- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كويتي يستنجد بجده الحجاج للانتقام من العراقيين
كاظم فنجان الحمامي
لم أقرأ في حياتي مقالة أصلف وأبشع وأسخف وأسوأ من مقالة الموتور (مفرج الدوسري), ولم يخطر ببالي أن يصل الحقد على العراق وأهله إلى الحد, الذي تلجأ فيه الصحف الكويتية إلى الاستعانة بأشرس الطغاة والمجرمين للنيل من الناس في العراق والانتقام منهم, ولم نكن نتوقع أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه مثل هذه النداءات الكويتية العدوانية المتشنجة, التي تستنجد بالسفاحين والجزارين لقتل العراقيين وتعذيبهم وسفك دمائهم كلهم من دون استثناء.
ان من يقرأ ما نشرته جريدة (الوطن) الكويتية يشعر بالخجل من هذه الدعوات المتهتكة, ويشعر بالخوف والذعر من هذا الانحراف الأخلاقي المريع في توجه رجال الإعلام في الكويت نحو الاستنجاد بسفاح قاتل, سبق له أن حكم العراق بالبطش والقهر والظلم, وترك بظلمه ووحشيته بصمات سوداء مازالت تقبح وجه التاريخ بأفعاله الشنيعة, فأزهق أرواح الناس في البصرة والكوفة ونينوى وواسط, وقتلهم وشردهم قبل ولادة الكويت بعشرات القرون, ثم يخرج علينا موتور من صعاليك الكويت, ليتطاول على العراق, ويتهجم على شعبه الصابر, ويكتب مقالته على صفحات الصحف الصفراء بمداد الحقد واللؤم والكراهية, مقالة وقحة تحمل عنوان (ألو الحجاج), يجري فيها الكاتب (مفرج الدوسري), أو (مهرج السرسري) مكالمة هاتفية وهمية مع السفاح (الحجاج بن يوسف الثقفي), فيترحم عليه وعلى أيامه, ويقبل يده التي قطع بها رقاب الأبرياء من العراقيين, ويثني على أحكامه الجائرة, ويستعجله بالنهوض من قاع جهنم لينشر الرعب من جديد في المدن العراقية, وصدق من قال: شبيه الشيء منجذبٌ إليه, والزرازير على أشكالها تقع, فقد بات من المؤكد ان المستغيث والمغيث على مذهب واحد, وان كاتب المقالة من جنس الحجاج ومن طينته, ألا تبا لك يا (مهرج), وتبا لأعداء العراق كلهم, أتستغيث علينا بالحجاج يا خسيس ؟. ألا تعلم انه أول من رجم الكعبة المشرفة بالمنجنيق ؟, ألا تعلم يا سافل انه قتل في مكة عبد الله بن الزبير, وأرسل في طلب أمه (أسماء بنت أبي بكر), فأبت أن تأتيه, فقال لها الحجاج: (لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك من قرونك), فأبت وقالت: (لا أتيك حتى تبعث إلي من يسحبني من قروني), فقال الحجاج أروني سبتي, فأخذ نعليه, ثم انطلق حتى دخل عليها, وقال: (كيف رأيتيني صنعت بعدو الله), يقصد عبد الله بن الزبير, فبصقت بوجهه, وأهانته اهانة كبيرة يستحقها من كان على شاكلته.
ألا تخجل من نفسك يا مهرج وأنت تسمع هذه الرواية التي تكشف سقوط صاحبك الأعور ؟. ألم تعلم ان السيدة أسماء قالت في ذلك اليوم ابلغ ما قالته العرب, عندما صاحت بأعلى صوتها: (يا حجاج أما آن لهذا الفارس أن يترجل) ؟.
أتستنجد بالحجاج علينا وهو الذي قال عنه الخليفة عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمة بخبيثها, وجئنا بالحجاج لغلبناهم) ؟. أتستغيث بالحجاج علينا, وهو الذي بلغ ما قتله من العراقيين صبراً قرابة مائة وعشرين ألف قتيل (الترمذي 4/433) ؟. أتستعين علينا بالحجاج, وهو الذي قتل من الصحابة والتابعين ما لم يقتله أحد ؟. أولم تعلم يا مهرج أن صاحبك الحجاج قتل في العراق محمد بن سعد بن أبي وقاص (السير 4/349), وقتل عبد الله بن صفوان وابن مطيع (تاريخ ابن عساكر 565) ؟, وقتل الشيخ عبد الرحمن بن أبي نعم, وكان من الثقات (تهذيب التهذيب 2/560) ؟. وقتل عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري, وماهان الحنفي الكوفي, ومصدع أبو يحيى الأعرج ؟؟. أتستعدي علينا الحجاج يا منحرف وهو الذي اختتم سيرته الدموية بقتل الصحابي الجليل سعيد بن جبير (أبن حبان 5/421) ؟.ولربه ظارةٌ نافعة أن يعود الكويت محافظة عراقية شاءبدوالكويت أم ابوا.
ألا يكفيك ما خلفته مخالب حكومتك من خراب ودمار في المدن العراقية على أثر استعانتها بأشرس جيوش الأرض لسحق العراق وتدميره من جنوبه إلى شماله ؟, ألا تخجل من نفسك وأنت تعيد إلى الأذهان ما فعلته بنا الكويت عندما فتحت بواباتها ومنافذها ومطاراتها وموانئها للجيوش الشريرة, التي توحدت في حفر الباطن من كل حدب وصوب, وشنت هجماتها الكاسحة على العراق وحده ؟. ألم تشبع بعد من منظر هذه الدماء الطاهرة التي سالت ومازالت تسيل على أرض العراق بفعل أعمالكم الآثمة وأفعالكم المجرمة ودسائسكم الخبيثة؟.حقاإنكم تحفرون قبوركم بأيديكم
أعلم يا مفرج الدوسري انك وأمثالك مثل العاهرة المستضعفة التي شمخت وتشمخرت على الشرفاء, واستقوت عليهم بصداقتها الحميمة المشبوهة مع مأمور مركز الشرطة, وهذا هو الغطاء الذي سمح لك ولأمثالك بالتطاول علينا والإساءة إلينا إلى الدرجة التي جعلتك تتمادى في غيك, وتستقوي علينا بتشوارسكوف, وكولن باول, والعمة كوندي, ودك تشيني, ورامز فيلد, وتستنجد بالحجاج وهولاكو ودراكولا والأرواح الشريرة, ثم ظهر علينا زميلك صالح الغنام ليصفنا بالغربان والخفافيش على صفحات جريدة السياسة الكويتية, وصدق صفي الدين الحلي عندما قال في أمثالكم من الزرازير الوقحة:
انّ الزرازير لمّا قام قائمُها تَوهّمتْ أنّها صــــارتْ شَواهينا
بيادقٌ ظفرتْ أيدي الرِّخاخ بها ولو تَركناهُمُ صادوا فَرازينا
* * *
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- متاهة العراقيين
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)