حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
احد الاساليب التي من خلالها يتم تشخيص الحديث الموضوع هو ان هنالك احاديث يتم وضعها من قبل الوضاعين عن رسول الله (ص) لم يستشهد بها احد في حياة وبعد وفاة رسول الله (ص) منها على سبيل المثال الحديث الذي انفرد به الخليفة الاول ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ...) فلم يستشهد به ولا خليفة من بعده الذين اغتصبوا فدك بل البعض منهم اعادها الى ذرية رسول الله من ولد فاطمة عليهما السلام .
الامر بعينه هذا ينطبق على حديث العشرة المبشرة الذي لم يذكره ولم يتداوله الخليفتين لا في السقيفة ولا في اي حوار لهما مع مخالفيهما ، ومثل هذه الاحاديث فيها فائدة واحدة ومهمة انها تستخدم دليل ادانة للوضاعين وتكشف نفسيات الاطراف ذات العلاقة بالاحاديث الموضعة ، ونظرة متانية على هذا الحديث فاننا نستنتج منه خفايا قريشية تستهدف ال بيت النبي عليهم السلام .
بعض المصادر ذكرت تسعة مبشرة ولم تذكر عشرة منها صحيح ابن حيان 5/454ومسند احمد 1/188 حيث ذكر سعيد بن زيد تسعة وسكت فقالوا له انك قلت عشرة فمن هو العاشر فقال انا !!! واما ابو ماجة فانه جعلهم تسعة واسقط عنهم ابو عبيدة الجراح ثالث الثلاثة الخليفتين وهو ثالثهم .
كيف تم اختيار العشرة وما هي الاحاديث التي اعتمدوها في تثبيت هؤلاء العشرة ؟ لا يوجد حديث للنبي محمد (ص) يؤكد على التسعة باستثاء علي (ع) انهم في الجنة سواء احاديث عن منام رسول الله ، عن ابي هريرة : ان رسول الله قال بينا انا نائم رايتني على قليب وعليها دلو فنزعت منها ما اشاء ومن ثم الخليفتين .....الى اخر الحديث ، وحديث اخر عن ابي هريرة قال رسول الله بينا انا نائم رايتني في الجنة فاذا بامراة تتوضأ الى جانب قصر ..اتضح انه لعمر " البخاري باب التعبير 9/50
الملاحظ في هؤلاء العشرة لا يوجد بينهم ولا انصاري واحد فانها قرشية قبلية حشروا معهم علي حتى لا يقال عنها جاهلية نعم تم اختيار العشرة على اساس جاهلي .
هنالك احاديث نقلها البخاري وبقية صحاحهم تؤكد صراحة على دخول بعض المسلمين الجنة ـ بعيدا عن صحتها وضعفها ـ منها مثلا ام انس بن مالك الغميصاء قال عنها رسول الله انها في الجنة " مسلم ص 930" ، وعن رسول الله (ص) قال لبلال :سمعت دف نعليك في الجنة " البخاري 2/67 "، وكذلك عبد الله بن عمرو بن حرام وحتى ذكر مسلم في صحيحه عبد الله بن سلام اليهودي في الجنة على لسان رسول الله ولم يدخلوه ضمن قائمتهم .واما خديجة بنت خويلد فلها حصة من احاديث البشرى بالجنة .
بقي كيف تم اختيار هؤلاء العشرة ؟ ففي تحليل جدا لطيف للكاتب حسام شحادة بخصوص هذا الموضوع ذكر في كتابه قريش وعلي ص695 ان هؤلاء العشرة تم اختيارهم على راي عمر ومن غير ان يعلم عمر لان اختيارهم جاء بعد وفاة عمر والعشرة هم الستة الشورى الذين عينهم عمر عند احتضاره ، اضافوا لهم الخليفتين اصبحوا ثمانية واما ابو عبيدة الجراح فهو ثالث ثلاثة فقد روي ان رسول الله دخل المسجد النبوي فكان الثلاثة جالسون يتشاورون فيما بينهم فلما دخل رسول الله ومع علي نهضوا وتفرقوا وخرجوا من المسجد فقال رسول الله لعلي لو شئت لاخبرتك بماذا كانوا يتشاورون ...، واما سعيد بن زيد فهو راوي الحديث فذكر اسمه معهم ليصبح العدد عشرة .
لسنا بصدد ذكر سيرة وحياة كل فرد منهم لان هذا المجال لا يسع المقال ولا اعلم هل يجوز ان يقتتلوا فيما بينهم اذا كانوا ضامنين الجنة كلهم كحرب الجمل مثلا ؟