- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما فائدة الحديث عن ما بعد الظهور؟
حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
عدة محاور للقضية المهدوية فيها الخلاف وفيها الاتفاق ويمكن جعلها على محورين محور قبل الظهور ومحور بعد الظهور ، قبل الظهور هو ما نحن عليه اليوم وبعد الظهور هو دراسة استنتاجية للاحاديث التي دونها التاريخ بخصوص علامات الظهور وعصر الظهور وهذا الاستنتاج هو ايضا محل خلاف ولكن ليس بقوة محل الخلاف بخصوص ولادته ، بالتسميات العمومية الكل متفق ولكن بالتفاصيل الاغلب مختلف، فمسالة ان تملا الارض ظلما وجورا هذا متفق عليه ولكن درجة الاملاء ومكان الاملاء هذا هو المجهول ويحاول البعض التنبوء بهذه العلامات اما بعد الظهور فهذا الامر الذي كثيرا ما يعول عليه بعض الباحثين والكتاب والخطا مضمون في هذه الابحاث وفي نفس الوقت ما الفائدة المرجوة من هذه التاويلات وكيف يمكن لنا اثباتها او نفيها ؟ الاثبات هو ان تعيش الحدث وهذا الامر لا يعلمه الا الله عز وجل والنفي هو الطعن بالحديث او رفض التفسير وهو بين هذا وذاك يزيد الخلاف فلماذا لا ندع هذا الامر لساعته وعلينا العمل على ان نكون بافضل صورة يرتضيها الامام المهدي عليه السلام عند الظهور؟ لماذا لم نقوم بحملة توعية لمن يعتقد بان مهمة القضاء على الظلم والجور هي من اختصاص الامام المهدي عليه السلام فقط؟ وبهذا نعطل شرع الله عز وجل ونركن الى الياس والقنوط وتعطيل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الظلم والجور ليس له هوية او مخصص بشريحة معينة من المجتمع البشري وكذلك العدل والاحسان فهو صفة عامة يستطيع ايا كان ان يتصف بها فالذي يُنتقد او يُمتدح هو الشخص نفسه لا اهله هذا بالنسبة لمن يقوم بالفعل معروفا او منكرا اما التنبوء بمن يقوم بالفعل فهذه محل نقد والافضل عدم الخوض فيه لانها لا تجدي نفعا .
يبقى علينا ان نعيش الامل اي امل الظهور ونسال انفسنا سؤال لو ظهر الان الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هل سيرضى عنا ام لا ؟ وهذا السؤال اجابته سهلة جدا فالذي يعلم انه ملتزم بتعاليم الشارع المقدس قلبا وقالبا فانه من المؤكد سيكون من انصار الامام المهدي اما الذي يشكك في عمله او انه متقين من فسقه فانه كثيرا ما يطعن بفكرة الامام المهدي ويحاول اثارة الشبهات على الفكرة المهدوية لانه يخشى القصاص والا لو كان متقين من عدم الظهور لم الطعن بمن يامل الظهور؟
هنالك كم من الاحاديث التي لا يرتضيها العقل تتحدث عن ما سيقوم به الامام حال الظهور، وفي نفس الوقت اصبحت الحجة لدى الاخرين في انتقاد الفكر المهدوي لدى من يعتقد بهذه الاحاديث، اليس الافضل تنقيتها واذا صعب علينا الامر فالسكوت عنها اولى والتاكيد على تثبيت دعائم الاحسان والعدل ؟ هنالك عقول فاسدة تفسد في الارض بحجة تعجيل الظهور ومثل هذا الراي لا يتبناه الا الفاسدون وابو جهل افضل منهم، فالذي يفسد حتى يعجل الظهور نقول له لو ظهر الامام هل ستكون انت بمناى عن عقوبته ؟ فالاستقبال والانتظار يكون بالعمل الصالح والثبات على مذهب الامام المهدي والذي هو مذهب ابائه وجده وهو ما عليه الكثير من علمائنا واتباع اهل البيت عليهم السلام وما يقذف الغير من اتهامات فهي باطلة ومردودة .
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر