- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وماذا بعد تمسك المتظاهرين بمطالبهم ؟
حجم النص
بقلم :عمار منعم
ذكر تقرير نشرته مجلة فورجن بوليسي (Foreign Policy) الأمريكية ( اليوم يحشد السكان السنة ضد الأمر الواقع ويقدمون مطالب طائفية محددة، بالإضافة إلى ذلك فان المتظاهرين السنة يدعون للإطاحة بالنظام مستخدمين شعارات حولت الربيع العربي الى صناعة شعبية ) وبعيدا عن التسميات الطائفية لو أردنا مناقشة هل يمكن تنفيذ جميع مطالب المتظاهرين , ولا سيما ان الحكومة صرحت بأنها أنجزت 80 % من المطالب التي يتعلق تنفيذها بالسلطة التنفيذية ولو فرضنا ان المتظاهرين استمروا في اعتصامهم الى ما لانهاية حتى وصل الأمر الى المواجهة المسلحة مع الحكومة هل من الممكن ان يتم إسقاط النظام وحل الدستور ولو درسنا واقع الثورات العربية او الربيع الأمريكي نجد ان هذه الثورات تمت بعد توفر ثلاثة شروط أولها وجود مطالب شعبية تخص عامة الشعب ولو ان المتظاهرين في العراق طالبوا بمطالب شعبية تهم بقية المحافظات لضمنوا امتدادا للإضراب وعمقا جماهيريا على عكس ما يجري ألان , اما الشرط الثاني فيتمثل بإسناد الجيش والمنظومة الأمنية لهذه التظاهرات وهذا ما لا أتوقعه ان يحصل حاليا او على المستوى القريب ولا سيما ان المطالب لا تخص الجيش من قريب او من بعيد , اما الشرط الثالث فيتمثل بانسحاب النخب السياسية وإعلان اندماجها مع المعارضة وهذا الامر لا اظن انه يحدث ألان مادامت بعض المطالب لا يمكن تطبيقها بسرعة وعدم وجود قيادة واضحة للتظاهرات وعدم وجود رمز وانحسار التظاهرات بمنطقة جغرافية محددة بالإضافة الى ان المتظاهرين يرفضون اندماج السياسيين بهم لأنهم كشفوا ألاعيبهم ولأنهم لا يرغبون ان يكونوا جسرا يعبر عليه السياسيون الى رغباتهم ونزواتهم غير المشروعة وقد استبدلوهم برجال الدين إضافة الى هذه الشروط هنالك عنصر اخر ليس في مصلحة المتظاهرين الان وهو الاضطرابات السياسية في كل من سوريا والأردن والسعودية والكويت ما جعل هذه الدول تغض الطرف عن الملف العراقي لأنها انشغلت بمشاكلها الداخلية وأصبحت تخاف من انتقال او تصدير الثورة اليها , مما تقدم يتوجب على المتظاهرين إدراك انهم يجب ان يعدلوا من مطالبهم اولا لكي تصبح اكثر شعبية تعبر عن هموم عموم العراقيين مطالبين بالعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات والى اسقاط الامتيازات ومحاسبة من اثروا على حساب المال العام لكي يحققوا مطالب تخدم وتبني العراق لان تمسكهم بشروطهم الحالية سيؤدي الى احتراق الجميع بنيران الحرب الأهلية وربما يؤدي ذلك الى تقسيم العراق .
ammar.muneam_(at)_gmail.com
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير