حجم النص
بقلم :عباس عبد الرزاق الصباغ
يبدو جليا من خلال الحراك الجدي المتبادل مابين المركز الاتحادي وإقليم كردستان وعلى أعلى المستويات بينهما مسار العلاقات "الثنائية" قد تجاوز سقوف المجاملات والاتكتيت الدبلوماسي الى سقوف اخرى ابعد مدى من كونها (زيارات وزيارات متبادلة) تستند على ترطيب الأجواء المحتقنة وإطفاء الملفات العالقة والشائكة والمستعصية وهي كثيرة ومتعددة وذلك بالاعتماد على مرجعية الدستور وتفعيل الحوار البناء المشترك وفتح صفحة جديدة تقوم على تفاهمات ومقاربات وطنية هدفها الأساس المصلحة الوطنية العليا وهي خارطة طريق مشتركة ومتناغمة وسط حقول مليئة بالألغام والمطبات فضلا عن الملفات الإقليمية وتداعياتها وانعكاساتها الخطيرة على المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص لاسيما الملف السوري الذي له تأثير مباشر على الوضع العراقي وكذلك الملف الإيراني وغير ذلك، ورسم إستراتيجية رصينة تكون منطلقا لأية تفاهمات مستقبلية تتعلق بآلية العلاقات بين بغداد واربيل، وسبل تطويرها بما يخدم مصلحة الطرفين وبالتالي مصلحة البلد العليا .
وهذا الحراك السياسي الناجز يقوم على تعزيز مبدأ الشراكة الوطنية وتصحيح مسار وبوصلة العلاقات (التي شهدت فتورا وتشنجا كبيرين) مابين المركز والإقليم والرغبة الجدية والصادقة لكلا الطرفين بعيدا عن التلاسن والتراشق الإعلامي والإرهاصات التي تجعل علاقة المركز بالإقليم مشوبة بالتوتر الدائم وعدم الاستقرار ما يفسح المجال أمام الأجندات الخارجية ناهيك عن الداخلية ومعها الحواضن المحلية للإرهاب كي تمارس دورها التخريبي والتدميري إضافة الى إن هذا التوتر يعيق فعاليات العملية السياسية ويعكر صفو الجو الوطني والمناخ التشاركي / التفاعلي ويهدد متانة الجبهة الداخلية ووحدة الصف الوطني ويعرض الأمن القومي للخطر.
وفد اثبت الطرفان (المركز والإقليم) ان القضايا العالقة بينهما مهما كبرت وسُّدت السبل أمام حلولها وفك استعصاءاتها وتشابكت حيثياتها يمكن حلها إذا ما توفرت النية والإرادة والتصميم وتغليب المصلحة الوطنية العليا وهذه موجودة في كلا الطرفين وقد أثمرت عن هذا الحراك الذي تجسد في تفعيل لجان مشتركة تتويجا للنتائج الايجابية لهذا الحراك.
ولايقل الشأن الإقليمي والعلاقات الخارجية والدولية أهمية وخطورة عن الشأن الداخلي الوطني فقد كانت الرؤية مشتركة مابين المركز والإقليم حول الكثير من القضايا الخارجية والملفات الإقليمية الساخنة (الملف السوري أنموذجا) ومنها الاتفاق على ضرورة عدم إقحام العراق في أتون الصراعات والتطاحنات التي لادخل للعراق فيها وضرورة إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأطراف والشيء الأهم من هذا الحراك هو الاتفاق على غلق جميع الملفات الساخنة سيما التي كانت تثير جدلا سياسيا طاحنا وتصيب صميم العلاقات الاخوية التي تربط المركز بالاقليم بمقتل.
إعلامي وكاتب مستقل
[email protected]
أقرأ ايضاً
- خارطة طريق السيد السيستاني
- خارطة طريق السيد السيستاني
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة