فاوضها لانها مهما تكن فهي على نقيض ما كان في اعتبارات السيد. وليس بمستبعد ان بيان اوباما هو لغرض الالتفاف على النصر العراقي ضد داعش لكون بيان السيد له الاثر الواضح على هذا النصر، وفي الوقت ذاته هنالك اطراف فيالحشد الشعبي وبسبب اندفاعها القوي تسببت في اخطاء اثرت على هيكلية الحشد الشعبي وحتى هذه الاخطاء كانت في حسابات المرجعية عندما اكدت على ان يكون التطوع عبر منافذ الدولة فقط وبخلافه فانه سيكون عرضة لوقوع خسائر وبالفعل حدثت مثل هذه الاخطاء التي ادت بحياة البعض وان كانوا قلة جدا الا انه كان يمكن احتوائها لو التزم الجميع بتوصيات المرجعية. بعد انتهاء العملية هل هنالك ثمن ؟ بالنسبة للسيد ثمنه هو ما يحكم به الله عز وجل لانه ليس لديه قواعد عسكرية ولا خلايا استخباراتية يريد فرضها على العراق، بينما تحالف امريكا هل هو بنفس ما يحمل السيد من مبادئ؟ الا المجانين والبلهاء يقولون نعم، والا حتى السذجة يعلمون ان هنالك ثمن لهذا التدخل والثمن دائما يكون في صالح القابض وليس الدافع لان الدافع في كل الاحوال هو خاسر. داعش بمن تفكر في المواجهة ؟ بالامريكان ام بالمرجعية ؟ من المؤكد تفكر بالمرجعية لانه لا قنوات اتصال ولا تفاوض معها، بينما تستطيع ذلك مع امريكا وعليه فكفة بيان المرجعية اثقل من كفة بيان اوباما (تحالف امريكا).