حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
نوري السني ونوري الشيعي هما افضل من تراس الوزراء في العراق وكلاهما تلقيا كلمات لاذعة ولم يتخذا اي اجراء ضد من تهجم عليهما . نوري السني كان قمة في الديمقراطية التي يتحدث عنها سياسو القرن الواحد والعشرين فكم من مرة تلقى كلمات بذيئة ولم يرد عليهم ولعل عبارة او هوسة ( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانة ) من اكثر الهوسات التي انتشرت في العراق بعد 1948 ، فعندما يسمعها نوري السعيد يضحك ويقول اذا انا افضل من صالح جبر، لقد ظهر نجم نوري السعيد لدهائه وهدوئه ومزاحه وتقبل الراي الاخر على اقل تقدير في زمانه ومن حكاياته يذكر لنا التاريخ انه تصدى له يوما النائب عبد الجبار جومرد في المجلس انذاك وبدا يخطب وينتقد السعيد قائلا هذا البلد الحضاري، بلد هارون الرشيد، انظروا ما آل اليه على يد هذه الحكومة الفاشلة! وقف السعيد ليرد عليه موجها كلامه لاعضاء المجلس فقال: حضرة النائب يشير الى بلد الرشيد. يا سيدي المحترم نحن لم نستلم حكم العراق من يد هارون الرشيد. استلمناه من يد العثمانيين!!! وضج المجلس بالضحك والتصفيق وهذا دلالة واضحة على اجرام هذه الدولة بحق العراقيين والعراق .
حادثة اخرى في نفس المجلس عندما تهجم محمد رضا الشبيبي على حكومته وبعد انتهاء الجلسة التقيا الاثنين الشبيبي والسعيد فقال له السعيد : اخذه مني والله اذا سقطنا واجا غيرنا يحكمكم، راح تشوفون كيف شرطتهم تجي في منتصف الليل وتاخذ بناتكم من بيوتكم وما تقدرون تفكون حلوقكم.
وحدث ما قال السعيدعندما تسلم البعثيون الحكم. فداهموا بيت الشبيبي وأخذوا ابنته. لم يملك الشيخ غير ان يذهب الى عبد السلام عارف البعثي الطائفي ليوسطه في الموضوع. كان من اول ما قاله له ان استذكر كلمات نوري السعيد فرواها له.. راح يجون لبيوتكم وياخذون بناتكم وما تقدرون تفكون حلقكم وتعترضون. عبد السلام عارف صنيعة ورفيق عبد الكريم قاسم الذي ليس له بعد نظر فيقتل هذا ويقرب ذاك ويتهجم على طائفة والنتيجة انه قتل علي يد رفاقه
اليوم يتكرر المشهد مع نوري المالكي ففي الوقت الذي يستانس نوري السعيد بكلمة قندرة ، المالكي عندما تطفل احد الصحفيين ورمي حذائه على الرئيس الامريكي بوش لم يفعل به ما لو حدث نفس الحدث مع طاغية العراق او احد الطامعين اليوم بمنصب رئيس الوزراء.
يوميا تخرج علينا وسائل الاعلام تحمل بين طياتها مكب لنفايات تصريحات ضد المالكي من قبل من ضرب مصالحهم الخبيثة في النيل من هذا البلد ، لحد الان والمالكي لا يريد ان يفتح جبهته للتصريحات بالرغم من ان البعض ممن يؤيد المالكي بين الحين والاخر يرمي بتصريح بسيط ضد هذا او ذاك ولطالما يرفضون المواجهة العلنية في مؤتمر وطني فهذا يبرر موقف المالكي اتجاههم .
نفس العبارة التي قالها السعيد للشبيبي هي بعينها تدور في خلد المالكي ومن يؤيد المالكي وسيقولها المالكي للاخرين ولو لاقرانه في نفس التحالف وسيقولون ما قالته المرجعية ولات حين مندم
أقرأ ايضاً
- جريمة إهمال الأسرة
- أيهما أقل ضرراً: ترامب أم بايدن؟
- ايهما اكثر تأثيرا على الاقتصاد العالمي .. حرب روسيا اوكرانيا ام حرب غزة ؟