هنالك كلمات نرددها بشكل تلقائي قد تكون عفوية وقد تكون مجاملة وقد تكون مقصودة لامر ما ، وهنالك كلمات يكون الفعل ابلغ في الدليل عليها وافضل من نطقها واذا اجتمع الامران الفعل والنطق يكون الناطق قد بلغ ذروة التعبير الصادق .
يا حسين لها صداها الذي يهز عروش بل انه في وقت ما اصبح تهمة بالخيانة لمن يرددها من قبل طواغيت الارض وقائلها اذا ما اراد ان يجعل تاثيرها في اقصى درجاتها فعليه بالفعل المدروس والشرعي المقرون بنطقها فيكون قد اوجع قلوب الحاقدين ، نحن لا نتعجب عندما نسمع ان هنالك من يترحم على يزيد فهذا امر طبيعي ، ونحن لا نتعجب اذا ما علمنا ان هنالك من يخفي حبه للحسين خوفا من المنافقين ، وفي نفس الوقت كذلك نحن لا نتعجب اذا ما علمنا ان الكثير الكثير ممن اهتدوا الى مذهب الحق بفضل الحسين عليه السلام ، ولكننا نتالم عندما يكون الصوت العالي الناطق ياحسين هو شكلا لا مضمونا والاتعس من ذلك عندما يتخذها بعض ضعيفي النفوس نفاقا لتحقيق مارب فاسدة يصبون اليها .
واذا ما اردنا ان نكون صادقين بصراخنا ياحسين فلنقرنه بالعمل السليم والذي يكون الترجمة الحقيقة لمكنون قلب من قال ياحسين .
فالوزير عندما يحجّم الفساد الاداري والمالي ويتورع من السرقات فانه يكون قد نادى باعلى صوته ياحسين ، والموظف عندما يحترم المراجع وينهي له معاملته من غير رشاوى او تماطل فانه نادى باعلى صوته ياحسين ، والمسلم عندما يتكفل يتيم ويغدق عليه بالعطف وسد حاجته من ملبس اوماكل فانه يكون قد اعطى ابهى صورة لكلمة ياحسين ، وعندما نكف عن الغيبة والنميمة ونواظب على العمل الصالح نكون قد احيينا ذكر الحسين ، واذا نادى المؤذن الله اكبر نترك ما بايدينا لنقول ياحسين نحن لبينا نداء الله وتركنا ما بايدينا من عمل لاجل اقامة الصلاة والتي اقمتها وانت وسط ساحة الوغى ويحيط بك الردى ، عندما لا ننتخب الفاسد في الانتخابات المقبلة نكون قد قلنا ياحسين بصدق ، وعندما نبتعد عن كل ما يسيء للشعائر الحسينية من تصرفات قد تكون عفوية او معتادة ولا نعلم سلبياتها نكون قد اعطينا حق الحسين في قولنا ياحسين ، ونداؤنا ياحسين كاننا نقول للحسين عليه السلام انظر ماذا فعلت انا ؟، والا لماذا اناديه اليس لاستنصره بالفعل والقول ؟ وكلمته الا من ناصر ينصرنا سارية المفعول في كل زمان ومكان انها كلمة حية ستجد صداها بشكل حقيقي عند ظهور ولده الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف .
الان اسال الكتل البرلمانية والتي كثير من اعضائها اتخذوا من ذكر الحسين في افعال او اقوال دعاية لكسب ود المواطن العراقي هل يستطيع ان يترجم هذه الكلمة العظيمة يا حسين على ارض الواقع ؟
ياحسين هو نداء منا الى الحسين نقصد منها اننا نحبك يا حسين والحب الحقيقي هو الذي يترجم على مفردات حياتنا لتجد تاثيرها في الوسط الاجتماعي الذي نحن جزء منه وغير ذلك فانها لقلقة لسان .
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!