حجم النص
يقضي الرئيس المحبوب جلال طالباني جل وقته في تهدئة الصبيان المتنازعين من السياسيين الطائشين، وفي أوقات أخرى يغادر الى العلاج في الخارج ،والوجهة ربما تكون الولايات المتحدة ،أو المانيا.
لم تؤثر حالة المرض ،والتقدم في السن، وطبيعة الصراع السياسي في تحجيم دور الرئيس القادر على الدوام في أن يقلب المعادلة ويرجح كفة فريق على آخر، ولعل موقفه الرافض لسحب الثقة عن رئيس السلطة التنفيذية نوري المالكي وخذلانه لشريكه البارزاني وبقية الحلفاء في المشروع يؤكد قدرته عل توزيع الإبتسامات، والوقوف على مستوى واحد من جميع الأطراف ،وعدم إنحيازه لطرف على حساب طرف آخر.
لكن الرئيس في وضع صحي غير ملائم لا يمكن للإبتسامة أن تخفي آثاره، ولا للمساعدين أن يكتموه عن سائل الإعلام المتربصة في كل واردة وشاردة، وهنا يبرز التساؤل الملح في خضم الصراع الكردي الداخلي بين الحزبين الرئيسيين، وصراع القوى الكردية مع بقية المكونات ، من هو خليفة طالباني في زعامة الإتحاد الوطني، وفي منصب رئيس الجمهورية الذي بقي للرئيس فيه سنتان قد لا يستطيع تمضيتهما في حال تدهورت حالته الصحية أكثر خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ؟
مستبعد تماماً أن تسمح القوى السياسية في مدينة السليمانية المعقل الرئيس لحزب جلال طالباني بأن يبرز خليفة من غير الإتحاد الوطني، أو على الأقل من حركات المعارضة في المدينة ،أو يسمح لحزب بارزاني بأن يحصل على المنصب الرفيع مهما كانت الظروف، خاصة وإن جذور الصراع بين القوتين الأكبر تمتد في عمق أرض كردستان.
وأغلب الشخصيات السياسية في حزب الرئيس لم تبرز خلال السنوات الماضية أو أن يرشح منها خليفه له في أيّ من المناصب الكبرى التي كان يشغلها على مستوى الحزب أو الاقليم أو الدولة، لكن شخصية كالدكتور برهم صالح الذي تولى نيابة رئيس الوزراء في حكومة المالكي الأولى، ومنصب رئيس حكومة الإقليم، وتولى ملفات تفاوض عديدة طوال السنوات التي أعقبت الإحتلال الأمريكي، تبدو الأقرب الى تكهنات المحللين والمطلعين على الشأن السياسي في الحزب الوطني والإقليم والدولة فهو يحتفظ بعلاقات طيبة مع كافة القيادات الشيعية والسنية على السواء، وهو ماكر للغاية ويتمتع بكاريزما موائمة للتحول السياسي وطبيعة الحراك السائد في المنطقة ،عدا عن علاقاته مع عواصم الإقليم ودول الجوارالعربي، ولديه خبرة جيدة تمكنه من أن يؤدي مهامه بصورة مرضية، ليحقق نوعاً من التوازن بين مصلحة الإقليم والمركز دون أن يتسبب بأية مشكلة كالتي تسبب بها غيره من السياسيين الذين لا يملكون الكثير من المران والخبرات، صالح، سيكون مقبولاً للقوى المؤثرة في المشهد السياسي في بغداد، الأمر الذي يمثل عاملاً مساعداً له لينجح في المهمة المقبلة وهي الرئاسة هنا وهناك.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته