- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اين سيقضي علي الشلاه سنوات " تقاعده"؟؟؟!!
حجم النص
بقلم:علي حسين في البدء، شكرا لجماهير الشعب انهم طمأنونا بأن السيدة عالية نصيف ستبقى جالسة على ' أنفاس ' البرلمان اربع سنوات قادمة بعد ان حصلت على 3032 عدا ونقدا لاغير، والمفارقة ان أبواب البرلمان اغلقت بوجه ممثلة التيار المدني هيفاء الامين، رغم حصولها على اكثر من 12 الف صوت من اصوات شباب محافظة ذي قار. كنت مثل غيري من المواطنين المغرر بهم والذين ينفذون أجندات 'خارجية ' أتمنى لو ان قرارا صريحا وجريئا يصدر بمنع كل برلماني فشل في تقديم خدمة لناخبيه وانشغل بدلا منها بإثارة النعرات الطائفية، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من نواب يعيدون إلى مسامعهم الخطب نفسها وتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول حواراتهم إلى مناكفات شخصية. في أوضاع كهذه من حق العراقيين ألاّ يبالوا بغياب حسن السنيد ووليد الحلي ومحمود الحسن وخالد العطية، والاّ يقعوا في غرامهم، والسبب لأن بضاعتهم قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب الناس بإقامة دولة مدنية حديثة. الناس كانت تدرك جيدا أنها تعيش في ظل نواب ظرفاء ولطفاء لا يعجبهم القول بأن برلمانهم ولد فاقدا البصر والبصيرة، وان وجوده ضد الطبيعة البشرية. إن هؤلاء البرلمانيين لم يتركوا لأحد فرصة كي يصدقهم أو يحترم مواقفهم، فهم من كثرة تقافزهم فوق أسوار حدائق السلطة منذ سنوات يجعلنا نستقبل كل ما يصدر عنهم بالارتياب وعدم الاعتبار، ذلك أنهم في غالبيتهم مسؤولون عن هذه المآسي التي يعيش في ظلها ملايين العراقيين. سيغيب بعض النواب عن البرلمان القادم وسيقول المواطن العراقي متهكما، وماذا بعد؟ هل وجودهم سيعيد الاستقرار السياسي للبلاد، جلسوا تحت قبة البرلمان ام خارجها، لن تفرق كثيرا، فحتما الذين غادروا البرلمان سيعودون الى بلدانهم الأصلية، فسنقرا اخبار النائب المتقاعد علي الشلاه وهو يعقد الندوات في سويسرا، فيما الشيخ خالد العطية ووليد الحلي يقفان في طابور احد المصارف الإنكليزية، وان البعض سيعود للتنزه في شارع أكسفورد، أو يقضي سهرات ممتعة في منتجع النخيلة، وسنجد من يقضي فترة تقاعده ' المليونية ' في مهمة تسوق عائلية في بيروت او باريس، ولكن مع هذا فان قلوبهم وعقولهم وعواطفهم ستكون حتما مع هذا الشعب الذي سيقضي اربع سنوات جديدة مع مؤتمرات ' المصالحة المستدامة'. بالأمس كنت اضحك وانا انظر الى صورة محمود الحسن حزينا، فيما مثال مثال الآلوسي مبتسما، فاعرف إن هذه البلاد ستظل بخير، على الرغم من كل الخطب والشعارات التي تريد أن تصور لنا أن المالكي وحده القادر على إنقاذنا من الكوارث، وأن قبضته هي التي لن تجعل عقد البلاد ينفرط. لم تنفع خطب خالد العطية ولا قصائد حسن السنيد ولا شعار وليد الحلي 'لا بديل للمالكي الا المالكي' ولا نظرية سعد المطلبي التي اراد من خلالها ان يوهم الناس ان مشاكلهم ستحل لو انهم ارتضوا بحكم الرجل القوي.. اصوات تريد منا ان نعود الى طوائفنا من اجل ان نتقاتل على الهوية.. ان نعود الى عصر الغابة حيث الحماية في ظل العشيرة لا في ظل القانون. ولكننا رغم ذلك سنجد في مثال الالوسي وفائق الشيخ علي وشروق العبايجي، نساء ورجالا يعرفون جيدا اهمية وقيمة العراق، ويحترمون تاريخه وذاكرته، أكثر بكثير من صغار الساسة الذين ظلوا يتقافزون امام الفضائيات على إيقاعات مثيرة للضحك والخجل. عموما لا نملك إلا أن نهنئ السيدة عالية نصيف على احتفاظها وبنجاح بكرسي البرلمان فهذه الإضافة النوعية غير المسبوقة في عالم البرلمانات الدولية التي يتقلب فيها نائب من كتلة سياسية الى اخرى من اجل لا يفقد الكرسي، ولا أستبعد امتدادا لهذا الخبر اللطيف، أن نجد باراك اوباما يختطف سماعة هاتف البيت الأبيض، ويسأل النواب والسياسيين العراقيين عن تلفون النائبة عالية نصيف ليهنئها على هذا الانجاز غير المسبوق؟ وحتما ستخرج علينا النائبة المثابرة في اليوم التالي لتبشرنا بأنها لن تخضع لابتزاز الولايات المتحدة الأميركية، وانها اعطت اوباما درسا في احترام خيارات الشعوب. Bookmark and Share تتم مراجعة كافة التعليقات،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع احرار العراق بحق حذف أي تعليق في أي وقت،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع احرار العراق علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.
أقرأ ايضاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية