بحضور جمع غفير من زعماء العشائر العراقية في الفرات الأوسط وبغداد والرمادي ومباركة ممثل اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي الشيخ علي بشير النجفي، وتحت شعار "دائرة المعارف الحسينية تتألق في سماء الموسوعات العلمية"، استضاف ديوان الشيخ مالك كامل حبيب ألبو حسون الفتلاوي في قضاء الهندية (طويريج) بمحافظة كربلاء المقدسة، وبالتنسيق مع المركز الحسيني للدراسات بلندن ندوة ثقافية حوارية عامة في الأول من شهر تموز يوليو 2012م، إطلع الحاضرون على جوانب من دائرة المعارف الحسينية ونتاجات راعيها الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي في المجالات الأخرى.
بعد تلاوة من آي القرآن الكريم تلاها السيد حسين الصافي، تطرق الشيخ مالك ألبو حسون الفتلاوي إلى معنى إحياء أمر الرسالة الإسلامية، مؤكداً على دور الموسوعة الحسينية في البناء والصلاح والإرشاد بوصفها المصداق الأكبر لحديث الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).
الشيخ علي بشير النجفي من جانبه ركز في كلمته على الجانب العقيدي في النهضة الحسينية والعلاقة مع حركة الإمام المهدي المنتظر الذي سيتولى الإنتصار للنهضة الحسينية من خلال إحياء رسالة الإسلام وبث السلام في العالم وهداية البشرية، معتبرا في الوقت نفسه أن الجهود الكبيرة التي يبذلها الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي في كتابة مجلدات الموسوعة الحسينية غير قابلة للتثمين فهي: (موسوعة مباركة بقلم العلامة الجليل الشيخ الكرباسي وهي أوسع ما كُتب في القضية الحسينية، وهي موسوعة تلقت التقريض والثناء والمديح من قبل مراجع التقليد وكبار العلماء، حيث قرَّضوا لها وكتبوا عنها وأشادوا بمؤلفها بما يرضي الله لأنَّ فيها حفظاً لنهضة الحسين عليه السلام وما نتج عنها من تراث وعلوم).
في الإطار نفسه وجد رئيس لجنة الشهداء والسجناء السياسيين في مجلس النواب العراقي الشيخ محمد الهنداوي: (إنَّ الحسين(ع) كله عطاء والاتصال به هو اتصال بالإنسان والإنسانية ولذا ينبغي التعرف على الحسين(ع) حتى نعيشه إنسانياً، وهذا ما تفعله دائرة المعارف الحسينية التي تمثل قبساً من أشعة الحسين(ع) ونوراً من أنواره ومعلماً من معالم النهضة الحسينية الشريفة ونتاجاً له). مؤكدا: (إنَّ الموسوعة الحسينية تمثل بحق إنتاجاً لرجل فكَّر بعمق فأبدع، كما لا يمكننا أبداً أن ننسى فضل الفقيه العلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي أحيا القضية الحسينية حين تناولها بكل معانيها، كما أن دائرة المعارف الحسينية تمثل آخر ما توصل إليه العقل البشري في مجال التأليف).
أما موفد دائرة المعارف الحسينية إلى العراق الدكتور نضير الخزرجي فإنه تناول الحديث عن الموسوعة الحسينية من جوانب مختلفة، مسلطاً الضوء على بعض التفاصيل غير المعروفة في حياة الفقيه الكرباسي الذي لا ينام إلا أربع ساعات في اليوم، منوهاً إلى أن الموسوعة الحسينية التي بدأت منذ محرم عام 1987م بدأت ببذرة وانتهت في عام 2012م بنحو 700 مجلد طبع الجزء الأول منها عام 1994م فيما طبع الجزء 77 منتصف عام 2012م، وهي موسوعة في ستين باباً من أبواب المعرفة الإنسانية، وستزداد أعدادها لأن الكثير من أبوابها مشرعة غير مغلقة.
وعرج الدكتور الخزرجي الناشط في المركز الحسيني للدراسات بلندن على النتاجات العلمية الأخرى خارج دائرة الموسوعة الحسينية، منها موسوعة "الشريعة" وهي في ألف عنوان صدر منها 22 شريعة من مجموع أكثر من 400 مخطوط، وموسوعة "الإسلام في ..." وهي بعدد دول العالم صدر منها 6 كتب، والتفسير المسترسل، وثلاثة أجزاء في الأوزان والعروض والبحور تمثل طفرة نوعية في مجال النظم. كما تطرق إلى أدب الطريق الذي تبناه الكرباسي في نظم أربعة عشر ديوان شعر أنجزها خلال رحلته اليومية من الدار إلى المركز الحسيني للدراسات وبالعكس، وغيرها من المؤلفات.
وانتهت الندوة الثقافية بكلمة شكر قدّمها الأستاذ هاشم الطرفي، كما تخللها قصائد من الشعر القريض والدارج للشاعر ميثم عبد الأمير الفتلاوي، وثائر سلمان الفتلاوي، والشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز مختار شَبين قرأها بالنيابة الأديب الدكتور حسين أبو سعود وهي قصيدة مخصوصة في الثناء على كل عامل في طريق تحقيق أهداف النهضة الحسينية، كما أهدى راعي الندوة درع الإبداع لرئيس وفد دائرة المعارف الحسينية.