بقلم : علي السبتي
موقف شغل بالي لأشهر واليوم أكتمل ... وقصص غريبة لعلاقات الهاتف المحمول ( الموبايل)
بدأت الحدث حين كانت درجات الحرارة تقارب الـ(50مئوية) ولا عجب فهو وقت الظهيرة في العراق، أيام شهر آب أي (أغسطس)، والساعة كانت تشير إلى الثانية ظهراً، وقد وفقت للخروج من منزلي قاصداً حاجة ما ( خوش توفيق) ، فلفت نظري شاب أعرفه فهو من ذات الحي الذي أعيش فيه، وكان يسير غير آبه بحرارة الشمس وهو يتكلم بهاتفه المحمول ويبتسم ابتسامات عريضة، عجيب أمره ألا يشعر بحرارة الجو، ولكن لا علينا فهو شاب وقد يكون يمر بفترة مراهقة وقد يكون قد عشق والعشق كما يقال ينسيك ما يدور حولك، ولكن أن تصل الحالة إلى أن أدنو منه في المسير ولا يشعر بي !!! غريب.. المهم ( خلي براحته) .
ولكن حين ضاقت المسافة بيننا وإذا بي أسمعه يتحدث بغزل وكلمات معسولة فقلت هذا هو السبب، من عدم الشعور، "ولكنه صغير السن على هذه الأمور" لنحمله على محمل حسن فقد يكون كبر قبل أوانه، وفجأة أنتقل الحوار من الغزل إلى كلام كبير ( كلام كبييير أوي ) فالذي يحدث (شلابسة ووين أنتي هسه و.... طووووووط) وأعتقد فهمتم.. لو تردون أحجي؟؟.
بعدها أحس الشاب بوجودي فخجل مني، ولكني كسرت طوق الخجل برد السلام بلطف ومازحته باللهجة العراقية ( أمورك عدله غركان بالحب) فأجاب ( تصدك مشايفه بس عندي رقم تلفونه)!! فقلت ( كل هذا الحجي ومشايفهه،،، يمعود أستر علينه مو أنتم .... طووووط) فقال عادي فكل الشباب في هذا الوقت هكذا يفعلون، ونحن نتبادل أرقام البنات ونسهر معهن في الليل ونتسامر( بس ها تره سمر معدل)، فقلت ومن يتصل قال أنا أو أبعث لها برصيد حتى تتصل بي ، وفي بعض الأحيان بعضهن من يتصل ولكن هذا نادراً..
حداثة الجيل الصاعد وثقافات "........" ( عمي ما نريد نكول دخيله لا نتهم بالرجعية)، ولكن طبع هذا الموقف في عقلي وتبادر لذهني الكثير من الأسئلة ، كيف يكون شكل هذه الفتيات؟ وأين أهلهن، وما يدفعهن إلى هذا العمل، وكم أعمارهن، وووو ..إلخ.
ولكن... اليوم كان يوم السعد وتعرفت على الطرف الثاني من هكذا علاقات ( صلوات على محمد) .
بدأ الحدث حين راجعت أحد دوائر الدولة وعند السؤال عن المدير ( وأكيد ما يكولولك أدخل كبل لازم تنتظر فترة لأن ما يصلح خاف ينجبس المدير) المهم لا علينا من المدير، وأنتظرت فرج الدخول، وإذا بعاملة خدمة في تلك الدائرة، كبيرة السن (ولا عيب في العمل العمل شرف) ولكن لم تحمل شيء من محاسن الجمال، ولا ذنب لها الله قد خلقها هكذا.
وبالإضافة إلى عملها استغلت جزء صغير من الدائرة تعد فيه الشاي وغيره للموظفين، ولكن بعد خمس دقائق رن هاتفها وكان صوت الرنين أغنية كتبت كلامتها من ( بحر الخرط: وهو أحد بحور الشعر الحديث) ثم دخلت السيدة العاملة إلى هذا المكان الذي كانت قد خصصته لها وبدأ الحديث وما أدراك ما كان الحديث.... الله لا يسمعكم...لو تردون تسمعون؟؟..
فقد بدى صوتها وكأنها شابة في العشرين من العمر وهي تقول بخجل ودلع( أني مو زعلانة عليك مو كتلك لتتصل بيه شكد تلح أنت يامجنون )، صعقت وصدمت ( وداس عليه لوري)، هذه العجوز هذا صوتها وهذا كلامها، ثم انتقلت بالحوار بينها وبين المتصل (عفيه كلش مزعوجه عوفني هسه وتره المراجعين واكفين خلي أخلص شغلهم) (وصاحبنا المتصل يمكن ظل يلح عليه يريد يصالحه)وبعد فتره حن قلبها عليه وقالت( ديله عود من أطلع من الدوام أدك لك مسكول أي ترميشة وأي مدري شنو ، وإذا صالحتني بالليل نسهر سوه) وأنتهى الحوار وعادت لتكمل تنظيف باقي أجزاء الدائرة .
فيا سادتي الحكم لكم .... إلكم ليش إلكم يجوز أنتم هم مثل صاحبنه تمشون الظهر ... عذرا سادتي أن تجاوزت ولكن هي ظاهرة فعلا بدأت تدق ناقوس الخطر بين شبابنا المراهق.
أقرأ ايضاً
- القوى الكبرى.. حرب ساخنة أم باردة ؟
- العنف.. سلوك يؤدي الى تدمير المجتمع العراقي على نار ساخنة
- الملفات الساخنة …. و حلولها الناعمة