حجم النص
بقلم علي محسن الجواري
لكل شعب وامة من الامم مواريثها الثقافية وتقاليدها الاجتماعية التي تعتز وتفتخر بها ، ولقد كان العرب في غابر الايام كغيرهم من الامم لهم ما ذكرت واهم ما يميزهم حينها الشعر الذي كان لسانهم وعلامتهم المميزة اضافة الى كرمهم وفراستهم ، وكان لهم كذلك سلبيات كالغزو فيما بينهم وعبادتهم للاصنام والكثير من الامور، وعندما جاء الاسلام الحنيف ازال السلبي من تقاليد العرب واقر مجموعة منها كما يذكر المؤرخين واهل العلم ، وما يهمنا في موضوع التقاليد والموروثات هي اننا مسلمون وعرب ناخذ الجانبين لنطور ونطبق سلوكياتنا مستلهمين تاريخنا المشرف ، وقد قراءت قصة مروية عن اليهود ووجدتها في ادبياتنا الاسلامية ، وهو ان بني اسرائيل قد اغضبوا نبيا لهم هو على الارجح انه موسى عليه وعلى نبينا واله الصلاة والسلام فتوجه الى ربه داعيا عليهم وقد ضن ان العذاب سيقع عليهم وينتقم الله تعالى منهم فلما عاد وجدهم على حالهم بل وازدادوا خيرا ، وقد كان وعدهم بعذاب الله تعالى ، فرجع الى ربه معاتباً قال : رب انهم ازدروني واغضبوني وتوجهت اليك لكي تادبهم فاذا بك تتركهم بل وتزيد نعمائهم ، فقال تعالى : يا موسى ، لما اتاهم نذير عذابي وعلاماته رئيتهم قد تراحموا بينهم وانحنى كبيرهم عطفاً على صغيرهم ووقر صغيرهم كبيرهم ، افيكون عبادي ارحم مني ، وانا ارحم الراحمين.
وبما ان شهر رمضان الكريم على ابوابنا يقف ، احببت ان اطرح موضوع غلاء الاسعار في رمضان بما يثقل كاهل رب الاسرة وللامانة اقول وهو رأي شخصي كثيرا ً ما ألام عليه وانتقد بسببه اني لا اتفائل بقدوم الشهر الفضيل ، فكثير من النفوس تشح ويتسارع كبار التجار وصغارهم ل رفع الاسعار واحتكار المواد الاساسية التي تدخل في القائمة الرئيسية لفطور الصائم كالعدس والتمر والرز والضحية طبعاً هم الاسر الفقيرة والبسيطة وان كان الغلاء لا يقتصر عليهم الا انه لا يتناسب مع مدخولاتهم الشهرية مما يؤدي الى عجز في ميزانية الاسرة،وقد كنت اتمنى كل عام ان يبادر التجار الى تخفيض الاسعار الا انهم ابوا الا يبقون على سلوكياتهم التي اكتسبوها من زمن الحصار الاقتصادي ، وما زالوا يمارسونها رغم زوال الحصار وخروج العراق من طائلة البند السابع وخروجه من تصفيات كاس العالم ايضا ً.
الا ان المكرمة السخية من لدن الحكومة الموقرة ممثلة بوزارة التجارة بتوزيع نصف كيلو من مادة العدس لكل مواطن وهي كمية كبيرة نسبياً قد سدد ضربة موجعة للتجار وربما بادرت وزارة الزراعة بتوزيع نصف كيلو من التمر العراقي على المواطن وبمعدل فردتين تمر لكل يوم وكما هو معروف ان التمر صحي للصائم رغم انه قد يسبب السكر ، ان محاولات الكثيرين من اعداء العملية السياسية لتشويه سمعة الحكومة واتهامها باهمال المواطن قد دحض تماما ً ، وها هو نصف كيلو العدس شاهد على كلامي ، لكني بقيت متحيرا ازاء سؤال اعتبره مهم : هل ان النصف كيلو عدس سيوزع على كل العراقيين ام انه للمسلمين فقط ؟ وما هو مصير المنتمين الى باقي الاديان .
انني ادعوا من خلال كلماتي هذه كل من يقرائها ان يقف متاملاً في معاني الصيام واهميته ليس للمسلمين فقط بل لانه فرض في كل الاديان السماوية بل وحتى في الاديان الوثنية ، لانه عمل تهذب فيه النفوس ويكبح فيها جماح الشهوات والملذات ، اضافة لكونه طاعة وامتثال لامر الخالق عز وجل ، ومواساة لمن قتر الله عليه رزقه ، وادعوا الحكومة العراقية الموقرة ووزارة التجارة الى ان تحفظ ماء وجهها و(ان تخجل ) ، فالشعب العراقي ليس شحاذا ، والا انطبق عليها المثل الشعبي (ان لم تستح فاصنع ما شئت).. سلامي
إعلامي وناشط مدني
أقرأ ايضاً
- ليلة النصف من شعبان ظاهرة إيمانية
- أقول لمن قال وهذا واقع الحال.. الإعلام غير منصف مع كربلاء.. نعم.. قلت حقاً ونطقت صدقاً
- الايزيديون من ينصفهم ؟