- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مجلس النواب ...مراهقة سياسية أم شيخوخة مبكرة
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي البرلمان من المؤسسات الدستورية المهمة والتي يعوّل عليها في تأسيس الدولة الديمقراطية، وتشريع القوانين التي تخدم هذه الديمقراطية، وأعضاءه هم نواب ينتخبون بالتصويت السري المباشر، وهم يمثلون الشعب في هذه المؤسسة، والتي تعتبر من أعلى السلطات التشريعية والرقابية في الدولة. البرلمان هو الذي يحدد الإطار الشرعي للحكومة ويشرف ويراقب على الجانب الإداري للحكومة، وبالتالي فهو يلعب دورا أساسياً في منع الفساد العام. ويسعى البرلمانيون إلى تمثيل مواطنيهم تمثيلاً فعالاً عن طريق تنفيذ الأدوار التشريعية والرقابية التي تكون في المصلحة العامة ويتم ذلك بطريقة تعكس المعايير الأخلاقية في مجتمعهم. في العراق، ولا أريد الخوض في حكم النظام البعثي، لانه حديث ذو شجون، ويثير الآلام والأوجاع، ولكن بعد إحداث 2003 وضع دستور جديد للعراق، اعتمد النظام البرلماني كأعلى سلطة تقود النظام الحكومي ومؤسساته التنفيذية وجميع الهيئات المرتبطة بالحكومة، ليكون وظيفة البرلمان هو مراقبة عمل هذه الأركان الأساسية للدولة العراقية. للأسف كانت هناك أهداف خبيثة لتقويض عمل البرلمان، وتهميش دوره التشريعي والرقابي، فتحول من ممثلين للشعب إلى حماة للأحزاب الممثلة لهم فيه، وسعت حكومة السيد المالكي ومنذ ولايتها الأولى، إلى جعل هذه المؤسسة إلى قسم من أقسام الحكومة، ويوجه بحسب المصلحة الحزبية، وما تريد الحكومة، ناهيك عن انعدام الثقة بين المكونات السياسية، والأجندات السياسية الخارجية والتي هي الأخرى باتت تحرك الخيوط البرلمانية والسياسية عموماً، وسيطرة ائتلاف دولة القانون على أغلب قرارات مجلس النواب، التي تمارس الانسحاب من الجلسات لنزع النصاب القانوني، عند مناقشة أي قضية لا تتفق مع وجهة نظرهم، وإلى الانقسامات الطائفية للكتل البرلمانية، وعدم وجود تكتل برلماني مؤثر متوافق على حلول إزاء أهم القضايا العالقة، فضلاً عن التدخلات الإقليمية، ناهيك عن الثقافة الهابطة والتي يتميز بها بعض النواب، حتى صارت سمع يتسم بها هولاء، من تراشق إعلامي، وسب وشتم بين أعضاءه حتى وصل الحال إلى التراشق بقناني الماء، والأحذية، وهذا يعكس مدى التخلف في الثقافة السياسية لدى النائب البرلماني، ومدى التشخيص الخاطئ لاختياره في مجلس يمثل الشعب العراقي. يبقى ونحن على أعتاب الانتخابات البرلمانية القادة نيسان 2014، ضرورة الوقوف والتأمل في المرشحين، وقراءة ما قدموه للشعب العراقي، وضرورة انتخاب الدماء الجديدة، والتي ولدت من رحم المعاناة لا من عاشت في الخضراء، ولا تعرف الضراء، كما نتمنى أن يظهر برلماننا الجديد بحلته الجديدة، بعقول تحمل هموم الشعب العراقي، وتكون عوناً له، كما تؤسس للديمقراطية والتي ضاعت وذهبت أدراج الرياح.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟