حجم النص
بقلم:صالح الطائي لا زالت محافظات ومدن وأرياف الجنوب العراقي تشكو التهميش والإذلال والإهمال لدرجة أن مستوى الخدمات والمعيشة ودرجة صلاحية البنى التحتية انخفضت فيها عما كانت عليه أيام النظام السابق؛ الذي كان بالأساس قد أهملها كليا، وهي التي قدمت آلاف الشهداء على مذبح الحرية وامُتهنت كرامة شعبها وخربت مدنها ونهبت خزائنها وأعتدي على شرف أهلها ولاسيما أثناء الانتفاضة الشعبانية الباسلة، ولقد كانت هذه المدن الصابرة المحتسبة ترجو وتأمل في التغيير خيرا؛ ولكنها تحولت إلى (شمهودة) العصر فلم تحظى إلا بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والقتل على الهوية، في وقت أعلن فيه محافظ الأنبار الأستاذ احمد خلف الدليمي تخصيص الحكومة المركزية مبلغ مليار دولار لتعويض المواطنين. نعم (مليار) و(دولار) لتعويض من؟ لتعويض الأبرياء الذين هدمت بيوتهم ودمرت أملاكهم بسبب الأحداث الجارية، وتعويض من كان بيته حاضنة للإرهاب الذي تسبب بالخراب على السواء. فأي قسمة تلك؟ أي عدالة تلك؟ وما دافع ذلك؟ ولماذا هذا التمييز، ولمصلحة من؟ نحن بالأساس لا نعترض على تعويض الأنباريين عما أصابهم وندعو إلى وجوب تعويضهم فهم أصحاب (حق) ولكننا ندعو إلى تعويض كل العراقيين ولاسيما مدن الجنوب عما أصابها أمس واليوم لأنهم أصحاب حق فعلي لا ظرفي، وإلا فهذه قسمة ضيزى لا يرضاها الله ولا يرضاها عاقل شريف، ولا يفعلها إلا من يريد أن ينتحر. فهل تنتفض مدن الجنوب وتدعو تنظيم (داعش) ليستوطن أحيائها لكي تحظى بالتعويض الكبير والمحبة والتقدير، أم ماذا يا حكومة الغفلة؟!!! وإذا كانت ميزانيتكم الانفجارية الرهيبة تشكو العجز وقلة المليارات بالرغم من كونها تعادل ميزانيات سبع دول عربية، هل يتم دعمها بالسخاء المفرط المتحيز وتبديد الأموال لشراء الذمم، أم بالعمل النزيه وفق ما يحب الله، ووفق مصلحة المجموع؟ إنكم تريدون منا أن ننتخبكم، وتحلمون بذلك.!! وتريدون إصدار سندات خزينة لنشتريها وندعمكم، وتحلمون بذلك.!! وتريدونا أن لا نفضل الآخر عليكم، وتحلمون بذلك.!! وتريدونا أن نلدغ بجحر الانتخابات ثالثة، وتحلمون بذلك.!! فانتم إنْ لم تعدلوا وتساووا بين العراقيين لن تنالوا البِر، ولن ترسوا على بَر، وخوفي عليكم في الدنيا من سقر، وفي الآخرة من لهيب مستعر، لا يبقي ولا يذر، وقد أعذر من أنذر.!!!
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟
- علاوي يكشف لأول مرة مجموعة من الاسرار بشأن داعش