حجم النص
بقلم :كرار الشحماني
في هذا الوقت الذي يشهده الشارع العراقي من خروقات أمنية عديدة منها هروب السجناء من سجني التاجي وأبو غريب ومنها السيارات المفخخة التي حصدت أرواح الأبرياء من أبناء الشعب العراقي الجريح ، ورغم الإجراءات الأمنية المتشددة في جميع نقاط التفتيش في العراق إلا انه لا زال الإرهابي يُدخل عجلتهُ المفخخة ويفجرها بكل سهولة بين جموع الأبرياء وكأن نقاط التفتيش وعناصر الأمن ليست موجودة ولم تقم بواجبها في حماية الوطن , ولم نسمع حتى ألان أي تصريح لأي مسؤول أمني أو سياسي كان بأنهم أمسكوا المسؤولين عن تلك التفجيرات أوالمسؤولين عن هروب السجناء ولم نسمع أيضاً بأنهم قد ضبطوا ولو سيارة مفخخة واحدة من السيارات التي انفجرت هذا الأسبوع ..وهذا خير دليل على أن الإجراءات الأمنية لا زالت تحت الصفر ولم تفلح أي آلية لحماية المواطنين من تلك الخروقات وإيقاف النزيف العراقي ،وكأن تفجيرات يوم الاثنين 29 /7/2013م كانت هدية الإرهاب لكافة أطياف الشعب العراقي مع اقتراب حلول عيد الفطر ، ورداً على اللقاء الأخير لرئيس الوزراء وتأكيده بأنه نشر الأمن والأمان في البلاد ، وتحدياً جديداً لأجهزة ( السونار) التي سبق وأن أثبتت فشلها في حماية أرواح العراقيين ، وإصرار الحكومة والجهات الأمنية على استخدام تلك الأجهزة غير مكترثين بحياة المواطن ومستمرين بإيقاف الشعب في طابور التفتيش الذي تنظمه الجهات الأمنية مقدمين بذلك حماماً شمسياً لعامة الشعب ، وما من شأن تلك الطوابير إلا الإخلال بنظام السير وتعطيل حركة الشارع ، والإرهابي يدخل معززاً مكرماً بعجلته سائراً على الطريق المعد لمرور المركبات الحكومية مرافقه في مسيرته موكب سيادة المسؤول ، ولا زالت الحكومة مستمرة في تطبيق نفس الخطط الأمنية التي سبق وأن تم اختراقها مرات لا تحصى وهذا يذكرني بمقولة لأنشتاين حين قال : (من الغباء فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة ..!!) .
ولا نعلم إلى متى سيبقى هذا النزيف مستمراً ، ما دامت الحكومة العراقية وخصوصاً الجهات الأمنية لا تتخذ أي أجراء جدية في حماية حياة المواطن ويبقى هم القوات الأمنية هو حماية مسؤولين الحكومة ورجالاتها الذين هم في الحقيقة خدام للشعب وليسوا أسياداً له وحياتهم أقل قيمة من حياة المواطن العراقي ولم ترف قلوبهم لكل قطرة دم نزفت في الشارع العراقي ، متناسين أنهم وصلوا لتلك المناصب بأصوات الشعب ولا يعلم سيادة المسؤول بأنه لو أستمر مسلسل الدم هذا فلن يبقى هناك شعب ينتخبه ، وعليه فان المسؤولية تقع على عاتق الجميع ولا نحصرها فقط في الجهات الأمنية فلو أهتم سيادة المسؤول بحياة المواطن بمثل ما أهتم بحياته وحياة من حوله بتأمين محيط أمن وتفتيش دقيق للمنطقة المحيطة بهم ونشر القوات على الطريقين من أجل مرور موكبه بسلام ن لكان هناك أمل في انتهاء مسلسل الدم الذي تدعمه جهات خارجية وداخلية ويعملون في دهاليز الظلام من اجل القضاء على العراق وشعبه من خلال عملياتهم الإرهابية الجبانة التي لا تطال سوى أرواح عامة الشعب ، ولم نسمع يوماً بأن هناك سيارة مفخخة أاستهدفت موكباً لمسؤول وراح ضحيتها سيادة المسؤول ولم نسمع عن عمليات إرهابية طالت قبة البرلمان العراقي ؟؟ !!!!! وهنا نقف في حيرة وتساؤل من يدعم تلك الأجندات الإرهابية ؟ من يمولها من يقف وراءها متخفياً بزي الخراف ؟؟ .. وهو في الحقيقة ذئب شرس يغرس أسنانه في كل مكان تنبت فيه حياة , ويمتص الدم العراقي والثروات من خلال نزواته وملذاته الشخصية من اجل ادخار أكبر الأرصدة في البنوك ومن أجل التسابق مع من حوله في سباق من سيسرق أكثر ، متخذين من العراق ساحة لتصفية الحسابات الشخصية متآمرين فيما بينهم على قتل الشعب العراقي أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء وضعوها بأيدي الجهات الخارجية التي تدعمهم وتدعم أحزابهم التي أتوا من خلالها إلى تلك المناصب مستغلين جهل الناخب العراقي الذي يصفق لكل من هب ودب معتقداً بأنه يصفق لملاك رحمة أتى لانتشاله من واحة البؤس والفقر إلى واحة الغنى والسعادة ، ولا يعلم المواطن المسكين بأن من يصفق له ما هو إلا شيطان متنكراً كالملاك ودمية يحرك خيوطها جهات خارجية لا تريد للعراق وشعبه الراحة والحياة ، ولا يعلم المواطن العراقي بأنه عند انتخابه لذلك الوحش سيقدم أخوانه للموت وبلده للدمار ، معتقداً بأنه أنتخب الأصح كونه من أبناء جلدته أو من مذهبه وهذه حقيقة هي مشكلة عامة الشعب الآن فمعظم الناخبين يتوجهون لانتخاب من هم على مذهبه معتقدين بتلك التخاريف ، النصرة للمذهب ، والنصرة للطائفة ، وما دامت تلك العقول مقفلة ومستمرة بالإيمان بتلك التخاريف والعقل الطائفي ، سيبقى الدم العراقي يسيل في شوارع العراق وستبقى ثرواته منهوبة وخيراته مسلوبة وأمانهُ مُعدم ، ومبارك للطائفيين عراقٍ خالياً من الشعب ، وما دامت أفواه الشعب مكممه بأيدي الشعب نفسه خوفاً من خروجهم على أبناء جلدتهم وأوليائهم معتقدين بأنهم أن خرجوا على سلاطينهم كمن يخرج على الله (سبحانه وتعالى) , فلا أقوال سوى سلاماً يا عراق ليس فيه حياة وشعب .