حجم النص
عادةً ما تكسب العلاقات العامة أهمية خاصة لجميع المراكز والمؤسسات في هذا العصر، وخصوصاً تلك التي تعمل في الأوساط المتحضرة وذلك للتعريف والتعرف والاتصال مع ثقافات تلك المجتمعات، ولأن البعض قد يتخذ من العلاقات العامة وسيلة لنشر أفكاره ومعتقداته، فقد تبنى العراقيون المغتربون تعريف تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) من خلال أنشطتهم المؤسساتية وعلاقتهم المجتمعية وإقامة محافل تعريفية بالدين والشريعة المحمدية الأصلية أشار إليها الآخرون إنها بوادر خيرة تسعى من خلال توظيف كفاءة القائمين عليها بنشر فكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام).
(وكالة نون) سلطت الضوء على دور العراقيين المغتربين الذين يقطنون في السويد على وجه الخصوص، وكانت لها لقاءات بهذا الخصوص مع ثلة من العراقيين المعزيين والمتواجدين في زيارة الأربعينية المباركة حيث أقاموا موكبا خدميا باسم الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، كان أول اللقاءات مع الزائر علي كاظم (42) عاما، والذي يسكن السويد من عشرين عاما بعد أن رحل من العراق الى سوريا بسبب الكبت والطغيان الذي لقاه الشيعة في العراق من النظام البائد برفقة أصدقاءه.
وقال كاظم "مما أولاه العراقيون من اهتمام على الصعيد الثقافي نشر الثقافة المحمدية وتعاليم الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وكانت بوادرنا بهذا الخصوص على مراحل بدأت من ضرورة التعايش في مجتمع لا يلي الإسلام أدنى أهمية، بالرغم من انتشار الكثير من الأخلاق الحميدة والسجايا الفضيلة فيما بين المواطنين في تعاملاتهم واحترامهم والوقت والآخرين، مما حدا بنا كمغتربين أن نبرز حسن نوايانا والأخلاق التي جملنا بها الإسلام وزرع الثقة فيما بيننا".
وأضاف كاظم "كانت المرحلة الثانية أن نؤسس جمعياتنا ومؤسساتنا لتكون مركزا نبرز من خلاله فكر وعقيدة أهل البيت (عليهم السلام) مما دفع هذا الأمر بجميع العراقيين في تبني حملة منظمة لإقامة وتوطيد العلاقات مع المجتمع السويدي والشخصيات الفاعلة هنالك، وبدأنا بتأسيس مكاتب للعلاقات العامة للتنسيق ودعم المسلمين الشيعة في إقامة علاقات طيبة لهم مع مختلف المؤسسات، ولإظهار الجوانب الايجابية والمشرقة لجمهور المسلمين الشيعة ومؤسساتهم وتراثهم".
حسين كريم حاتم (45) عاما، الزائر الثاني الذي حدثنا عن برامج المؤسسات الشيعية في السويد فقال، "تعددت المؤسسات والحسينيات والجمعيات الشيعية في السويد ولها برامج تختلف في أبعادها الستراتيجية لكنها تصب في اتجاه واحد هو نشر وإحياء فكر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومن الحسينيات حسينية الحوراء زينب (عليها السلام) الكائنة في مدينة (فيستيروس) ومن أنشطتها الاهتمام بتربية أجيالها وإقامة الشعائر الحسينية، ومن الجمعيات الجمعية الشيعية في مدينة (مالمو) وتتميز نشاطاتها بإقامة المناسبات الدينية وعقود الزواج وإقامة الصلاة جماعة يوميا وعلى رأس نشاطاتها الاهتمام بالشباب وإقامة المحاضرات بعد صلاتي المغرب والعشاء، وكذلك جمعية الإمام الحسين (عليه السلام) فبالإضافة الى إقامتها الشعائر الحسينية تعمل على نشر الثقافة الشيعية والاعتناء بالشباب الشيعي وبالأطفال وتشاطرها في مدينة كريستيان إستاد جمعية الإمام الهادي (عليه السلام) الإسلامية الثقافية، في تثقيف العراقيين المقيمين في السويد وإقامة المحاضرات الدينية والعلمية والثقافية وإقامة برامج خاصة للأطفال".
وتابع حاتم "من بين المراكز المهمة في نشر الوعي والفكر الإسلامي معهد الرسول الأكرم للقران الكريم في مدينة (لينشوبنك) والذي دأب على عمل الدورات القرآنية بشكل مستمر منذ تأسيسه، ومنها دورة الرسول الأكرم صلى الله عليه واله للقران الكريم في تعليم الأولاد دون العشرين من العمر القران الكريم وتحفيظه وتفسيره، كما يقوم المعهد بتعليمهم أمور الدين بما يتطابق والدين الإسلامي ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) وكذلك الأمور الأخلاقية للحد من انجرارهم في تيارات الكفر، كما يقوم بإحياء المناسبات الدينية من ولادات وشهادات وأمور أخرى والتعريف بال البيت النبوي الطاهر وكذلك مبادئ الفقه ومبادئ اللغة العربية".
من بين أهم المؤسسات والتي تفرد الحديث عنها، وأشاروا لها بالبنان والعرفان مؤسسة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في مدينة (مالمو) والتي أخبرنا عنها أحمد محمد الملا عما تبرزه من دور فعال في السويد فقال، "هي مؤسسة ثقافية إسلامية تابعة لمركز الارتباط لسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في لندن وتزخر هذه المؤسسة بالبرامج الثقافية المهتمة بأمور الجالية المسلمة"، مبينا إنها "مؤسسة أخذت على عاتقها كثير من المهام منها الجانب التعليمي للأولاد في تدريسهم اللغة العربية والقران الكريم وإقامة الشعائر الإسلامية وحل المشاكل الاجتماعية وإقامة الندوات التثقيفية للجالية وتأسيس مكتبة عامة وكما هناك نوادي رياضية للشباب وإصدار مجلة فصلية تهتم بالأمور المفيدة للجالية في أوربا".
وأضاف الملا "كذلك من المراكز المهمة مجمع أهل البيت (عليهم السلام) في مدينة (استوكهولم) وله نشاطات مستمرة منها إقامة الشعائر وعقد الندوات والمؤتمرات العلمية والثقافية الإسلامية للتعريف بالإسلام ومعالم الدين، وتأسيس المدارس الإسلامية لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية والعلوم الإسلامية، وتأسيس المدارس الرسمية الأكاديمية والحوزوية، وتوزيع الكتب الإسلامية بهدف تيسير منابع المعرفة بالإسلام، وتأليف وترجمة وطباعة الكتب والمنشورات الإسلامية باللغة السويدية واللغات الأوربية ضمن دائرة نشاطات المجمع ومن أهم أنشطتهم إقامة المخيمات الطلابية والعائلية والدورات الرياضية في موسم الصيف والعطلات الرسمية بهدف توطيد الأواصر الاجتماعية والثقافية بين المسلمين في هذه البلاد".
تقرير: حسين النعمة
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- مشروع الـ1000 مدرسة.. تعرّف على حصص المحافظات من المدارس المنجزة مؤخراً (فيديو)
- العتبة الحسينية توزع ادوية ومساعدات على النازحين في برج ابي حيدر في لبنان (فيديو)
- مكتب السيد السيستاني ينشر استمارة لتسجيل المرضى النازحين في لبنان لمعالجتهم (سجّل من هنا)